المرض ينتشر .. والعلاج غير متاح للجميع
يحذر تقرير 2004 عن حالة الإيدز في العالم من ارتفاع عدد الحاملين للفيروس، الذي تجاوز 38 مليون شخص، من بينهم خمسة ملايين حالة جديدة في العام الماضي فقط.
كما يحذر التقرير من صعوبة وصول مرضى البلدان النامية إلى وسائل العلاج المكلفة والتي ليست متوفرة إلا بالنسبة لحوالي 7% من المصابين.
يحذر التقرير السنوي حول مرض نقص المناعة المكتسب، إيدز أو سيدا، للعام 2004 الصادر يوم السادس يوليو، من مخاطر استمرار ارتفاع عدد الأشخاص الحاملين للفيروس والذين فاق تقديرهم ال 38 مليون شخص.
هذه الأرقام التي قفزت من 35 مليون في العام 2001 إلى 38 مليون حاليا مردها إلى تحسن وسائل اكتشاف المرض وتطوير وسائل قياس معدلات الإصابة وتجميع المعلومات الخاصة بانتشاره. ولكن مع ذلك نجد أن المنطقة العربية لازالت تفتقر إلى الكثير من المعطيات في هذا الميدان.
انتشار متواصل في كل المناطق
التقرير الذي تم نشره تمهيدا لمؤتمر الدولي حول الإيدز سيعقد في بانكوك ما بين 11 و16 يوليو، يشير إلى ارتفاع عدد حاملي الفيروس في كل أنحاء العالم، مع التركيز بالطبع على مناطق “إفريقيا ما وراء الصحراء” حيث يفوق عدد المصابين 25 مليون حالة ، متبوعة بآسيا بحوالي 7،5 مليون حالة، في الوقت الذي لا يتعدى عدد الحاملين للفيروس في أمريكا الشمالية مليون شخص وفي أوربا الغربية 580 ألف شخص.
ويرى الساهرون على إعداد التقرير السنوي حول انتشار مرض الإيدز في العالم، أنها المرة الأولى التي تم فيها تطوير وسائل القياس للتوصل إلى رسم صورة واضحة ليس فقط عن حالة انتشار المرض، بل لتوقع تصورات لكيفية الانتشار في السنوات القادمة.
وعلى الرغم من التوصل إلى توقعات اقل خطورة من الدراسات التي كانت متوفرة من قبل، فإن المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز الدكتور بيتر بيوت، يحذر من مغبة سوء قراءة هذه المؤشرات”، خصوصا عندما نعلم بأن أكثر من مليون حالة جديدة أضيفت في آسيا في العام الماضي ، وأكثر من ثلاثة ملايين حالة جديدة في أفريقيا ما وراء الصحراء. كما يجذب التقرير الانتباه إلى كون الهند وحدها تأوي أكبر نسبة من المصابين خارج القارة السمراء أي أكثر من خمسة ملايين حالة.
فوارق صارخة في تلقي العلاج
تقرير برنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز، يضع الأصبع على نقطة حساسة وهي الفوارق الصارخة الموجودة في مجال وصول المرضى إلى العلاج، بحيث لا تفوق نسبة القادرين على الوصول إلى العلاج واحد من عشرة. و لا تتعدى نسبة متلقي العلاج في القارة السمراء ما وراء الصحراء 12%، حيث يحتاج أكثر من 4،3 مليون شخص للعلاج للبقاء على وجه الحياة.
ولكن التقرير يشير إلى التقدم الملموس الذي تم تحقيقه في مجال تحسيس الرأي العام العالمي لضرورة توفير العلاج لجميع مرضى الإيدز، ولتوفير كميات هائلة من الأموال لصندوق محاربة انتشاره. فقد باشرت دول عديدة في إقامة برامج لتوفير العلاج إما بتمويل محلي أو بالاستفادة من عمليات محو الديون الخارجية. وقد تضافرت جهود دولية ومحلية ومن مختلف القطاعات بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتوفير فرص وصول مرضى الإيدز للعلاج، والتي تضاف إلى مبادرة منظمة الصحة العالمية الهادفة لتوفير وسائل العلاج لحوالي ثلاثة مليون مصاب من الآن وحتى نهاية العام 2005.
كما أن من بين المؤشرات المشجعة في مجال علاج مرضى الإيدز تراجع أسعار الأدوية المركبة التي تستعمل في علاج شخص مصاب بالإيدز خلال عام واحد، من حوالي 10 آلاف دولار في العام 2000 إلى اقل من 300 دولار في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من جمع أكثر من خمسة مليار دولار في مختلف البرامج الموجهة لمحاربة انتشار الإيدز فإن المشرفين على حملة المحاربة، يقدرون بأن هذا المبلغ لا يتعدى نصف الاحتياجات للعام 2005.
شك في أرقام العالم العربي
الفقرة المخصصة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تقرير برنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز، تجرأت هذه المرة على تسمية الأشياء بمسمياتها بدلا من الاستمرار في التجاهل كما كان الحال من قبل.
فقد أشار التقرير إلى ” أنه باستثناء بعض الدول، يعتبر مستوى مراقبة انتشار المرض غير مرض بالمرة. كما أن متابعة تطور الانتشار داخل الأوساط الأكثر عرضة للخطر مثل محترفي تجارة الجنس ومجموعات الشذوذ والمدمنين على المخدرات لا تتم بالشكل المطلوب والمتواصل، وهو ما جعل معدي التقرير يصلون إلى خاتمة ” أن ذلك يعني أن هناك تجاهلا لانتشار محتمل للمرض داخل هذه الأوساط”.
وإذا كان عدد حاملي الفيروس في العام العربي بقي مستقرا في حدود 480 ألف، فإن التقرير يوضح بأن المعطيات المتوفرة عن انتشار الإيدز في العالم العربي تعتمد على الحالات المعلن عنها فقط. وهو ما يترك مجالا لتوقع عدد الحالات الجديدة التي أضيفت خلال العام 2003 ، والتي قد تصل إلى 75 ألف حالة.
كما أن مرض نقص المناعة المكتسب، أدى في العام 2003 إلى وفاة حوالي 24 ألف شخص في العالم العربي، وهي المتوسط بين رقمين يقدمهما التقرير أي ما بين 9900 و 62000 حالة وفاة.
الحوامل والشواذ والأسرى
أورد التقرير بأن البلد الأكثر عرضة للإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب في العالم العربي هو السودان وبالأخص المناطق الجنوبية من البلاد، بحيث يسجل لوحده أكثر من 400 ألف حالة.
ويرى التقرير من خلال دراسات أجريت في المغرب والسودان أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هن النساء الحوامل ، وفئات المتاجرة بالجنس، والأسرى. ولكن التقرير سجل ارتفاعا أيضا في حالات الإصابة بين مجموعات الإدمان على المخدرات بالحقن في كل من البحرين والجماهيرية الليبية وعمان.
لكن التقرير يحذر أيضا من أن سوء توفير شروط جمع التبرع بالدم، وكذلك كون بعض الممارسات مثل حالات الشذوذ تبقى في شكل سري لضغوط أخلاقية، قد يساعد على استمرار انتشار المرض في المنطقة العربية دون الانتباه له.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
الإيدز في العالم العربي في العام 2003
السودان:400000،
مصر والمغرب: 15000
اليمن:12000، ليبيا 10000،
الجزائر: 9100، إسرائيل: 3000،
لبنان: 2800، عمان: 1300
تونس : 1000، البحرين، الأردن، سوريا: حوالي 500
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.