العالم يشيخ .. بسرعة
العالم يواجه مشكلة. هو يتقدم في العمر بوتيرة سريعة متلاهثة. فخلال الخمسين عاما المقبلة سيزداد عدد كبار السن في العالم نحو أربعة أضعاف. سيقفز عدد المسنين من 600 مليون نسمة اليوم إلى بليوني نسمة تقريبا. عندئذ، سيزيد عمر نحو ثلث سكان العالم عن الستين عاما. ورغم أنها مشكلة إلا أنها فرصة في الآن ذاته.
هي مشكلة لأن العالم سيواجه للمرة الأولى في تاريخه وضعا سيزيد فيه عدد المسنين على عدد الأطفال. حددت الأمم المتحدة عام 2050 موعدا لحدوث ذلك. وقتها سيصبح من بين كل خمس أشخاص في العالم مسنا يزيد عمره على الستين عاما.
وهي مشكلة تستوي فيها الدول المتقدمة مع الدول النامية. ففي الدول المتقدمة انخفضت نسبة المواليد إلى المدى الذي لا يسمح بتجدد دماءها. ولأن عدد المسنين فيها زاد على عدد الأطفال فإن إمكانيات استمرار مجتمعاتها ونموها في المستقبل محاطة بالعديد من علامات الاستفهام.
أما الدول النامية، فإن همها له طابع مغاير. هي لا تعاني كثيرا من مشكلة انخفاض المواليد. مشكلتها بالأحرى في ازدياد عدد مواليدها في الوقت الذي يزداد فيه معدل عمر شيوخها. ولأن مواردها محدودة فإنه سيتعين عليها التعامل مع تحديات التنمية ومع شيخوخة سكانها في آن واحد.
هي مشكلة لأن العالم سيواجه للمرة الأولى في تاريخه وضعا سيزيد فيه عدد المسنين على عدد الأطفال. حددت الأمم المتحدة عام 2050 موعدا لحدوث ذلك. وقتها سيصبح من بين كل خمس أشخاص في العالم مسنا يزيد عمره على الستين عاما.
وهي مشكلة تستوي فيها الدول المتقدمة مع الدول النامية. ففي الدول المتقدمة انخفضت نسبة المواليد إلى المدى الذي لا يسمح بتجدد دماءها. ولأن عدد المسنين فيها زاد على عدد الأطفال فإن إمكانيات استمرار مجتمعاتها ونموها في المستقبل محاطة بالعديد من علامات الاستفهام.
أما الدول النامية، فإن همها له طابع مغاير. هي لا تعاني كثيرا من مشكلة انخفاض المواليد. مشكلتها بالأحرى في ازدياد عدد مواليدها في الوقت الذي يزداد فيه معدل عمر شيوخها. ولأن مواردها محدودة فإنه سيتعين عليها التعامل مع تحديات التنمية ومع شيخوخة سكانها في آن واحد.
لكنها قد تكون فرصة أيضا..
ينعقد في العاصمة الأسبانية مدريد في الفترة بين 8-12 من أبريل مؤتمرا أمميا دوليا يهدف إلى بحث التحديات الديموغرافية التي تواجهها المعمورة. لكنها ليست المرة الأولى التي ينعقد فيها مؤتمر لهذا الغرض. فقد تدارس المجتمع الدولي هذا الشأن في فيينا عام 1982 في الجمعية العامة الأولى للشيخوخة. واعتمدت البلدان المشاركة فيها خطة عمل دولية للشيخوخة تضمنت مجموعة من المبادرات في مجالات التوظيف والدخل والصحة والإسكان والتعليم والرعاية الاجتماعية.
بعد عشرين عاما، تنعقد الجمعية العامة الثانية للشيخوخة. الهدف هذه المرة لا يخرج عن إطار هدف لقاء الجمعية الأولى. فهي تسعى إلى تحديد ملامح خطة تساعد الحكومات على تخطيط سياساتها بما يتماشى مع التغير السكاني الحادث. بيد أنها اتخذت طابعا اكثر إلحاحا بسبب اتضاح الصورة عن السابق.
كما أنها تجاوزت الحديث عن ما تسببه شيخوخة السكان من عبء تنموي إلى البحث في ما يمكن للمسنين أن يقدموه للمجتمع. عبرَّ عن هذا الموقف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي صادف افتتاح الجمعية موعد احتفاله ببلوغه الرابعة والستين من العمر. أقر السيد عنان في خطابه أمام الجمعية بأن شيخوخة سكان العالم ستمثل تحديا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. لكن القصة لا تنتهي هنا على حد قناعته:”فكلما حصل عدد اكبر من الناس على تعليم أفضل، وعاشوا فترة أطول، وتمتعوا بصحة أفضل، فإن المسنين قادرون على تقديم مساهمات أكبر للمجتمع عن السابق”.
ومن هنا، جاءت أيضا دعوة رئيس الوزراء الأسباني خوسيه ماريا أزنار في المؤتمر على دعم ما وصفه ب”الشيخوخة الفعالة” من خلال توفير العلاج الواقي، وفرص التأهيل المتواصلة، وأوقات العمل المرنة.
المشكلة في كل ذلك، أن مساهمة المسنين “الفعالة”، كما طالب السيدان عنان وأزنار، تعتمد أساسا على مقدرة الدولة على توفير احتياجات سكانها التنموية. وإذا كانت هذه المقدرة متوافرة إلى حد بعيد لدى الدول المتقدمة، فإن التحدي الحقيقي يواجه دول العالم الثالث التي تجد صعوبة في سد احتياجات شبابها المتفجر، فما بالك بشيوخها.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.