القطاع السياحي يعاني مثل غيره من الكساد
إلى جانب مشاكل الركود الاقتصادي وغلاء سعر صرف الفرنك، يواجه القطاع السياحي في سويسرا بعض المشاكل الناجمة عن انتشار الالتهاب غير النمطي في الخارج.
فقد انخفض عدد الليالي التي قضاها السياح الأجانب في فنادق سويسرا العام الماضي بنسبة زادت على 8% بالمقارنة مع عام 2001.
يعتمد القطاع السياحي والفندقي في سويسرا منذ سنوات عديدة على السواح المتوافدين تقليديا على مختلف المنتجعات السياحية السويسرية من عدد من البلدان الرئيسية مثل ألمانيا وهولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا واليابان.
فقد بلغ عدد السياح الذين قدموا من هذه البلدان إلى سويسرا في العام الماضي بين 12 مليون سائح من ألمانيا و1،8 مليون من الولايات المتحدة و700 ألف من اليابان.
لكن هذه الأرقام تؤشر على تراجع السياحة إلى سويسرا، وذلك بمعدل 8.3% بالمقارنة مع عام 2001.
فلا غرابة في أن تبعث هذه التطورات على حمل صناعة السياحة والفنادق السويسرية على التفكير في وسائل استعادة اهتمام تلك النسبة من السياح الذين لم يتوافدوا على سويسرا خلال العام الماضي من البلدان التقليدية، حيث تتراوح نسبة التراجع بين 5% و6،6% من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا، و9،5% من كل من ألمانيا وهولندا، وحوالي 17،2% من الولايات المتحدة، وأكثر من 20% من اليابان.
وفي المقابل، سجلت الفنادق السويسرية العام الماضي زيادة في الطلب من بعض البلدان التي تعتبر ثانوية بالنسبة لهذا القطاع، إذ كانت هنالك زيادة بلغت 31،6% من بلدان الخليج و13،3% من روسيا و6،5% من الهند.
وبما أن مجموع السياح من المناطق الثلاثة لم يزد كثيرا على 000 750 سائح خلال عام 2002، فإن الزيادة في هذه الحالات لا تعوض كثيرا عن تراجع السواح القادمين من البلدان الرئيسية
حملة ترويج ناجحة
وعلى هذه الخلفية، كانت السوق السياحية الدولية الأخيرة حلبة لمساومات عنيدة بين المستوردين والمصدّرين للمنتوجات السياحية في سويسرا والخارج، على ضوء النكسات المتعاقبة التي عرفتها الأسواق السياحية العالمية في الآونة الأخيرة نتيجة الركود وأحداث 11 سبتمبر والحرب ضد العراق بعد ذلك، والمخاوف من وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي.
ولمواجهة هذه التحديات، فإن صناعات السياحة والفنادق في سويسرا مطالبة بإعادة النظر في سياساتها الحالية، بطريقة توفق بين مجموعة من العناصر والعوامل التي يصعب التوفيق بينها، كغلاء اليد العاملة وغلاء الأسعار عامة، وغلاء سعر صرف الفرنك السويسري، إلى جانب ضروريات استمالة السائح المتوسّط الحال وضمان الجودة التقليدية للخدمات السياحية والفندقية.
وكما قال أحد مسؤولي القطاع السياحة، فان المكاتب السياحية مطالبة أيضا بابتكار وسائل جديدة للتعريف بمحطات الرياضات الشتوية في المرتفعات السويسرية، والمنتجعات الصيفية، إلى جانب الثروات الثقافية والحضارية في سويسرا.
وفي هذا الإطار، استدعت السلطات السياحية في زيوريخ على هامش السوق السياحية الدولية الثانية عشرة، 17 صحفيا من مختلف بلدان العالم لاطلاعهم على فرص الراحة والاستجمام في الكانتون، ولإقناعهم بأن مدينة زيوريخ لا تقتصر فقط على أحياء البنوك والأعمال والنشاطات الاقتصادية.
جورج أنضوني – سويس إنفو
كانت السوق السياحية الدولية الثانية عشرة التي أغلقت أبوابها يوم الخميس بضاحية أورليكون القريبة من زوريخ، فرصة لترويج التبادلات السياحية بين سويسرا وحوالي 40 بلدا من بلدان العالم. وقد ركز السويسريون مجهوداتهم خلال هذا المعرض على تنشيط الحركة السياحية في اتجاه سويسرا، من البلدان التقليدية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.