العلم سلاح برامج التنمية السويسرية!
وحد الباحثون السويسريون جهودهم مع علماء من دول العالم النامي بهدف التوصل إلى طرق جديدة لتحسين الأوضاع في الدول الفقيرة.
تبلغ ميزانية البرنامج المبدئية للأعوام الأربعة القادمة 32.6 مليون فرنك سويسري، ويُنظر إليه على أنه جزء أساسي من إستراتيجية سويسرا للدعم التنموي.
يشارك في المبادرة عدد من المؤسسات العلمية السويسرية المعروفة، كالمؤسسة السويسرية الاستوائية في بازل ومؤسسة دراسات التنمية العليا في جنيف على سبيل المثال لا الحصر.
وهم يعملون بصورة مشتركة مع نظراء لهم في مناطق جغرافية كالقرن الإفريقي وآسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
وبصورة إجمالية، يتعاون نحو 400 عالم وعالمة من سويسرا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا في ثمانية مشاريع مشتركة، تشمل مجالات متعددة من الموارد الطبيعية إلى البيئة مروراً بالصحة البيئية والصحة.
“الدول النامية لديها أيضاً الحق في التمويل التعليمي”، يقول السيد هانز هورني مدير المركز الوطني في الكفاءة في البحوث NCCR شمال – جنوب.
“على سبيل المثال، في إفريقيا السوداء (وهي قارة بأكملها) تقدر نسبة الأموال المخصصة للبحث بالنسبة للسكان واحد على 500 من النسبة التي تخصصها سويسرا لهذا القطاع”، يكمل السيد هورني.
ليس هذا فقط. إذ يقول السيد هورني إن “ميزانية التعليم لدولة إثيوبيا، وعدد سكانها 65 مليون نسمة، تساوى ميزانية جامعة برن السويسرية”!
فوائد مباشرة!
تم إنشاء “المركز الوطني في الكفاءة في البحوث NCCR شمال – جنوب” قبل ثلاثة أعوام، وهو واحد من 14 برنامجا بحثيا طويل المدى تم تنفيذه من قبل صندوق البحث العلمي السويسري.
من خلال تعزيز التمويل البحثي، يأمل المركز في أن يقدم مساهمة دائمة لتحسين الأوضاع في الدول النامية.
وتوضح السيدة هايدي ديجيلمان رئيسة مجلس البحوث في صندوق البحث العلمي السويسري في حديث مع سويس إنفو قائلة “من أولويات برنامج المركز تشجيعُ الباحثين والمؤسسات في دول الجنوب”.
وقد جاءت “ردود الأفعال إيجابية للغاية. فالشراكة تعمل بصورة جيدة، والعلاقات بين باحثينا ونظرائهم في الجنوب ممتازة”.
وتضيف السيدة ديجيلمان قائلة إن إنشاء شبكة علاقات بين الباحثين في الدول النامية كان مكسباً إضافياً لهذا الجهد.
الاشتراك في الخبرة!
الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون هي من الممولين أيضاً للبرنامج، وهي تعتقد أن التعاون العلمي المتوازن يمكن أن يساهم في خلق العدالة في الوصول إلى المعلومات.
ويلفت السيد فالتر فوست مدير الوكالة بالقول إن “قلة المقدرة على الوصول إلى المعلومات تدفع بدول الجنوب والشرق إلى مزيد من الاعتماد على الدول الصناعية”.
ويعتقد السيد فوست أن المشاركة في المعلومات يمكن أن تكون أيضاً مفتاحاً أساسياً لتفاهم متبادل أفضل بين الشمال والجنوب.
ويقول “الخبرة المتعددة الثقافات مهمة للغاية، ولهذا الغرض نحتاج إلى علماء لا رواد فضاء”.
شركاء محليون
لا يهدف البرنامج فقط إلى تحسين التعاون بين الشمال والجنوب، بل أيضاً إلى تعزيز وتدعيم الشركاء المحليين، وذلك وفقا للسيدة دورا رابولد مديرة مكتب الموارد التقنية والموضوعية في الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.
“هذا شرط أساسي إذا أُريد لبرنامج المركز الوطني في الكفاءة في البحوث أن يكتب له النجاح”.
وتردف قائلة “وهذا يعني أن الرجال لا يذهبون ببساطة إلى إفريقيا، بل إن الإفريقيين الذين يعيشون هناك هم الذين سيحققون النتائج”.
وتقول السيدة رابولد أيضاً إن الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون تحاول استخدام متعاونين من برنامج المركز لمشاريعها التنموية الخاصة.
وتبدو ثمار هذا المركز من التشجيع الذي يشعر به السيد نوح ادامتي، وهو طالب في برنامج للدكتوراه بجامعة غانا.
كان السيد ادامتي، والذي يدرس ضمن برنامج للتبادل البحثي في المؤسسة السويسرية الاستوائية في بازل، واحداً من 200 باحث شاركوا في مؤتمر انتظم حديثاً في سويسرا.
ويقول السيد ادامتي “لقد استفدت من البرنامج. الآن سأستخدم الخبرات الهامة العديدة التي اكتسبتها في بلدي”.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.