“الشرق” في أيام سولوتورن الأدبية
يحتفل مهرجان سولوتورن الأدبي هذا العام بمرور ربع قرن على تأسيسه، حيث يقدم لعشاق القراءة والأدب برنامجا حافلا متعدد اللغات والموضوعات.
ومن بين ضيوف المهرجان أدباء من العراق وإيران ممن يعيشون في المهجر، لمناقشة تأثير الأوضاع الراهنة على الحركة الأدبية
لا يقتصر اهتمام مهرجان أيام سولوتورن الأدبية على استعراض إنتاج الكتاب السويسريين على اختلاف لغاتهم، بل يلقي الضوء أيضا على أهم الأحداث الدولية وانعكاساتها على الحركة الأدبية، لا سيما في ظل سحب التوتر التي تخيم على سماء السياسة الدولية، وانعكاساتها الملموسة على المواطن العادي.
استضافة مدينة سولوتورن لهذا المهرجان والأجواء الأدبية المطلة من قاعات الحوار والاستماع يكونان مزيجا ذا طابع خاص، فالمدينة من القلائل في سويسرا التي تحمل طابع الباروك المعماري الرومانسي، وتنوع الموضوعات التي يتناولها المهرجان سنويا تجعل منه عرسا أدبيا متميزا، يختلف عن المهرجانات الأدبية السويسرية الأخرى.
“أنا عربية”
ويستضيف المهرجان في يوبيله البرونزي هذا العام الكاتبة السويسرية غريت هاللر،التي خصصت جزءا كبيرا من مداخلتها في أول أيام المهرجان حول “كرامة الإنسان وقيمته”، حيث تناولت فيها الحرب على العراق وتأثيرها على المدنيين، وهي صاحبة العبارة المشهورة “أنا عربية” تشبيها بمقولة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كندي “أنا من برلين”.
ولا شك في أن حضور 400 شخص إلى ندوة السيدة غريت يعكس مدى اهتمام الجمهور بمناقشة قضايا حرية الإنسان والفكر من المنظور الأدبي، لاسيما في ظل مخاوف من همينة القطب الواحد على كل شيء، ولعل ختام حديثها إلى الجمهور بالتساؤل: أي نوع من المعاناة مازلت في انتظار الإنسان؟ قد أيقظ الكثير من المشاعر والأحاسيس والأفكار لدى الحضور، وولدت المزيد من التساؤلات.
وليس غريبا على الكاتبة والسياسية السابقة غريت هاللر أن تهتم بالإنسان بعد الحرب، بعد أن عملت لمدة 4 سنوات مديرة للمكتب السويسري للمساهمة في إعادة إعمار البوسنة والهرسك، وعملت سفيرة لبلادها في المجلس الأوروبي في ستراسبورغ، وصدر لها كتاب يحمل عنوان ” حدود التضامن” شرحت فيه تجربتها في البوسنة والهرسك.
إيران ضيف شرف
يستضيف المهرجان هذا العام 3 أدباء من إيران للحديث عن الساحة الأدبية الإيرانية، ولعل ابرز المناقشات ستكون مع الكاتب والمؤلف نفيد كيرماني، والذي سيستعرض كتابه “شرق جديد وجميل” و يستعرض فيه المؤلف الحياة في بعض المدن العربية والإسلامية التي شهدت حروبا، بأسلوب أدب الرحلات الحديث، الذي يربط بين الواقع السياسي والاجتماعي في العديد من تلك المدن.
ومن الواضح في مقدمة هذا الكتاب أن المؤلف يعترض بشدة على ما وصفها بالتغطيات الصحفية السطحية حول ما يحدث في العالم العربي والإسلامي، والتي تكون عادة متأثرة بأحكام مسبقة وصور سلبية، وتنعكس بالتالي على القارئ.
كما يلقى المؤلف المتخصص في العلوم الإسلامية في جامعة برلين باللائمة على الثقافة الغربية التي تمهد لصراع الحضارات من خلال تحليلات فلسفية، يعتبر أنها مبنية على مزيد من الخيال أكثر من الواقع.
في المقابل، يستضيف المهرجان ندوة للحوار حول نظرة الغرب إلى الشرق، تشارك فيها المؤلفتان لورانس ديونا وبياتريس ميشيل مع المصورتين هيلين كايزر ومونيك ياكوت، وهما متخصصتان في تقديم العالم العربي من خلال فن التصوير، حيث كانت الأولى من القلائل اللائى زرن جميع الدول العربية بصفة شبه متواصلة على مدى قرابة نصف قرن.
التعدد اللغوي والثراء الثقافي
الطابع السويسري للمهرجان لم يغب عن أيام سولوتورن الأدبية من خلال ندوات وقراءات لمؤلفات باللغات السويسرية الأربع، يشارك فيها 45 كاتب وكاتبة، يتناولون فيها أحدث الأعمال سواء المكتوبة للمسرح أو كرواية أدبية، إلى جانب أعمال نقدية لتوجهات الأدب السويسري في القرن الجديد.
فتحت شعار 1=4×1 أكد المهرجان أن التعدد اللغوي هو من رموز الثقافة السويسرية التي ترتبط بسويسرا، وسواء كان العمل الأدبي باللغة الألمانية أو الفرنسية أو الإيطالية، أو حتى بالرومانشية، فهو سويسري ويتميز عن غيره من الكتابات التي تأتي من دول الجوار.
تامر أبو العينين – سويس انفو
يقام المهرجان السنوي في الاسبوع الاخير من شهر مايو
يشارك في مهرجان هذا العام 80 أديبا من سويسرا والخارج
النصوص الأدبية تقدم بسبع لغات من بينها العربية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.