القذافي يحلم بالديموقراطية المباشرة!
قام سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي في منتصف أكتوبر بجولة في سويسرا، زار خلالها برن وجنيف، واستقطبت اهتماما إعلاميا.
ولئن ترجّـح أطراف عديدة تولي نجل القذافي خلافة والده أو على الأقل أنه بدأ يتهيأ لذلك، فإن لسيف الإسلام اهتمامات تتجاوز المدى السياسي.
قام سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي يرأس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية، في 20 أكتوبر بجولة في سويسرا قادته إلى كل من العاصمة برن، حيث استقبل من طرف وزير الاقتصاد جوزيف دايس ومسؤولين في وزارة الخارجية، ثم جنيف حيث افتتح معرضا فنيا وأثريا يحمل بعض أعماله الفنية تحت شعار “الصحراء ليست صامتة”.
وفي لقاء خص به سويس إنفو، تحدث سيف الإسلام عن ظروف استقباله في سويسرا وعن طي صفحة الماضي المتمثلة في رفض السلطات منحه تأشيرة لمواصلة دراسته قرب جنيف عام 1995. واعتبر القذافي أن الاستقبال الحار الذي حظي به هو “نوع من الاعتذار، والندم على هذا الحادث”.
لكن سيف الإسلام يعتبر أن “صفحة الماضي تم طيها”، وأن المسؤولين السويسريين الذين قابلهم حملوه رسائل سياسية واقتصادية، سيوصلها إلى المسؤولين الليبيين.
حلمي إقامة نظام ديموقراطي
كثيرا ما تردد أن الزعيم الليبي، على غرار عدد من القادة والملوك العرب، يعد نجله سيف الإسلام ليحل محله على رأس السلطة في ليبيا، لكن سيف الإسلام يؤكّـد “بأن لا هو، ولا القائد الليبي، ولا الشعب الليبي لهم تفكير في موضوع الوراثة والتوريث”.
ويعتبر أن اهتمام الصحافة الدولية بشخصه راجع إلى كونه “يقحم نفسه من خلال مؤسسته في مواضيع ساخنة” مثل موضوع الرهائن في الفيليبين أو أفغانستان او موضوع تعويض ضحايا طائرتي بانام الأمريكية أو أوتيا الفرنسية، ويعتبر أن أكبر تحد يرغب في تحقيقه، هو إقامة نظام ديموقراطي يفوق النظام السويسري في اعتماده على الديموقراطية المباشرة.
ولكن النفوذ الذي تتمتع به مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية، وتوسطها في شتى الملفات الساخنة يترك انطباعا عن أنها فوق سلطة المؤسسات الليبية، وهو ما يرد عليه سيف الإسلام بالقول “إن الهيئة تعمل ضمن إطار منظمات المجتمع المدني الذي أصبح يكتسي أهمية بالغة في المجتمعات اليوم إلى جانب القطاع الحكومي القطاع الخاص”.
تعويضات مقابل مكاسب سياسية
وقد اشتهرت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية، بتوسطها في العديد من القضايا من بينها الإفراج عن الرهائن في الفيليبين وأخيرا عمليات تعويض ضحايا حادثي طائرتي لوكربي وأوتيا.
لكن نجل الزعيم الليبي يعتبر أن الفرنسيين “لم يوفوا بوعودهم، ورغبوا في ابتزاز ليبيا من خلال إعادة فتح ملف تعويض ضحايا طائرة أوتيا للحصول على نفس التعويضات التي حصل عليها الأمريكيون”.
ويوضح سيف الإسلام أن الاتفاق الذي تم مع الفرنسيين على غرار ما تم مع الأمريكيين، يقضي بتقديم التعويضات مقابل الحصول على مكاسب سياسية”.
وفي الوقت الذي يعترف فيه أن تطبيق الاتفاق مع الجانب الأمريكي يسير بشكل جيد عبر عن المفاجأة لرؤية الجانب الفرنسي يلوح باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، وهو ما دفع إلى وقف المفاوضات مع الجانب الفرنسي بعد تحول القضية من “قضية إنسانية إلى قضية سياسية”.
على طول ضد العرب!
وفيما يتعلق بقرار ليبيا الانسحاب من جامعة الدول العربية وتصريحات والده بأن العرب انتهوا، يذهب سيف الإسلام القذافي أبعد من مواقف والده بخصوص رفض الاستمرار في الانتماء إلى هذه المؤسسة العربية معتبرا أن “ليبيا مازالت تدفع ثمن دعمها لقضايا العرب”، وأن العرب “وصلوا اليوم إلى موقف ميئوس منه وان آخر مسمار في نعش الجامعة العربية هو احتلال العراق”.
وعن التقارب مع الأفارقة، ذكر سيف الإسلام بأن الذين وقفوا إلى جانب ليبيا أثناء محنتها “ليس العرب بل الأفارقة الذين أرغموا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، مادلين أولبرايت، على مراجعة مواقفها”، ويقول إن الدول العربية ساهمت في تضييق الخناق على ليبيا، وهو ما سيعمل على تسجيله على شريط وثائقي.
وبشأن حقوق الإنسان في ليبيا، التي كثيرا ما تنتقدها عدة منظمات دولية، يعتبر سيف الإسلام أن مؤسسته كان لها دور قبل عامين في إقناع المسؤولين الليبيين بالإفراج عن السجناء السياسيين، وان ما تبقى من السجناء ينتمون إلى تيارات إسلامية إرهابية.
وتجدر الإشارة إلى أن سيف الإسلام حضر إلى جنيف لافتتاح معرض فني وأثري سيستمر حتى 5 نوفمبر بساحة المولار بقلب مدينة جنيف، وهو المعرض الذي احتضنته مدن مثل باريس ولندن وروما وبرلين من قبل.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
من نشاطات مؤسسة القذافي:
الوساطة لتعويض ضحايا طائرتي بانام وأوتيا
الافراج عن 8 من المحتجزين لدى حركة طالبان في 13-11-2001
وعن رهائن محتجزين لدى مجموعة أبو سياف في الفيلبين في أغسطس 2000
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.