المنظمات الإنسانية بين القلق والعجز في الصومال
عبرت المنظمات الانسانية الأممية في جنيف عن قلقها بخصوص ما تعرفه الصومال منذ أسبوع من اقتتال هو الأعنف في صراع يهز البلاد منذ 15 عاما.
كما أقرت المنظمات بعجزها عن تقديم المساعدات الضرورية لمواجهة سيل اللاجئين وتفشي امراض مثل الكوليرا وحالات الإسهال وسوء التغذية.
أجمعت المنظمات الإنسانية الأممية في تعبيرها عن القلق من جهة لما تعرفه العاصمة الصومالية من قتال ضار، وصف بالأعنف في تاريخ الصراع الصومالي منذ 15 عاما. كما أعربت عن عجزها عن تقديم المساعدات الإنسانية الغذائية والصحية للمرحلين والفارين من ويلات القتال في العاصمة مقديشيو الذي خلف أكثر من 200 قتيل. وتتواصل المعارك في العاصمة الصومالية لليوم السابع على التوالي رغم نداء الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون لوقفها وتجنيب المدنيين مزيدا من المآسي.
الفرار من جحيم مقديشيو
أعلنت الناطقة باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين جينيفر باغونيس صباح الثلاثاء في جنيف عن ” أن آخر الأرقام التي في حوزة المفوضية تشير الى فرار أكثر من 321 الف ساكن من العاصمة منذ بداية شهر فبراير، وأن سيل الفارين متواصل”.
وقد وصف أحد موظفي المفوضية ما تعرفه منطقة “آفغوي” الواقعة على بعد 30 كيمترا الى الغرب من مقديشيو “بالفوضوي ” مشيرا الى ان المدينة اكتظت بحوالي 41 الف مرحل يعانون من الجوع والعطش. وهو ما قال ” أنه يزيد من عدم الانضباط ويعرقل قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدة”.
ولمواجهة متطلبات المرحلين سارعت المفوضية إلى تنظيم رحلات جوية لنقل مواد الإغاثة من دبي الى مدينة بايدوا بالصومال بما في ذالك الخيام البلاستيكية وأواني الطبخ ونقل المياه. وتتوقع المفوضية تزايد أعداد الفارين من العاصمة مقديشيو عندما يعاد فتح الطرقات الرابطة بالعاصمة.
عناية الصليب الأحمر بالجرحى
اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعتبر إحدى أهم المنظمات الإنسانية الحاضرة في البلاد، اعتبرت ما تعرفه مقديشيو من قتال هو أعنف ما عرفته البلاد منذ 15 عاما. ويرى الناطق باسم مقر الصليب الأحمر في جنيف فلوريان ويستفال، بأن اللجنة الدولية عالجت أكثر من 300 جريح خلال عطلة نهاية الأسبوع.
والى جانب ذلك تواصل اللجنة الدولية تقديم الأدوية لحوالي 23 مصحة ومستشفى تديرها جمعية الهلال الأحمر الصومالية. كما قام فريق جراحي اللجنة الدولية الذي أرسل الى منطقة بايدوا لحد اليوم بحوالي 18 عملية جراحية.
وتقوم اللجنة الدولية إضافة الى مساعداتها في المجال الصحي بتوزيع المياه الصالحة للشرب وتصليح منشئات المياه ودعم مشاريع زراعية ولتربية الماشية.
خطر الكوليرا والإسهالات
صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ومنظمة الصحة العالمية عبرا من جهتهما عن ضرورة مواجهة حالات انتشار مرض الكوليرا والإسهال.
فقد قالت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة الشايب في جنيف، بأن فريقا متخصصا في محاربة مرض الكوليرا وصل الى العاصمة الكينية نيروبي قادما من القاهرة . وتشير الإحصائيات الى أن منذ نهاية العام 2006 تم تسجيل 1429 حالة إسهال حاد، أدت الى وفاة 400 شخص حتى اليوم.
عراقيل تضاف الى المعارك
برنامج الغذاء العالمي وعلى لسان الناطقة باسمه في جنيف كريستيان بيرتيوم عبرت عن قلق البرنامج بخصوص العراقيل التي تعترض توزيع المساعدات. إذ في الوقت الذي حاول فيه البرنامج إرسال مواد غذائية لحوالي 30 ألف مرحل، أجبرت شاحناته على العودة بطلب من الحكومة الفدرالية الصومالية لمراقبتها.
وحتى ولو قالت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي ان عمليات التفتيش للتأكد من سلامة المواد الغذائية أمر طبيعي ومعمول به ، فإنها عبرت عن الأمل في أن تتم بسرعة للسماح للشحنات بالوصول الى المتضررين في أقرب وقت.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
تتواصل المعارك في مقديشو منذ 7 أيام
خلفت لحد اليوم 200 قتيل وحوالي 321 الف نازح ومرحل
تم تسجيل 1421 حالة إسهال حاد توفي بسببها أكثر من 400 شخص
كما تشير المنظمات إلى خطر انتشار مرض الكوليرا في بعض المناطق
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.