الصين ضيف شرف على “أعياد جنيف”
تحيي جنيف أعيادها لعام 2005 من 4 إلى 14 أغسطس بمشاركة الصين الشعبية كضيف شرف ببرنامج حافل بالتراث التقليدي الصيني العريق.
ويتمثل الجديد في أعياد هذه السنة استبدال المسيرة الموسيقية الصاخبة “ليك باراد” بأخرى تقدم مختارات من موسيقى العالم تجوب شواطئ البحيرة.
إذا كانت أعياد جنيف قد حققت في دورة عام 2004 رقما قياسيا في عدد الزوار تجاوز المليوني شخص، فإن المنظمين يتوقعون أن تجلب مشاركة الصين كضيف شرف هذا الصيف أعدادا كبيرة من الراغبين في التعرف على تقاليد هذا البلد العظيم.
وإذا كان المنظمون لتظاهرة المسيرة الراقصة الصاخبة التي تُميز يوما من أيام أعياد جنيف كل سنة منذ عام 1998، قد فضلوا برمجتها خارج أعياد جنيف، (أي يوم السبت 9 يوليو)، فإن الساهرين على “أعياد جنيف” قرروا تعويض ذلك النقص بتنظيم مسيرة غنائية راقصة يوم السادس من أغسطس تحت شعار “قافلة العالم”.
وستجوب القافلة ضفتي البحيرة بمشاركة حوالي 700 موسيقى وراقص من سبع دول اغلبها امريكية لاتينية، قبل أن تختتم في نهاية المطاف بحفل راقص في آخر منتزه البحيرة.
مشاهد وعراقة وتسلية من الصين
البرنامج الثري الذي تشارك به الصين في أعياد جنيف لصيف 2005، دفع العديد من الأطراف بمن فيهم منظمي التظاهرة من المكتب السياحي للمدينة -رغم تحفظاتهم التقليدية- إلى الاعتراف بأنها “المرة الأولى التي يقترح فيها بلد تم اختياره ضيف شرف ببرنامج غني مماثل”.
ويشتمل البرنامج الذي تقترحه الصين على زوار “أعياد جنيف” على فقرات مجانية وأخرى بمقابل. كما يتضمن عدة أوجه من النشاطات الثقافية والحرفية ونماذج متنوعة من الطبخ الصيني لكون “أعياد جنيف” تعتبر الفرصة السنوية السانحة لأهل جنيف لتذوق أطباق ومأكولات مناطق جغرافية بعيدة.
كما ستحتضن قاعة “غران كازينو” التي تقع في قلب منطقة الأعياد، معرضا للصور عن الإرث العالمي الصيني وآخر عن مآثر مقاطعة يونان الصينية والملابس التقليدية للأقليات العرقية والأدوات الموسيقية التقليدية الصينية.
وجدير بالذكر أن معرض مقاطعة يونان الواقعة عند تقاطع أربعة أنهر والتي يطلق عليها شعار “خزان ماء آسيا”، عرفت حفريات أثرية اكتشف فيها أكثر من 50 ألف عينة أثرية من جبل “ماوتيان”. وهو ما سمح لعلماء الآثار بتوضيح بعض الغموض حول حقبة ظهور الديناصورات، وإلى اعتبار يونان أقدم مهد للحضارة الإنسانية.
ولاشك أن أوج المشاركة الصينية سيتمثل في العروض المسرحية والموسيقية التي ستحييها فرق ذات شهرة عالمية مثل “كونغ فو رهبان معبد شاولين” بعروض في مجال المصارعة التقليدية “كونغ فو” النابعة من تقاليد الدفاع عن الكنوز التي كانت تقدم قربانا لمعبد شاولين.
وهناك أيضا العروض الموسيقية التي ستقدمها فرقة الغناء والرقص لمقاطعة يونان المتحصلة على أعلى وسام تقدير فني في جمهورية الصين الشعبية، والتي ستتمثل في مزيج من الرقصات التقليدية والعصرية.
ومن أجل تقديم صورة متكاملة عن أوجه الفن الموسيقي الصيني، تشارك فرقة أوبيرا وباليه “كسيان” المشهورة عالميا بعروض غنائية راقصة تمثل تقاليد مقاطعة “شانغ آن”.
تلازم بين القديم والجديد
ما من شك في أن “أعياد جنيف” لو فقدت ذلك الخليط الفريد من الألعاب المتنوعة التي تحتل أكبر قسم من الضفة الشمالية للبحيرة، لن تظل تلك التظاهرة الصاخبة التي تحول مدينة هادئة جدا إلى ملهى صيفي صاخب يجد فيه الكبير والصغير مبتغاه.
ولكن الجديد هذه السنة وجود نية لدى سلطات المدينة من أجل تقليل قوة الصخب الموسيقي وتنظيم تواجد هذه الملاهي بشكل لا يعيق كثيرا تنقل الأعداد الكبيرة من الزوار.
من جهة أخرى، سوف تحافظ “أعياد جنيف” في عام 2005 على تقليدها المتبع منذ عقود والمتمثل في إطلاق الشماريخ والألعاب النارية في بداية الأعياد يوم 4 أغسطس، وعند اختتامها يوم 13 أغسطس في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا.
وإذا كانت الألعاب النارية يوم الافتتاح تعتبر بمثابة تحية للعالم الممثل في جنيف بقاراته الخمس، فإن ألعاب الختام سوف تكون في شكل منافسة بين محترفين في إطلاق الألعاب النارية من كل من إسبانيا وإيطاليا وسويسرا والصين. وقد تم اختيار “حيوانات موسيقية” محورا لألعاب تظاهرة هذه السنة.
وبالنسبة لمن يرغب في المزيد، فبإمكانه المشاركة صباح الأحد 14 أغسطس في أول تظاهرة تنظم في جنيف للتنقل باستعمال كل وسائل النقل بدون محركات بما في ذلك المشي على الأقدام. وقد تم تخصيص مسار طوله 25 كيلومترا على طول ضفاف البحيرة، ينتظر أن يستهوي أكثر من 20 ألف مشارك. وقد تكون هذه التظاهرة وسيلة لإرغام أناس يمرون عبر هذه لمناطق الجميلة مر الكرام في سياراتهم على الاستمتاع بمناظرها الخلابة.
أما المؤسف هذه السنة فهو أن “أعياد جنيف” التي تستهوي العديد من الزوار العرب الذين يختارون قضاء العطلة الصيفية على ضفاف بحيرة ليمان، لا تشتمل على تظاهرات خاصة بهذه المنطقة من العالم.
ولا يمكن تحميل مسؤولية هذا الوضع للمشرفين على تنظيم “أعياد جنيف” لوحدهم، بل لا بد من القول أيضا أن الجالية العربية المقيمة في المدينة والساهرين على الترويج للثقافة العربية في جنيف يتحملون قدرا من المسؤولية، حيث لم تفلح هذه الأطراف – رغم بعض المحاولات المحتشمة – ولو مرة واحدة في تقديم برنامج مشرف يعكس ثراء وتنوع وعراقة الثقافة العربية في مثل هذه المناسبة الجماهيرية.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.