The Swiss voice in the world since 1935

الكنديون يستعدون للتصويت في الانتخابات العامة بعد حملة في ظل ترامب

afp_tickers

يتوجه الناخبون في كندا التي هزتها وأقلقتها حملات دونالد ترامب عليها، إلى صناديق الاقتراع الاثنين في انتخابات تشريعية يبدو فيها الليبراليون الأوفر حظا للفوز، بعد حملة هيمن عليها الاقتصاد والعلاقة مع الولايات المتحدة.

قبل بضعة أشهر فقط، بدا أن المحافظين بقيادة بيار بوالييفر في طريقهم للعودة إلى السلطة بعد عشر سنوات من حكم جاستين ترودو. لكن هجمات الرئيس الأميركي على كندا، بفرض رسوم جمركية وتهديدات الضم، غيّرت الوضع لصالح الليبراليين بقيادة رئيس الوزراء مارك كارني. 

ويذكّر كارني، وهو محافظ سابق للبنك المركزي يبلغ 60 عاما ولم يتم انتخابه قط، باستمرار بأن التهديد الأميركي لكندا حقيقي، وحذّر مؤخرا قائلا “إنهم يريدون مواردنا ومياهنا. الأميركيون يريدون بلدنا”. 

أثناء إجراء حملته الانتخابية السبت قرب تورنتو، هاجم منافسه المحافظ متهما إياه بأنه “ليس لديه خطة في مواجهة هذه اللحظة الحاسمة، ولا لمواجهة الرئيس ترامب أو بناء اقتصاد كندي قوي”.

وأضاف مارك كارني في تجمع حاشد في مدينة ميسيسوغا في غرب تورنتو، “لقد تسبب الرئيس ترامب في تشظي الاقتصاد العالمي وخان كندا”.

وأضاف الرجل المولود في غرب البلاد، وهو متحدث بالإنكليزية ولا يتقن الفرنسية إلا قليلا، “نحن لا نحتاج إلى الفوضى، نحن بحاجة إلى الهدوء. نحن لا نحتاج إلى الغضب، نحن بحاجة إلى شخص راشد”.

في المقابل، يريد زعيم المحافظين إقناع الناخبين في هذه الدولة العضو في مجموعة السبع، وصاحبة تاسع أكبر اقتصاد في العالم، بعدم انتخاب الليبراليين مجددا، واعدا بتجسيد التغيير من خلال خفض الضرائب والإنفاق.

وقام بحملته الانتخابية السبت في مقاطعة بريتيش كولومبيا على الساحل الغربي قبل تجمع حاشد في أونتاريو مساء.

وقال لأنصاره “لا يمكنكم أن تتحملوا أربع سنوات أخرى كهذه”، مضيفا “إلى الأم العزباء التي ثلاجتها ومعدتها وحسابها المصرفي فارغة والتي لا تعرف كيف ستطعم أطفالها غدا، تمسكي بالأمل: التغيير قادم”.

– “حكومة قوية” –

في هذا السياق المثير للقلق، يرى العديد من الكنديين أن هذه الانتخابات تاريخية: فقد صوت أكثر من 7 ملايين كندي بشكل مبكر خلال عطلة عيد الفصح، من أصل 28,9 مليون ناخب دعوا إلى صناديق الاقتراع.

وقالت ناتالي تريمبلاي لوكالة فرانس برس إن هذه الانتخابات “بالتأكيد أكثر أهمية ومختلفة” عن سابقاتها، بسبب “كل ما يحدث في الولايات المتحدة”.

وأضافت السيدة المقيمة في مونتريال “أعتقد أن الجميع يشعرون بالقلق”، مبدية أملها في انتخاب “حكومة قوية”.

كذلك، أعرب سيمون بيار ليبين عن قلقه خصوصا من “عشر سنوات أخرى من التراجع” إذا تمكن الليبراليون الذين تولوا السلطة منذ العام 2015، من تشكيل الحكومة مجددا.

وقال رجل الأعمال البالغ 49 عاما، والمقيم أيضا في مونتريال، إن “إنفاقهم المفرط وسوء إدارتهم” دفعا البلاد “إلى حفرة مالية”.

توقع أحدث استطلاعات الرأي أن يحصد الليبراليون نحو 42,5% من الأصوات، في مقابل 38,8% للمحافظين، على أن يأتي ثالثا الحزب الديموقراطي الجديد (يسار) بنسبة 8,6%، يليه حزب الكتلة الكيبكية (الداعي لاستقلال كيبك) بنسبة 6%، ثم حزب الخضر بنسبة 2%.

– مواجهة ترامب –

ويشير دانيال بيلاند، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكغيل في مونتريال، إلى أن الليبراليين “نجحوا في ترسيخ أن مارك كارني هو الشخص المناسب لهذه المرحلة” التي يتعين فيها مواجهة الولايات المتحدة.

ورغم بذل أحزاب المعارضة جهودا “لتغيير موضوع الحملة”، إلا أنها فشلت “ولم يتغير الوضع فعليا”، وفق الخبير.

ويرى المحلل السياسي تيم باورز “كان المحافظون يأملون في إجراء المزيد من المناقشات حول تكلفة المعيشة وغيرها من القضايا التي سجلوا فيها نقاطا”.

وأضاف أن أمامهم ساعات قليلة لإحداث تغيير لأن “المفاجآت قد تحدث في بعض الأحيان حتى عشية الانتخابات”.

وفي تطور قد يساهم في تغيير المزاج الانتخابي، قضى تسعة أشخاص بعدما دهس سائق بمركبته حشدا في مهرجان شعبي كانت تقيمه الجالية الفيليبينية في فانكوفر في غرب كندا السبت، على ما ذكرت الشرطة المحلية الأحد مستبعدة وجود دوافع “إرهابية”. 

أتى هذا الحادث بعد سنة على الحكم بالسجن مدى الحياة على الكندي ناتينيال فيلتمان عقب إدانته بتهمة دهس عائلة مسلمة بشاحنته في أحد شوارع مدينة لندن في مقاطعة أونتاريو في 2021. وكان هذا الحكم الأول من نوعه في كندا الذي يربط بين دعاة تفوق البيض والإرهاب في جريمة قتل.

امب/ح س/غ ر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية