الغابات ثروة إنسانية وبيئية
تقوم سويسرا بدور طلائعي في المؤتمر الأوروبي الرابع لحماية الغابات الأوروبية. ويذكر أن سويسرا بدأت بتقنين حماية الغابات في أواخر القرن التاسع عشر.
أهم أهداف هذا المؤتمر الأوروبي الرابع المنعقد في فيينا هو التحوّل من فكرة الحماية ألى التنمية المستديمة للغابات
يعود أول تشريع لحماية الغابات السويسرية إلى أواخر القرن التاسع عشر على ضوء الوعي المبكّر بحيوية الغابات في الكفاح ضد تآكل التربية، وفي حماية سكان المرتفعات من الانهيارات الثلجية والجليدية، إلى جانب ما تنتج هذا الغابات من مواد أولية كالحطب للوقود والأخشاب لصناعات الأثاث والبناء.
ومع تقدم العجلة الصناعية، تصاعدت أهمية الغابات تدريجيا كوسط طبيعي للراحة والاستجمام يستقطب الكثير من الناس الفارين من أجواء المكاتب والمصانع، ويعتبر هكذا أحد العوامل الأساسية في تنشيط الحركة السياحية في هذا البلد.
وفي ركب زيادة الوعي للتوازن الرهيف للنظام البيئي الكوني، لم يزد الوعي لدور الغابات في عملية تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الهواء والتربة فحسب، وإنما لدور هذه الغابات أيضا في الحفاظ على المنوعات البيولوجية النباتية الحيوانية التي تشكل بعض العناصر الأساسية للنظام البيئي العالمي.
وانطلاقا من هذه التطورات والمفاهيم، قرر ممثلو سويسرا في المؤتمر الأوروبي الرابع لحماية الغابات الأوروبية، تركيز الجهد على توضيح أهمية التنسيق السياسي والاقتصادي لضمان الحماية المطلوبة للغابات عن طريق لفت الانتباه إلى أن هذه الحماية تتعسّر حاليا بسبب تراجع أسعار الأخشاب من جهة، وارتفاع تكاليف العناية بالغابات الأوروبية من جهة أخرى.
ويروج الوفد السويسري في مؤتمر فيينا، لضرورة تعزيز التعاون بين السياسة والاقتصاد، وبين القطاعات العامة والخاصة، لاستثمار الغابات بطريقة تضمن التنمية المستديمة لهذه الثروة المتجددة عن طريق إدارتها الحسنة وترويج استغلال أخشابها حيث أمكن في عمليات البناء والصناعات المعمارية.
وتتمثل الإنعطافة الأهم في المؤتمر، في زيادة الوعي بأن مهمة حماية الغابات لم تعد مهمة وطنية أو إقليمية، وإنما مهمة دولية في الغالب، نظرا للتشابك بين الكثير من العوامل والعناصر المحلية والخارجية التي تؤثر على الصحة العامة للغابات.
الغابات تتسّع على مساحات مجزئة
وحسب تقارير الدائرة الفدرالية السويسرية للغابات والبيئة والمناظر الطبيعية، فإن مساحة الغابات في سويسرا تزداد باستمرار، خاصة في المرتفعات والمناطق الجبلية، حيث تراجعت أهمية النشاطات الزراعية.
تؤكد أغلبية المنظمات البيئية صحة هذه التقارير، لكنها تلاحظ أن النشاطات المعمارية وشق الطرقات يقطعان حيز الغابات بصفة متزايدة، ويحولان دون امتدادها امتدادا طبيعيا، ويتركان التأثيرات السلبية على المنوعات البيولوجية التي تعيش في ظل تلك الغابات.
وعلى الرغم من الوعي المتزايد في سويسرا وأوروبا لأهمية حماية الغابات، يؤكد أحد الأعضاء البارزين في الصندوق العالمي لحماية البيئة والحياة البرية، أن مؤتمر فيينا لا يرمي حقيقة لحماية الغابات، وإنما لزيادة إنتاجيتها وتطوير وسائل استغلالها.
ويضيف أن القرارات التي يتخذها المؤتمر الوزاري الرابع في فيينا، لا تأخذ الوزن الضروري في غياب الأطر والمؤسسات الأوروبية العليا القادرة على وضع القواعد والنظم والإشراف على تطبيقها في مجال توفير الحماية المطلوبة للغابات.
جورج انضوني – سويس انفو
يعكف ممثلو سويسرا والبلدان الأوروبية في العاصمة النمساوية فيينا على بيان مشترك وعلى جملة من المقترحات، لتعزيز التعاون الأوروبي في مجال حماية الغابات بطريقة تضمن التنمية المستديمة لهذه الغابات، وتضمن بقاء المنوعات البيولوجية النباتية والحيوانية في الغابات الأوروبية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.