الرهائن المُحرّرون يصلون إلى زيورخ
في الساعة التاسعة من صبيحة يوم الأربعاء، حطت الطائرة المقلة للسياح السويسريين الأربعة الذين أُفرج عنهم في مالي بعد حوالي ستة أشهر من الإحتجاز في الصحراء.
وكانت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي-راي في استقبالهم عند سلم الطائرة في مطار زيوريخ مرفوقة بأقاربهم وذويهم.
بعد محطة توقف في كولونيا بألمانيا حيث حطت الطائرة المقلة للأربعة عشر سائحا أوروبيا الذين أُفرج عنهم مساء يوم الإثنين على الساعة السابعة والنصف صباحا، وصل الرهائن السويسريون الأربعة السابقون إلى مطار زيورخ قبل الساعة التاسعة بقليل.
وكانت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي-راي والأقارب في استقبال كلّ من سيبيل غراف (20 عاما من كانتون زيوريخ) وسيليا شتايلي (19 عاما من كانتون زيورخ) ومارك هيديغر (42 عاما من كانتون أبينزيل ) وريتو فالتر (31 عاما من كانتون أرغوفي).
وكان السويسري مارك هيديغر قد تحدث في باماكو قبل بدء رحلة العودة بقليل عن “اللحظات الصعبة” التي مرّ بها خلال أشهر الإحتجاز الستة.
وقال :”لقد كنا نطرح الكثير من التساؤلات حول مصيرنا وحول ما كان يدور بخلد المختطفين. لم نتعرض للتعذيب ولكن كان هناك الخوف والصمت”.
ولدى سؤاله عن رأيه في الذين صادروا حرياتهم طيلة عدة أشهر قال الرهينة السابق: “لا أفكر بشيء”. وأضاف أنه لا يعتقد حتى بإمكانية التعرف عليهم يوما ما.
هذا ويخضع الرهائن السويسريون السابقون الأربعة منذ الإفراج عنهم يوم الإثنين الى المتابعة من طرف فريق مؤلف من أربعة أشخاص من بينهم طبيب وطبيب نفساني.
من جهة أخرى، لا زال الغموض يلف تفاصيل الظروف التي جرت فيها عملية تحرير الرهائن. وعلى الرغم من تكذيب المصادر الرسمية إلا أن المراقبين يعتقدون أنه تم دفع فدية من أجل ضمان الإفراج عنهم. وتحدثت القناة العامة الألمانية ARD عن دفع فدية بقيمة 4،6 مليون يورو لكن دون ذكر لمصدر المعلومة.
مراحل المأساة
وقد اختُـطف هؤلاء السياح في الفترة الواقعة بين منتصف فبراير ومنتصف مارس الماضي ضمن قافلة تضم 32 سائحاأوروبيا من طرف مجموعة مسلّـحة، قيل إنها تنتقل بين الصحراء الجزائرية ومالي المجاورة.
وكانت قوات الأمن الجزائرية قد تمكنت يوم 13 مايو الماضي من الإفراج عن 17 سائحا، وظلت بقية المجموعة محتجزة لدى مختطفيها، ومن ضمنها السواح السويسريون الأربعة.
وفي شهر يونيو الماضي، ذكر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تصريحات أدلى بها في ستراسبورغ بفرنسا أن السياح المختطفين لا زالوا على قيد الحياة، وأن السلطات الجزائرية ستسمح للإرهابيين بمغادرة الجزائر إذا ما أفرجوا عن رهائنهم.
وتضم المجموعة الأخيرة التي أفرج عنها 10 مواطنين ألمان، و4 سويسريين، ومواطن هولندي، وقد أفادت بعض المصادر الألمانية أن سيدة ألمانية توفيّـت رهن الاختطاف.
تنسيق ومفاوضات
يُشار إلى أنه قد أعلن رسميا يوم الإثنين الماضي، بعد سلسلة من التقارير المتضاربة وأيام من الإنتظار المشوب بالقلق، عن وصول الرهائن الأوروبيين الذين كانوا محتجزين بأيدي مجموعة مسلحة جزائرية إلى العاصمة المالية.
وكانت أولى التقارير الإعلامية قد تحدثت منذ مساء الأحد الماضي عن نجاح جهود وسيط عينه رئيس جمهورية مالي بين المختطفين وممثلي الحكومات الألمانية والسويسرية والهولندية في تأمين الإفراج عن الرهائن المتبقين.
وفيما أُعلن يوم الأحد الماضي عن تحول السفير بيتر سوتير رئيس “خلية الأزمة” التي تشكلت في وزارة الخارجية السويسرية إلى باماكو لمقابلة وزير الخارجية المالي مصحوبا ببقية أعضاء الخلية الثلاث، تأكد أن السلطات السويسرية – التي عملت طيلة الفترة الماضية بالتنسيق مع السلطات الألمانية والهولندية – قد أرسلت منذ عدة أسابيع خبيرين من الشرطة الجنائية الفدرالية لمتابعة التطورات ميدانيا.
اتفاق غامض
ومع إعلان سلطات مدينة غاو الواقعة في شمال مالي عن نهاية المسلسل الدبلوماسي والسياسي والعسكري الذي استمر 123 يوما(أي منذ اختطاف الرهائن في 19 فبراير الماضي) والإفراج عن جميع المحتجزين في منطقة تيساليت شرق البلاد، تم ترحيل الرهائن إلى العاصمة باماكو على متن طائرة وصلت خصيصا من ألمانيا.
ولم تتوفر إلى حد الآن معلومات مؤكدة عن تفاصيل الإتفاق الذي تم التوصل إليه بين المختطفين والحكومات المعنية عن طريق عياض أغ غالي (وهو من قادة المتمردين الطوارق السابقين الذين توصلوا لاتفاق سلام مع الحكومة في عام 1991 بفضل وساطة جزائرية)، الوسيط المُعـيّـن من طرف الرئاسة المالية.
ومع أن المختطفين طالبوا في بداية شهر أغسطس الجاري بفدية تقدر بـ 6،9 مليون فرنك سويسري عن كل رهينة إلا أن معلومات متفرقة تداولتها وسائل إعلام ألمانية أفادت بأن المبلغ الذي تم التوصل إليه في الإتفاق النهائي قد يكون أقل بكثير من ذلك.
تكتم سويسري
وإثر الإعلان عن احتمال وفاة رهينة ألمانية في شهر يونيو الماضي، شهدت الأسابيع الموالية جهودا دبلوماسية وأمنية حثيثة تعاونت فيها السلطات الألمانية والمالية على ربط قنوات الإتصال مع المختطفين الذين يُعتقد أنهم ينتمون للمجموعة السلفية للدعوة والقتال المناهضة للسلطات الجزائرية والتي تقول إنها على علاقة بتنظيم القاعدة وهو ما يُشكك فيه مراقبون داخل الجزائر وفي أوروب.
وفي 13 أغسطس الماضي تسارعت وتيرة الأحداث عندما وافق المختطفون للمرة الأولى على السماح بإيصال كميات من الأغذية والدواء إلى الرهائن وهي الخطوة التي سبقت الإفراج عنهم يوم الأحد 17 أغسطس في منطقة تيساليت شمالي مالي.
والملفت أن وزارة الخارجية السويسرية فرضت تكتّـما كاملا على هذه القضية وعلى عكس ما حدث في ألمانيا، لم تتسرّب في برن أية معلومات رسمية عن وضع المختطفين أوعن سير المفاوضات مع المجموعة التي تحتجز السواح.
سويس انفو مع الوكالات
تم اختطاف 32 سائحا قبل 6 أشهر في جنوب الجزائر
في شهر ماي تم تحرير مجموعة أولى من 17 سائحا في أعقاب عملية عسكرية نفذت في ضواحي أمغيد غرب إيليزي
ظل الرهائن الـ 14 المتبقون (بعد أن تُوفيت ميكائيلا سبيتزر وهي ألمانية الجنسية) محتجزين في منطقة تامرليك الجبلية التي تبعد 150 كيلومترا عن إيليزي
مساء يوم الإثنين 18 أغسطس تم أخيرا الإفراج عنهم وتسليمهم إلى السلطات المالية
يوجد من بينهم أربعة سويسريين وهم سيبيل غراف (20 عاما) وسيليا شتايلي (19 عاما) ومارك هيديغر (42 عاما) وريتو فالتر (31 عاما)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.