النظام الاتحادي يظل حلا للعديد من الصراعات
تنظم سويسرا في شهر أغسطس - آب القادم ندوة دولية حول مزايا النظام الاتحادي او الفدرالي المطبق حاليا في اربع وعشرين دولة في العالم. وعلى الرغم من أهمية الموضوع إلا أن العالم العربي يكاد يكون غائبا عن هذا اللقاء باستثناء حضور أكاديمي محتمل من دولة الإمارات العربية المتحدة
هذه الندوة التى ستكون مناسبة لتبادل التجارب بين الدول المطبقة للنظام الفدرالي ترغب أيضا في جلب الانتباه إلى مزايا النظام الفدرالي كحل ملائم يسمح بوضع حد لبعض الصراعات المسلحة المزمنة.
فللمرة الأولى تنظم الحكومة الفدرالية السويسرية وبالاشتراك مع الحكومات المحلية للكانتونات، ندوة دولية حول النظام الاتحادي او الفدرالي ما بين السابع والعشرين والثلاثين من شهر أغسطس القادم بمدينة سانت غاللن شرقي سويسرا.
الندوة التي ستضم حوالي خمس مائة مشارك من القادة السياسيين ورجال المال والاقتصاد والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني والشباب، ستعقد على شكل ورش عمل تحت شعار “النظام الاتحادي في عالم متغير، ضرورة التعلم من بعضنا البعض”.
وقد حدد المنظمون ثلاثة محاور للنقاش داخل ورش العمل وهي النظام الفدرالي والسياسة الخارجية، النظام الفدرالي والبنية اللامركزية للدولة وكيفية تفادي الصراعات في المجتمع المتعدد الثقافات، وأخيرا كيفية تقاسم المهام في نظام مالي فدرالي.
سويسرا ثاني اقدم نظام اتحادي في العالم
“بدون النظام الفدرالي لم يكن ممكنا للكونفدرالية السويسرية البقاء على وجه الحياة إلى اليوم”! بهذه العبارات لخص رئيس الكونفدرالية السابق السيد ارنولد كوللر، أهمية النظام الفدرالي بالنسبة لسويسرا مشددا على أن النظام الاتحادي السويسري يعد ثاني اقدم نظام اتحادي في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وستحاول الندوة التعرف على تجارب اربعة وعشرين دولة تطبق النظام الفدرالي، نذكر منها الدول الأوربية المعروفة مثل ألمانيا والنمسا وبلجيكا وسويسرا، أو في القارة الأمريكية الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، او في افريقيا نيجيريا وإثيوبيا وجنوب افريقيا، او في آسيا الهند وباكستان وماليزيا.
لكن اذا كانت الندوة ستركز على تجارب الدول التي تطبق النظام الفدرالي ، فإن هناك اهتماما بدعوة الدول التي قد تجد في النظام الفدرالي حلا لمشاكلها إما العرقية او الإقليمية او اللغوية.
ويولي الساهرون على هذه الندوة اهتماما بكل من اسبانيا التي يقال انها تطبق ضمنيا النظام الفدرالي او بريطانيا التي تتطلع لتطوير نظام فدرالي جديد. لكن المشكلة التي تحول دون تعميم الدعوة إلى أكبر قدر من المهتمين بالنظام الفدرالي تتمثل في محدودية الميزانية المرصودة والتي تقدر بحوالي خمسة ملايين فرنك تتحمل الكونفدرالية والدويلات السويسرية القسم الأكبر منها على آن يسدد مساهمون خواص المليون
المتبقي.
حلول لأزمات مزمنة
وعلى الرغم من أن ندوة سانت غاللن حول النظام الفدرالي لعام 2002، أكاديمية بالدرجة الأولى، فإن هناك تطلعات للخروج بنتائج عملية يمكن آن تستفيد منها بعض الدول او بعض المناطق التي تعرف صراعات مزمنة والتي قد تجد في النظام الفدرالي وسيلة تساعدها على تفادي أسباب الصراع وتحقيق التعايش بين مكوناتها الثقافية والعرقية واللغوية.
ويرى أحد خبراء الندوة البروفيسور دانيال تورر ” أن من بين الدول التي قد تجد في النظام الفدرالي حلا لمشاكلها، يمكن ذكر الكونغو الديموقراطية وأثيوبيا وإندونيسيا وقبرص”.
ويمكن تمديد القائمة بإضافة عدد من الدول العربية إليها حيث يمكن أن تجد في النظام الفدرالي حلا لمشاكل صراعاتها الداخلية ذات الطابع العرقي او اللغوي او الديني. لكن ما يؤسف له هو أن العالم العربي سيكون شبه غائب عن هذه الندوة إذ أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي البلد العربي الوحيد الذي يطبق نظامااتحاديا، لن تتعدى مشاركتها حسب ما أعلن في الندوة الصحفية، مستوى أستاذ جامعي.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.