الشرق الأوسط: تقرير حول الحياد السويسري
كلفت الحكومة الفدرالية وزارة الخارجية بإعداد تقرير حول الحياد السويسري في صراع الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب جلستها الاستثنائية يوم 26 يوليو الجاري، حول الأوضاع في المنطقة.
ومن المفترض أن تحلل هذه الوثيقة مشكلة نظرة القانون الإنساني الدولي إلى الصراع بين طرفين غير متكافئين في القوة.
أكد جان فيليب جانرا، المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية، ما نشرته صحيفة “سونتاغس تسايتونغ” في طبعة يوم الأحد 30 يوليو، بأن الحكومة الفدرالية طالبت وزارة الخارجية بوضع تقرير حول مفهوم الحياد في صراع الشرق الأوسط، وذلك في تصريح له لوكالة الأنباء السويسرية في نفس اليوم.
وأضاف جانرا بأن الوزارة لم تبدأ إلى الآن في إعداد مثل هذا التقرير، الذي سيتجاوز الوضع الراهن في إسرائيل ولبنان، لأن التحليل سيشمل الصراعات الأخرى بين دول أو بين مجموعات متنازعة داخل حدود الدولة الواحدة، مشيرا إلى أن هناك نزاعات دائرة الآن، غير متماثلة القوى.
وكانت الحكومة الفدرالية قد عقدت جلسة استثنائية يوم الأربعاء 26 يوليو لبحث موقف سويسرا من الأوضاع في الشرق الأوسط، قررت على إثره رصد 5 ملايين فرنك للمساعدات الإنسانية في لبنان. وقد تكهنت بعض وسائل الإعلام في اليوم التالي بأن الوزراء منقسمون بشأن دور سويسرا وما يجب أن تقوم به في هذا الصراع.
وللصليب الاحمر الدولي رأي آخر
من ناحيته، قال جاكوب كيلينبرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” الصادرة في زيورخ يوم الأحد 30 يوليو، بأنه من زاوية القانون الإنساني الدولي، فإن ما يحدث الآن في الشرق الأوسط هو “نزاع مسلح دولي بين إسرائيل ولبنان”، واستند في ذلك إلى أن القوات الإسرائيلية كانت تعمل في الأراضي اللبنانية دون موافقة الحكومة اللبنانية، واستخدمت الحصار الجوي والبحري.
وأضاف كيلينبرغر: “صحيح أن العمليات العسكرية هي بين إسرائيل وحزب الله ولكن أيضا في هذه الحالة ينطبق القانون الإنساني الدولي”، مركزا على أن الهيئة الدولية للصليب الأحمر تناشد دائما طرفي النزاع ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، والالتزام بقواعده، وعدم مهاجمة المدنيين، واحترام أساسيات التكافؤ في العمل العسكري.
ولم يغفل رئيس الصليب الأحمر الدولي معاناة المدنيين في لبنان، وعدد القتلى والمصابين المرتفع بينهم والدمار الهائل في البنية التحتية. كما أشار إلى الضحايا في شمال إسرائيل، حتى وإن كان عددهم ودرجة الدمار والخسائر هناك أقل بكثير مما هي عليه في لبنان.
دعم ضروري في جميع المجالات
وقد صنف كيلينبرغر ترتيب لبنان في المرتبة الثانية على رأس جدول اهتمامات المنظمة الدولية بعد إقليم دارفور السوداني، إذ يتوقع الصليب الأحمر الدولي أن تصل متطلبات معالجة الوضع في بلاد الأرز إلى 100 مليون فرنك حتى نهاية العام.
ويصف الخبراء عمليات الإغاثة والإنقاذ في لبنان بأنها “بالغة الصعوبة”، نظرا لتواصل القصف وتدمير الطرقات ووسائل المواصلات، مما يجعل عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية أمرا ضروريا للغاية.
ويضع الصليب الأحمر الدولي في حساباته، توفير الغذاء الضروري لقرابة مائتي ألف نسمة شهريا، والرعاية الشاملة لهم للإستخدام في الحياة اليومية بما في ذلك الحصول على المياه النقية الصالحة للشرب لقرابة 1.2 مليون نسمة، وتأمين العلاج الطبي للمرضى والجرحى والأدوية لما يزيد عن 650000 نسمة.
سويس انفو مع الوكالات
تستعد وزارة الخارجية الفدرالية لإعداد تقرير حول الحياد السويسري في الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
لن يقتصر التقرير على أحداث لبنان الجارية، بل سيتجاوزها إلى ابعد من ذلك.
جاء الإعلان عن إعداد هذا التقرير إثر اجتماع استثنائي للحكومة السويسرية في 26 يوليو، لمناقشة موقف سويسرا مما يحدث الشرق الأوسط.
خصصت سويسرا حتى الآن 6.5 مليون فرنك كمساعدات إنسانية عاجلة لدعم نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان.
تمكنت الكنفدرالية من إجلاء 795 من رعاياها المقيمين في لبنان و80 من جنسيات أخرى بعد معاناة شديدة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.