مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القضاء على شلل الأطفال نهائيا ممكن، ولكن…

الدكتور يعقوب يوسف المزرو من السعودية يتوسط أعضاء اللجنة الاستشارية لمحاربة شلل الأطفال أثناء الندوة الصحفية WHO/ Jean-Marc Ferré

لا زال القضاء النهائي على شلل الأطفال في العالم مرهونا بمدى توفر الإرادة السياسية لدى حكومات أربع دول تصنف كبلدن ينتشر بها الفيروس، وهي أفغانستان والهند ونيجيريا وباكستان.

العربية السعودية التي تتوافد عليها أعداد كبيرة من الحجاج من بعض من هذه البلدان اتخذت إجراءات صارمة لموسم الحج القادم وخاصة فيما يتعلق بتطعيم الشبان الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما.

توصلت اللجنة الاستشارية لمحاربة انتشار الإصابة بمرض شلل الأطفال، في نهاية اجتماعها الحالي بمقر منظمة الصحة العالمية في جنيف الى “أن القضاء النهائي على انتشار المرض في العالم مرهون بموقف أربعة بلدان وهي أفغانستان والهند ونيجيريا وباكستان”.

ونشير الى أن عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال في عام 2006 حتى العاشر من أكتوبر 2006 بلغت 1403 حالة مقارنة مع 1349 لنفس الفترة من العام الماضي. وقد عرفت نيجيريا وحدها 888 حالة، والهند 360 حالة، وأفغانستان 28 حالة، وباكستان 24 حالة.

المطلوب: إرادة سياسية لا غير

رئيس اللجنة الاستشارية المعنية بمحاربة شلل الأطفال، وكبير مستشاري قسم التطعيم بمركز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة الدكتور ستيفان كوتشي، يرى أن “جودة وسائل التطعيم وتطور وسائل اكتشاف الفيروس، تسمح للمخابر أفضل من أي وقت مضى بالتعرف على الفيروس بسرعة، وتجعل القضاء النهائي على الإصابة بشلل الأطفال في البلدان الأربعة أمرا في متناول اليد”.

ويضيف الدكتور كوتشي بأن “القضاء على الإصابة بمرض شلل الأطفال لم يعد مشكلة تقنية، بل هو في توفر الإرادة السياسية للقيام بتحرك شامل وعلى كل المستويات لتمكين كل الأطفال من الحصول على التطعيم الضروري”.

وسواء تعلق الأمر بنيجيريا التي تشتمل على 51 % من كل حالات الإصابة في العالم أو الهند، فإن المشكلة حسب اللجنة الاستشارية المعنية بمحاربة شلل الأطفال تكمن في عدم القيام بحملات تطعيم ناجعة وشاملة. إذ تشير بعض التحقيقات إلى أن بعض المناطق في نيجيريا لم يعرف فيها حوالي 50 % من الأطفال أية حملة تطعيم في حياتهم.

وفي الهند التي بلغت فيها نسبة التطعيم 90% من مجموع السكان، تبقى مقاطعتا أوتاربراديش وبيهار معقلا لتكاثر فيروس شلل الأطفال نظرا للكثافة السكانية وتفشي سوء التغذية وضعف الرعاية الصحية وهي عوامل تساعد في عملية انتشار وتكاثر الفيروس.

وبالنظر الى إحصائيات الإصابة بمرض شلل الأطفال في العالم في عام 2006، يتضح بأن فيروسا من البلدان الأربعة كان هو المتسبب في إصابة الأطفال المعنيين، الأمر الذي دفع البلدان الخالية من الشلل الى تحصين نفسها ضد خطر عودة الفيروس الى الانتشار فيها من جديد.

إجراءات صارمة لموسم حج 2006

8% من حالات انتشار الإصابة بمرض شلل الأطفال في العالم في عام 2006، تمت في بلدان كانت خالية تماما من قبل من المرض. وهذه البلدان المعنية هي انغولا وبنغلاديش وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وإندونيسيا وناميبيا ونيبال والنيجر والصومال واليمن. ولكن ذلك يبقى بمستويات اقل بكثير مما كان عليه الحال من قبل إذ لم تسجل في العام الجاري سوى 103 حالة في عشرة بلدان مقارنة مع 1036 حالة في عام 2005 وفي إحدى عشرة دولة.

ومن الدول التي اتخذت إجراءات صارمة لمنع عودة انتشار مرض شلل الأطفال إليها المملكة العربية السعودية التي تواجه توافد أكثر من مليوني حاج من مختلف بقاع العالم بما في ذلك البلدان التي تعتبر أوكارا للفيروس المؤدي للإصابة بالشلل.

فقد أوضح الدكتور يعقوب يوسف المزرو من وزارة الصحة السعودية في الندوة الصحفية بأن “خطر عودة انتشار الشلل أمر علينا أن نأخذه بجدية”. وكانت لسعودية قد سجلت حالة واحدة مستوردة في عام 2004.

وقد شرعت الرياض في فرض إجراءات تطعيم على المسافرين منذ عام 2003، حيث طالبت بتطعيم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة قبل وصولهم للتراب السعودي، وإعادة تطعيمهم قبل مغادرتهم للسعودية”، حسبما أورده الدكتور المزرو.

سويس إنفو ـ محمد شريف – جنيف

1403: مجموع الحالات في العالم

888 حالة في نيجيريا

360 حالة في الهند

28 حالة في أفغانستان

24 حالة في باكستان

10 دول عرفت عودة ظهور انتشار فيروس الشلل فيها بعد ان كانت خالية منه تماما

ساهم نادي الروتاري الدولي منذ نشأته في عام 1985 في تمويل مجهودات التطعيم عبر العالم بما مجموعه 600 مليون دولار.

تتكون استراتيجية منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع)، من أربعة عناصر:

1- التغطية الواسعة بالتطعيم الروتيني (على الأقل 90%) بثلاث جرعات من اللقاح الفموي، بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام


2- التطعيمات الإضافية (الحملات الجماعية، الأيام الوطنية للتمنيع ) بهدف تعزيز التطعيمات الروتينية، ولا تحل محلها بأي حال من الأحوال .

3- إجراء ترصد محكم (وهذا يعني البحث عن أي حالات من الشلل الرخو الحاد) حتى يمكن التعرف سريعاً على هذه الحالات، والتحري عنها، بما في ذلك إجراء ما يلزم من الفحوص المخبرية.

4 – التعاون الوثيقً بين المسؤولين عن الأعمال السريرية والوبائية والمخبرية والجمهور، الذي ينتظر منه أن ينبه السلطات الصحية إلى أي حالات مشتبهة. ومن شأن الترصد أن يتيح للسلطات الصحية معرفة ما إذا كان فيروس السنجابية الضاري لا يزال منتشراً في المجتمع أم لا، حتى يمكنها مواجهة الموقف على الفور.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية