مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشتاء قد يدفئ الموسم السياحي القادم

تظل ممارسة الرياضات الشتوية في المرتفعات السويسرية أحد أهم مصادر السياحة، إلا أنها تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ swiss-image Photograph by Robert Boesch

بعد 3 أعوام عجاف عانت فيها السياحة السويسرية من تراجع في الأرباح، يعول العاملون في هذا القطاع الاقتصادي الهام على الموسم الشتوي القادم لتحقيق نمو قد يصل إلى 2%.

مشكلة القطاع السياحي مزدوجة؛ فالأجانب يتراجعون نتيجة لارتفاع سعر صرف الفرنك، أما السويسريون فيتجهون الآن نحو التقشف والتوفير.

1.9% فقط هي نسبة الزيادة في الإقبال على الفنادق السويسرية خلال الفترة ما بين نوفمبر 2003 وأكتوبر 2004، حسب مصادر كتابة الدولة للإقتصاد SECO في برن ومركز أبحاث النمو الاقتصادي في بازل.

وقد اعتبر السيد كاسبار فيبر الذي اعد الدارسة الصادرة مؤخرا من مركز ابحاث النمو الاقتصادي في بازل، أن هذه النسبة، على الرغم من أنها قليلة للغاية، إلا أنها تعتبر “بادرة طيبة لموسم شتوي جيد”.

وكانت عائدات السياحة في سويسرا قد شهدت تراجعا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث تقلصت ارباحها بنسبة 8%، ولم يتجاوز عدد الليالي المقضاة في الفنادق 65 مليون ليلة في الفترة الفاصلة ما بين عامي 2002 و 2003.

السياحة الداخلية في تراجع

ويعول المهتمون بالقطاع السياحي على اقبال السويسريين على السياحة الداخلية في الشتاء، والتوجه إلى المنتجعات الجبلية سواء لممارسة الرياضات الشتوية مثل التزلج على الجليد، أو قضاء فترات العطل للراحة والاستجمام، حيث من المتوقع أن يزيد عدد السويسريين المهتمين بقضاء عطلة الشتاء داخل الكنفدرالية بنسبة 0.9% عن العام الماضي.

ويلعب العامل الإقتصادي الداخلي أيضا دوره في توجهات السويسريين نحو السياحة، فالإرتفاع المسجل في معدلات البطالة يجعل الكثيرين يحجمون عن الإنفاق في السياحة الشتوية، التي تحولت إلى كماليات باهظة التكاليف، نظرا لارتفاع أسعار التنقل والإقامة في المناطق الجبلية، ولما تتطلبه الملابس والمعدات الخاصة بالتزلج على الجليد من نفقات باهظة.

وإذا كان 40% فقط من السويسريين هم الذين يخططون لأخذ بضعة أيام كعطلة من العمل في الشتاء، فإن 85% منهم يفضلون البقاء في سويسرا حيث يظل معظمهم في البيت أو يقيمون لدى اصدقاء في جهات مختلفة، إلا أنهم يحجمون عن المبيت في الفنادق أو الإلتحاق بالأندية الرياضية المتخصصة، وهي ظواهر أدت مجتمعة إلى تراجع كبير في الإقبال على استخدام أو زيارة المنشآت السياحية الشتوية بنسبة 5% مقارنة بالعام السابق.

خدمات جيدة في انتظار السائحين

على صعيد آخر، يتوقع أن يرتفع عدد السائحين الأجانب الوافدين إلى سويسرا بنسبة 3% مقارنة مع العام الماضي، بعد حملة دعائية واعلانية قوية في الخارج.

ويقول يورغ شميد مدير غرفة السياحة السويسرية، إن مشكلة تراجع أعداد زائري منتجعات الألب الشتوية في الكنفدرالية تعود إلى عدة عوامل من أهمها “ارتفاع سعر صرف الفرنك، والمنافسة النمساوية التي لا يمكن مواجهتها، على الرغم من أهمية الموسم السياحي الشتوي لسويسرا”، حسب ما جاء في حديثه مع سويس انفو.

وليست الفنادق والمطاعم فقط هي المتضررة من تراجع أعداد السائحين، بل أيضا وسائل النقل والمواصلات المؤدية إلى تلك المنتجعات الشتوية، فعلى سبيل المثال يقول فيليكس ماورهوفر المتحدث باسم الاتحاد السويسري للقطارات المعلقة (تيليفريك) في معرض حديثه إلى سويس انفو، بأن “عدد رحلات القطارات المعلقة بين المناطق الجبلية تراجع من 310 مليون إلى 249 مليونا في الفترة ما بين عامي 1998 و2003”.

في الوقت نفسه يؤكد يورغ شميد مدير غرفة السياحة أن مستوى الخدمات السويسرية يفوق ما تقدمه العديد من الدول الأوروبية، سواء من ناحية الرياضية أو لجهة البنية التحتية، فالثلوج كثيفة جدا، ومناطق التزلج تقع على ارتفاعات شاهقة، إلى جانب تنوع العروض في المناطق التي يرتادها الزوار، حيث لا تقتصر على التزلج فقط.

ومن بين عوامل الترويج التي تقوم بها الجهات المعنية بتشجيع عودة الإهتمام بالسياحة في سويسرا، تقديم مغريات كثيرة لاسيما للأطفال المصاحبين للآباء، فعلى سبيل المثال تقدم 6 مدن عرضا لتوفير ملابس ومعدات التزلج على الجليد وتكاليف المدربين مجانا للأطفال، والمقصود هنا بالطبع هو اغراء العائلات بالسفر إلى تلك المدن، حيث أن الأطفال لا يمكنهم التوجه بمفردهم إلى تلك المناطق الجبلية الشاهقة.

السياحة تعني الكثير بالنسبة للإقتصاد السويسري، وترتبط بأكثر من مجال اقتصادي وتشغيلي، كما أن أي تراجع في مدخولاتها يؤثر بشكل ملموس على قطاعات أخرى مرتبطة بها، لذلك تتضافر الجهود من أجل البحث عن مخرج من الأزمة الحالية، ويتركز التفكير على الاستفادة من الإمكانيات المتاحة وتطويرها بدلا من تراجع مستواها فتكون الخسائر أفدح.

سويس انفو

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية