مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المنظمـات الإنسانـية بين القـلق والأمـل والأمر الواقع

Keystone

تُُجمع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأممية على أن أكبر العقبات في حرب لبنان صعوبة الوصول الى الضحايا، خاصة في الجنوب.

وتأمل في إيجاد ممر للمتضررين رغم فشل القوى المؤثرة في فرض وقف لإطلاق النار. لكن منظمة “أطباء بلا حدود” مُقتنعة بأن الممرات الإنسانية “كذب على النفس”.

قال بالتزار شتيلين، مسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إن الأوضاع السائدة في لبنان عموما، وفي الجنوب بالخصوص، “تستدعي سباقا ضد الزمن لإسعاف السكان المدنيين المحاصرين في قرى الجنوب اللبناني”. جاء ذلك في ندوة صحفية عقدها في مقر المنظمة بجنيف يوم الجمعة 28 يوليو.

وبعد التذكير بأن اللجنة “لها صلات مع الأطراف المتنازعة في الجنوب اللبناني منذ الحرب الأهلية اللبنانية ومنذ الغزو الإسرائيلي للجنوب”، نوه إلى أمل اللجنة في تعزيز نشاطاتها خاصة في جنوب لبنان، وطالبت بجمع 100 مليون فرنك لمساعدة المتضررين في الصراع اللبناني من الآن، وحتى نهاية العام.

وقال السيد شتيلين “إننا في سباق مع الزمن من أجل الوصول الى السكان المحاصرين بسبب القتال في الجنوب اللبناني”.

وفي رد على تساؤلات الصحفيين حول إمكانية مشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في محاولات الإفراج عن الأسرى، كذب السيد شتيلين أن تكون هناك اية مساهمة في الوقت الحالي للجنة، مكتفيا بالقول “نحن على استعداد لو يُطلب منا ذلك”.

أما عن الإنباء المتعلقة باستهداف قوافل الإغاثة وسيارات إسعاف جمعية الصليب الأحمر اللبناني، فأوضح السيد شتيلين بأن “أي استهداف لسيارات الإسعاف ولرجال الإغاثة يجب إدانته كانتهاك للقانون الإنساني الدولي”.

ولكنه يرى أن ما حدث “لربما لم يكن متعمدا”، مستشهدا على ذلك بمرور “قوافل عديدة وسيارات إسعاف في الآونة الأخيرة بدون عراقيل”.

آمال لبرنامج الغذاء العالمي

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي كريستيان بيرتيوم أن منظمتها تمكنت “من إيصال قافلتي إغاثة الى جنوب لبنان، إحداهما الى مدينة جزين مكونة من ثمان شاحنات، والأخرى الى صيدا مكونة من عشر شاحنات وبحمولة 18 طنا من مواد الإغاثة.”.

وعبرت السيدة بيرتيوم عن “الأمل في التمكن من تنظيم رحلتين يوميا للمنطقة”. ومن المتوقع ان تصل قافلة إغاثة يوم الأحد 30 يوليو الى مرجعيون، وأخرى يوم الإثنين الى النبطية. وتقوم الأمم المتحدة ببناء مخازن على الحدود السورية اللبنانية لتجميع مواد الإغاثة المُرحلة عبر طائرتين تابعتين للأمم المتحدة.

منظمة الصحة في مرحلة التقييم

أما منظمة الصحة العالمية، فقد أوضحت على لسان الناطقة باسمها فضيلة الشايب، بأنها “قررت إرسال ثلاثة خبراء لبيروت من أجل تقييم الأوضاع الصحية والغذائية للنازحين”. وقد قدرت الأمم المتحدة عدد النازحين في الصراع اللبناني الإسرائيلي الحالي بما بين 700 و800 ألف نازح.

وقد أعربت المنظمة عن القلق لظهور أمراض إسهال في المدارس التي يتراكم فيها النازحون. بينما عبرت منظمة اليونيسيف عن الانشغال بالوضع النفسي للأطفال النازحين.

مفوضية اللاجئين تنتظر الترخيص بالمرور

من ناحيتها، قالت المتحدثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين جينيفر باغونيس إن “قوافل المنظمة المُحملة بحوالي 500 طن من الخيام والبطانيات ومواد الإغاثة قد تنطلق من سوريا الأسبوع القادم في حال تأمين الممرات الإنسانية”.

وقد ذكرت السيدة باغونيس بأن “المفوضية السامية للاجئين كانت قد طالبت الأسبوع الماضي بتأمين ممرات إنسانية برية لنقل مواد الإغاثة نظرا لكون الطريق البحري من قبرص طويل جدا، ولأن غالبية النازحين لجأوا الى المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها”.

“إننا نـخادع أنفسنا”

وفي الوقت الذي أعلنت فيه عدة منظمات أممية واللجنة الدولية للصليب الأحمر عن التمكن من إيصال قوافل تابعة لها الى بعض القرى الجنوبية، أعرب كريستوفر ستوكس، مدير مكتب منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية في بيروت، عن اعتقاده أن “المشكلة الكبرى بالنسبة لمنظمات الإغاثة هي تعذر الوصول الى مناطق الجنوب”.

وإذا كان السيد ستوكس يعترف بأن “الممرات الإنسانية تسمح بوصول الإغاثة الى ميناء صور”، فإنه يعتبر “أن الحصول على ممرات آمنة إلى أبعد من ذلك أمر آخر”.

ونوه في هذا السياق إلى أن الحديث عن ممرات إنسانية آمنة “هو مجرد ذريعة… لأنه لا يوجد شيء من هذا القبيل”، قبل أن يضيف “إننا نخادع أنفسنا، وإن المجموعة الدولية تخادع نفسها لو اعتقدت أن ذلك موجود”.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية