مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اللجنة الفدرالية حول المخدرات تطفئ شمعتها العاشرة

بعد جدل، تحولت تجربة سويسرا توزيع الهيروين على المدمنين تحت إشراف طبي إلى مرجع للعديد من البلدان الأوروبية Keystone

هذا العام، تحتفل اللجنة الفدرالية المختصة في المسائل المتعلقة بالمخدرات، بمرور عشرة أعوام على تأسيسها.

هذه اللجنة تركت بصماتها واضحة على السياسة السويسرية في مجال المخدرات، لكنها لم تنجح بعدُ في إلغاء تجريم استهلاك الحشيش.

لا تتمتع هذه اللجنة، التي بدأت أشغالها يوم 12 فبراير 1997، بسلطة تقريرية، إذ تقتصر مهمتها على تقديم آرائها إلى الحكومة الفدرالية وإلى وزارة الشؤون الداخلية، التي تهتم بالمسائل الصحية، لكن هذا لم يدفعها إلى الاكتفاء بلعب دور “الكومباس”، مثلما يرى أتيليو ستوبا، المسؤول عن قضايا الإدمان في كانتون زيورخ.

ويرى الخبير أن اللجنة عرفت كيف تقوم بالإعلام والشرح، وخاصة بالإقناع، كما يعتقد أنها قامت بمهمتها كما ينبغي، دون أن تتضرر من نزاعات الأحزاب السياسية، التي طبعت الأعوام الأولى من وجودها، إلا أن المواقف التي صدرت عنها لم تجلب لها أصدقاء فحسب.

هيروين تحت الرقابة

يذكر فرانسوا فان دير ليندي، رئيس اللجنة الفدرالية حول المخدرات، أن اللجنة كانت أول من طرح مسألة تقديم الهيروين تحت رقابة طبية إلى الأشخاص المدمنين، ويتذكّـر أن الفكرة واجهت في مرحلة أولى معارضة شديدة، كما أن الكانتونات لم تقم بتطبيقها بحماس كبير.

في المقابل، يعتبر الطبيب أصيل سانت غالن، الذي يترأس اللجنة منذ بداياتها، أن الحصيلة الإجمالية لنشاطها إيجابي. فعلى المستوى السياسي، قامت اللجنة باتخاذ مواقف عند عرض بعض المبادرات الشعبية المرتبطة بموضوع المخدرات على تصويت الناخبين.

ففي عام 1997، عارضت مبادرة صارمة، تقدم بها حزب الشعب السويسري (يمين متشدد) رفعت شعار “من أجل شباب بدون مخدرات”، وفي العام الموالي، رفضت مبادرة أخرى تدعو إلى “سياسة معقولة في مجال المخدرات”، معتبرة أن النص المقترح يحث على تحرير لاستهلاك المخدرات، سريع جدا.

ومنذ نشر تقريرها حول الحشيش في عام 1999، انخرطت اللجنة في الجهود المبذولة لرفع التجريم عن استهلاك هذه المادة، حيث ترى أن الحظر يشكِّـل عائقا بوجه جهود الوقاية، لكن السياسيين رفضوا السير وراءها في هذا التوجّـه. ففي عام 2004، رفض مجلس النواب مراجعة لقانون المخدرات، كانت تنص على إلغاء تجريم استهلاك الحشيش.

النيكوتين والكحول

التقرير الأخير الصادر عن اللجنة، يعود تاريخه إلى عام 2005، ويحمل عنوان « Psychoactif.ch »، ويوصي الحكومة الفدرالية باعتماد توصيات تأخذ بعين الاعتبار المواد المحظور استهلاكها والمواد المباحة، مثل الكحول والنيكوتين.

الطبيب والمتخصص في الوقاية فيليكس غوتسفيلر، من بين الأشخاص الذين لا يخفون تقديرهم لعمل اللجنة، ويرى عضو مجلس النواب (راديكالي من زيورخ)، “أن اللجنة قد رسمت الخطوط العريضة لسياسة حديثة في مجال المخدرات”.

لكن الرجل، الذي دافع في البرلمان على مراجعة قانون المخدرات، يذكّـر بأنه “يبقى بعد ذلك رؤية ما يُـمكن أن يُـحقق سياسيا”، مشددا على أنه “يجب على السياسة أن تتخذ القرار”.

سويس انفو مع الوكالات

تتشكل اللجنة الفدرالية المتخصصة في مجال المخدرات من 15 عضوا.
يترأس اللجنة فرانسوا فان دير ليندي منذ تأسيسها قبل 10 أعوام.
يقدم أغلب أعضاء اللجنة من الأوساط الطبية والعلوم الاجتماعية والقانونية.
يُـعين الأعضاء في اللجنة بعد اختيارهم من طرف المكتب الفدرالي للصحة العمومية.

يعتبر استهلاك الحشيش وتقنين الحصول على المخدرات، التحديات الأساسية، التي لا تزال قائمة في مجال المخدرات في سويسرا.

يرى رئيس اللجنة الفدرالية المتخصصة في مجال المخدرات أنه يجب، رغم الرفض القائم لإلغاء تجريم استهلاك الحشيش، العثور على حلٍّ معقول، ويدعو إلى “تجاوز إدانة الاستهلاك، باعتباره عملا سيئا، ولكن دون التهوين من خطورته”.

يقترح فرانسوا فان دير ليندي، أسلوبا يمزج بين الإباحة والرقابة الشديدة ويستند إلى حماية واسعة للشباب.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية