النقابات والمجتمع المدني .. مشاركان بـارزان
في نيروبي، اختتمت يوم 25 يناير الدورة السابعة للمنتدى الاجتماعي العالمي، الذي شهد مشاركة أكثر من 50 ألف شخص تابعوا عشرات الاجتماعات والنقاشات والتظاهرات.
المنتدى وفّـر للمجتمع المدني الإفريقي، أرضية مهمة للتعبير عن نفسه لكن التنظيم أثار بعض الانتقادات.
يؤكد هانس شابوي، رئيس صندوق التضامن التابع للنقابات السويسرية، أن التظاهرة التي احتضنتها العاصمة الكينية، “كانت بالتأكيد أكثر المنتديات، عالمية”.
ففي ملعب كازاراني، الذي يبعُـد 10 كيلومترات عن وسط نيروبي، التقت الوفود الإفريقية العديدة، التي شاركت بشكل محدود في الدورات السابقة للمنتدى، بالأوروبيين والآسيويين وبالقادمين من أمريكا اللاتينية وشمال القارة الأمريكية، الذين توافدوا للمشاركة في أهم لقاء عالمي للمنظمات غير الحكومية وللحركات الاجتماعية.
فضاء للحوار الإفريقي
في هذا السياق، تأكّـدت الإنتظارات التي توقعها المنظمون عشية انطلاق المنتدى، ويلاحظ عالم الاجتماع جون روسيو، النائب عن حزب الخُـضر في البرلمان المحلي لجنيف، “لقد فتح منتدى نيروبي فضاء للحوار الإفريقي”، كما يعتقد أن “النتائج ستشاهد في المستقبل. ففي الواقع، تحدث الأمور الأكثر أهمية في الفترة الفاصلة ما بين منتدى وآخر”.
خلال مئات المحاضرات والملتقيات، تمكن ممثلو المجتمع المدني الإفريقي من مناقشة مشاكلهم ومشاريعهم وإجراء مقارنات مع التجارب التي خاضتها منظمات أخرى تنشط في بقية أنحاء العالم. في الوقت نفسه، منح المنتدى للوفود القادمة من القارات الأخرى فرصة التعرف عن كثب على المخاض الذي تمر به المجتمعات الإفريقية.
من جهته، يقول سيرجيو فيراري، الذي شارك في المنتدى الاجتماعي العالمي منذ دورته الأولى في عام 2001، “إن مجرد انعقاد المنتدى في إفريقيا، يعتبر نجاحا في حدّ ذاته”، ويضيف الناشط في “المنظمة السويسرية للتطوع في مجال التعاون” متسائلا “من هي المنظمة الأخرى، التي لديها الشجاعة بترتيب شيء من هذا القبيل في القارة الأسوأ حالا في الكرة الأرضية”؟
هنات في التنظيم والمحتوى
المجتمع المدني الكيني لم يتميّـز بحضور مُـلفت في أشغال التظاهرة، لذلك، ظلت العديد من المقاعد شاغرة داخل فضاءات المنتدى الاجتماعي العالمي، كما اتضح أن رقم 150 ألف مشارك، الذي تحدث عنه المنظمون قبل انطلاق الأشغال، كان طموحا جدا.
في ثنايا المنتدى، ارتفعت أصوات تنتقد الكمّ الهائل للاجتماعات ونوعية النقاشات. فعلى سبيل المثال، صرحت نائبة مدير الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون Beate Wilhelm، التي حضرت أشغال المنتدى، أنها كانت تنتظر “أفكارا تتسم بتجديد أكبر ومثيرة للجدل من طرف المشاركين في المنتدى”، ومع أنها تتفهّـم ما أثير من انشغال بخصوص الفوارق الاجتماعية، إلا أنها تعتقد أن الوقت قد حان لـ “بلورة حلول ممكنة”.
إضافة إلى ذلك، اتضح أن الحدث يواجه بعض الصعوبات فيما يتعلق بإشعاعه الإعلامي، حيث اعترف روبيرتو سافيو، المسؤول عن الإعلام في تصريح نقلته عنه نشرية Terraviva، الصادرة عن المنتدى، بأن المنتدى الاجتماعي العالمي لا زال مقصِّـرا “في تقديم معلومات إلى وسائل الإعلام وإلى العدد الكبير من مؤيديه”.
ديناميكية جديدة
من جهته، يشير جون روسيو إلى أنه “لا يجب أن ننسى أن نشأة المنتدى الاجتماعي العالمي حديثة. وأن كل عملية اجتماعية جديدة تحتاج إلى وقت، إذ يكفي أن نتذكر تاريخ الحركة العمالية. لكننا اليوم، نعيش في عصر السرعة، حيث ينتظر كثيرون نتائج فورية”.
أما سيرجيو فيراري، فيرى أن “إحدى أبرز المستجدات في منتدى نيروبي، تتمثل في الحضور القوي للنقابات، التي اكتسحت هذا الفضاء وأطلقت من خلال تحالف مع المنظمات غير الحكومية وأحزاب اليسار، حملة عالمية لفائدة العمل الكريم”.
إن القدرة على إطلاق حملات دولية وتوفير التنسيق الضروري لها، يُـمثل، من وجهة نظر فيراري وروسيو، ملمحا إيجابيا في منتدى نيروبي. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن منظمة المزارعين (Via Campesina)، تمكّـنت بدورها من إطلاق حملة أخرى للمطالبة بالإصلاح الزراعي.
سويس انفو – أندريا تونينا – نيروبي
(ترجمه من الإيطالية وعالجه كمال الضيف)
بعد أن انعقد للمرة الأولى في عام 2001 في مدينة بورتو أليغري البرازيلية، وصل المنتدى الاجتماعي العالمي إلى دورته السابعة (مع احتساب منتدى 2006، الذي كان لا مركزيا، حيث انعقد في ثلاث دول مختلفة)
في عام 2008، لن تنظم دورة مركزية للمنتدى الاجتماعي العالمي، لكن الحركات المناهضة للعولمة مدعوّة لتنظيم تظاهرات متنوعة، بالتزامن مع انعقاد الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
في عام 2009، من المنتظر أن يعود المنتدى للاجتماع في مكان لم يحدّد بعد.
ترتبط قصة الشبكة من العدالة الضريبية بشكل وثيق بالمنتدى الاجتماعي العالمي.
تمكنت الشبكة، التي ظهرت للوجود في عام 2002 خلال انعقاد المنتدى الاجتماعي الأوروبي، من الحصول على دعم العديد من المنظمات في أمريكا الشمالية في بورتو أليغري عام 2003.
في نيروبي، افتتحت الشبكة “فرعا” إفريقيا لها، وتم تعيين السويسري برونو غورتنر على رأسه.
من بين القضايا التي ناقشتها الشبكة في نيروبي، مسألة الفساد، ويقول غورتنر، “إن بلدان الشمال تتحمل هي أيضا المسؤولية عن الفساد في إفرقيا وفي غيرها من الأماكن، إذ يسهل السر المصرفي والجنان الضريبية، هروب رؤوس الأموال من البلدان، السائرة في طريق النمو”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.