العلم والمنطق والقانون لتفادي أضرار الزلازل
تنتظم حاليا في سويسرا أول ندوة أوروبية لخبراء الزلازل، بحضور ما يزيد عن ألف خبير وأخصائي قدموا من أكثر من سبعين بلدا.
الندوة التي افتحها الرئيس السويسري موريتس لوينبيرغر، تهدف الى تبادل الخبرات في مجال تقييم أخطار الزلازل وتحسين وسائل الوقاية وبالأخص تقنية البناء المقاوم للهزات الأرضية.
تستقبل جنيف ما بين 3 و 8 سبتمبر الحالي أكثر من 1000 خبير وبحاثة ومهندس معماري مختص في محاربة الزلازل، وذلك في أول ندوة أوروبية تنظمها سويسرا لجلب الانتباه الى أخطار الزلازل.
وقد لخص الرئيس السويسري موريتس لوينبيرغر في كلمته أثناء افتتاح الندوة يوم الاثنين، الهدف من هذا الاجتماع الذي سيشمل أكثر من 600 ورشة عمل بقوله: “أما أنتم أيها المهندسون والعلماء العالمون في الميدان، فإنكم تقومون بتحديد الأخطار، وتحللون الزلازل التي وقعت في الماضي، وتراقبون تحركات الكرة الأرضية، وتحددون المعايير لكي تصبح المباني مشيدة بطريقة تقاوم الهزات الأرضية. أي بتعبير آخر تقدمون للسياسيين وللمؤسسات وللخواص الوسائل الكفيلة بالحد من أخطار الكارثة”.
تبادل المعلومات بالدرجة الأولى
المؤتمر الذي يحتضنه قصر المؤتمرات بجنيف، تم بتنظيم من طرف المصلحة السويسرية لرصد الزلازل بمشاركة المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ والشركة السويسرية للهندسة المعمارية المضادة للزلازل والمكتب الفدرالي للبيئة.
ومع أن المؤتمر أوروبي إلا أنه استقطب، حسب أوليفي لاتلتان، مسؤول مركزية التنسيق لرصد الزلازل في سويسرا، “ممثلين من أكثر من سبعين بلدا وبالأخص من اليابان ونيوزيلندا”، مع الإشارة إلى أن عددا من الخبراء من بلدان عربية مختلفة يتابعون أشغال المؤتمر.
ويكمن الهدف من انعقاد هذا المؤتمر في محاولة الجمع بين آخر ما توصل إليه خبراء دراسة انتشار الهزات الأرضية، وكيفية توظيف تلك المعلومات من قبل خبراء الهندسة المعمارية لمواجهة أضرار الزلازل في المناطق التي تعتبر عرضة للهزات الأرضية أكثر من غيرها.
وفي رده على سؤال طرحته سويس إنفو عما يعتزم القيام به لتوسيع دائرة الاستفادة مما يتمخض عن هذا المؤتمر من توصيات خصوصا في اتجاه البلدان النامية المتضررة أكثر من غيرها من الزلازل، أوضح السيد لا تلتان بأن “مختلف تدخلات الخبراء ستوضع على شبكة الإنترنت على شكل صوت وصورة او نص لتوسيع دائرة الاستفادة من هذه المعلومات إضافة الى أن الخبراء المشاركين من مختلف البلدان سيقومون بنشر تلك المعلومات داخل الأوساط المعنية في بلدانهم”.
ويبدو أن النية تتجه إلى عقد هذا المؤتمر بصفة دورية حيث ينظم سنويا في بلد من البلدان الأوروبية الأخرى في محاولة للاستمرار في التوعية وتبادل المعارف والخبرات.
سويسرا ليست في مأمن
وكان الرئيس السويسري موريس لوينبيرغر شدد في كلمة الافتتاح على “أن سويسرا رغم كونها توجد في منطقة متوسطة التهديد بالزلازل، فإنها تقع في نقطة احتكاك القارتين الإفريقية والأوروبية”.
وكانت سويسرا قد شهدت أكبر هزة أرضية وقعت في أوروبا خلال الألفية الأخيرة أي في عام 1356 عندما أدى زلزال إلى تدمير القسم الأكبر من مدينة بازل. ويرى الخبراء انه لو تكرر نفس الزلزال اليوم لأدى الى وقوع أضرار تقدر قيمتها بما بين 50 و 100 مليار فرنك.
ومع أن سويسرا اعتمدت منذ عام 1989 معايير بناء مقاومة للزلازل، فإن وزير الإتصالات ورئيس الكنفدرالية للعام الجاري أوضح بأن “أكثر من 90% من مبانيها ليست خاضعة لتلك المعايير”.
لذلك عبر السيد لوينبيرغر عن الأمل في أن “تقوم سويسرا وباقي الدول الأوروبية بجرد وإحصاء مستوى أمن وسلامة مبانيها وسلامة المباني الحيوية مثل المستشفيات وشبكات توزيع الطاقة ومراكز الحماية المدنية والسدود ومحطات توليد الطاقة النووية”.
ومن المناطق الأكثر عرضة للزلازل في سويسرا أراضي كانتون فالي وبازل وكانتونات سويسرا الوسطى والسهول التي يشقها نهر الراين وعدة أنحاء في كانتون غراوبندن جنوب شرق الكنفدرالية.
عقبات سياسية و إجرائية
من أهم المشاكل التي تواجه جهود سويسرا في مجال التصدي لأخطار الزلازل، كون ذلك من اختصاص الحكومات المحلية في الكانتونات وليس من مشمولات الحكومة الفدرالية. ومن هذا المنطلق لا توجد قاعدة دستورية فدرالية تسمح بالتصدي على المستوى الفدرالي لتلك الأخطار.
وفي إطار ما يسمح به القانون، شرعت السلطات الفدرالية في مراجعة وتحليل أوضاع المباني التابعة للكنفدرالية من حيث مدى قدرتها على مقاومة الزلازل، وما يتطلب ترميما منها يتم مع مراعاة معايير مقاومة الهزات الأرضية.
يبقى أن السلطات الفدرالية ترغب في دفع الكانتونات إلى ممارسة قدر أكبر من التشدد في تطبيق معايير مقاومة الزلازل بالنسبة للمباني الجديدة.
وما دام الأمر يمس في نهاية المطاف المواطن فإن السلطات السويسرية تعتزم تنظيم معرض متنقل للتوعية بأخطار الزلازل وذلك من خلال نموذج فصل دراسي يتعرض لهزة أرضية لتوضيح مزايا المباني المراعية لمعاير المقاومة وتلك التي أهملت تطبيق تلك المعايير.
ومن المنتظر أن تكون مدينة مارتيني Martigny أول محطة يتوقف فيها هذا المعرض المتنقل في موفى شهر سبتمبر الحالي.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
يعتبر تهديد الزلازل في سويسرا متوسطا.
أكثر المناطق السويسرية عرضة للزلازل هي بازل وفالي وغراوبوندن ووديان نهر الراين.
اكبر الزلازل التي مست المناطق السويسرية كانت في بازل في عام 1356، وفياج 1855، وسيار في 1946
آخر زلزال مدمر في سويسرا يعود الى عام 1991.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.