الفقراء يعيشون هنا أيضاً!
كل عاشر طفل مقيم في المدن السويسرية يعيش تحت خط الفقر! هذه هي النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة تم نشرها يوم الثلاثاء 13 يوليو الجاري.
أظهرت الدراسة التي أجرت مسحاًَ لتسع مناطق حضرية في شمال سويسرا، ارتفاعا خطيراً في حالات المنتفعين بالإعانات الاجتماعية وصل إلى نسبة 10%.
أظهرت الدراسة، التي أعدتها منظمة “مبادرة المدن”، أن عدد حالات طلب الإعانة الاجتماعية ارتفع بنسبة 15% في كل من مدينتي زيوريخ وبازل.
وطالبت المنظمة، التي تتولى مهمة تمثيل مطالب السياسات الاجتماعية لخمسين مدينة سويسرية لدى الحكومة الفدرالية والكانتونات السويسرية، بإنهاء سياسة التقشف قائلة إن الوقت قد حان لكي “نستثمر لا أن نتقشف”.
وشددت المنظمة بأن هناك حاجة إلى المزيد من الكوادر والعاملين لمساعدة الناس للخروج من دائرة الإعانات الاجتماعية والالتحاق مجدداً بسوق العمل.
طفولة في فـقـر..
أكثر ما أثار القلق مما ورد في الدراسة هو عدد الأطفال الذين يعيشون في خانة الفقر. فقد أظهرت الإحصائيات أن 87 من كل آلف طفل يقيمون في سويسرا، يندرجون ضمن هذه الفئة.
وفي العام الماضي على سبيل المثال، ارتفع عدد الأطفال والمراهقين ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً، الذين يعيشون على الإعانات الاجتماعية بنسبة 12.5% – وهي نسبة تزيد ثلاث مرات عن نسبة البالغين من نفس الفئة.
وقد أوضح مدير الشؤون الاجتماعية في مدينة برن ميخائيل هون أن “أعلى نسب الإعانة الاجتماعية تتعلق بالأطفال والمراهقين ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً”.
ودعا التقرير قطاعات المال والاقتصاد إلى تعزيز مبادراتها الخاصة بالتأهيل المهني والتوظيف، مضيفاً أن أكثر من نصف إجمالي الحالات الجديدة تتصل بالبطالة.
ويقول السيد هون إن الأطفال في العائلات المعوزة لديهم فرص محدودة في خطط التعليم والتدريب، ويواجهون إمكانيات الفقر عند البلوغ بدرجة أكبر.
العودة إلى سوق العمل..
وفوق كل شئ، تطالب منظمة “مبادرة المدن” بالمزيد من الكوادر لتمكين الأخصائيين الاجتماعيين من المزيد من الوقت لمساعدة أولئك الذين يعيشون على الإعانات الاجتماعية على العودة إلى سوق العمل.
ويشير رئيس المنظمة ومدير الشؤون الاجتماعية بمدينة لوتسيرن روودي مايير إلى أن “الموظف الاجتماعي الذي يتعامل مع 150 حالة، غير قادر على نصح الأشخاص ومساعدتهم على العودة من جديد إلى العمل”.
ويؤكد السيد مايير أن مثل هذه الاستراتيجية ستكون لها عوائدها وفوائدها مستقبلاً مضيفا بأن التحسن المسجل في أداء الاقتصاد السويسري لم يترك أثره بعد على عدد الحالات الاجتماعية في المدن السويسرية.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تشمل المدن السويسرية في المناطق الروماندية المتحدثة باللغة الفرنسية، إلا أن المشاركين في إعداد التقرير أفادوا بأن نسبة البطالة المرتفعة في تلك الأرجاء تظهر أنها تعاني من ذات المشاكل.
ويوضح مدير الشؤون الاجتماعية في مدينة بازل رولف مايجلي بأن الارتفاع الحاد في نسبة الفقر في مدينته يعود إلى عدد من “العوامل الحاسمة”، والتي تشمل ارتفاع نسبة السكان من الأجانب وزيادة أسعار السكن والضرائب المرتفعة ومصاريف التأمين الصحي الباهظة.
سويس إنفو
وفقاً لنتائج دراسة حديثة لتسع مدن سويسرية:
كل عاشر طفل يعيش تحت خط الفقر.
معدل المراهقين ممن تقل أعمارهم عن 18 ممن يعتمدون على المساعدات الاجتماعية وصل إلى 12.5% في مدينة بازل، و 10.9% في زيوريخ.
هذا المعدل هو ضعف نسبة البالغين من هذه الفئة والذي يصل إلى 4.3%.
ارتفعت نسبة حالات الإعانة الاجتماعية عام 2003 إلى 10%.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.