النموذج الفدرالي العربي الوحيد…
تعتبر دولة الامارات العربية الوحيدة عربيا التي تعتمد النظام الفدرالي كأساس للحكم، ونجاحها على مدى أكثر من 3 عقود يستوجب وقفة لتأمل هذه التجربة.
فبدعوة من السفير السويسري في أبو ظبي، ساهمت جامعة الامارات في فعاليات المؤتمر الدولي للفدرالية، من خلال مشاركة الدكتور هادف راشد العويس عميد الدراسات العليا في الجامعة.
يعتبر الدكتور العويس أن دعوة الإمارات العربية المتحدة لحضور هذا المؤتمر تؤكد على أن نجاح النظام الفدرالي في بلاده يلفت الأنظار، فهي تجربة نابعة من رغبة أبنائها في مواجهة تحديات المستقبل بشكل صحيح.
ويعتقد الدكتور هادف العويس، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب استاذ مساعد في القانون الدستوري، أن طرح التجربة الاماراتية أمام المؤتمر لا يكون في صيغة استرسالية، بل يعتمد على محاور النقاش المختلفة، التي دارت حول الكنفدرالية والعلاقات الخارجية للدولة ونظامها المالي الداخلي والخارجي.
وبشكل عام، فإن النظام الفدرالي في دولة الامارات اثبت نجاحه في بيئة ليست معتادة على مثل هذا النوع من الأنظمة، وكانت اكبر التحديات التي واجهته منذ بداياته، من وجهة نظر الدكتور هادف العويس، هي بناء هيكل الدولة العام مع احترام خصوصية كل امارة، وتحقيق التوازن في احتياجاتها واهدافها الخاصة والمشتركة، مع الانسجام التام في السياسة الخارجية والدفاع والامن القومي الداخلي.
ما بين سويسرا و الامارات
وللمقارنة بين النظام الفدرالي في كل من سويسرا ودولة الامارات العربية المتحدة، يرى الدكتور هادف بأن هذا النظام بدأ في سويسرا معتمدا على طبيعة الكانتونات وسكانها على الرغم من اختلاف اللغات والاصول العرقية والديانات، إلا أن الظروف الخارجية هي التي فرضت عليهم التفكير في هذا الشكل من الحكم والتعايش المشترك.
أما على ضفاف الخليج العربي، فقد كانت لكل امارة خصوصياتها ولكنها احست بالحاجة إلى ايجاد كيان واحد يضمها، انطلاقا من القواسم المشتركة الكثيرة مثل التاريخ واللغة والدين، وهي التي شكلت حجر الاساس لتكوين هذا الاتحاد الفدرالي. فهو من ناحية سيدفع عجلة التنمية الداخلية من خلال التعاون فيما بينها، ومن ناحية اخرى يشكل جبهة موحدة على الصعيد الخارجي، حسب قوله.
فدرالية بلا برلمان
إلا أن المقارنة بين الدولتين تقف عند تفاصيل التركيبة الداخلية لكل منهما، حيث تدعم سويسرا نظامها الفدرالي بتمثيل برلماني على مستوى الكانتونات وعلى الصعيد الفدرالي، وبأجهزة متابعة تراقب شؤون الادارة والضرائب وغيرها.
ويرى الدكتور هادف أن التركيبة الاجتماعية والثقافية وما جرى عليه العرف بين الناس يلعب دورا هاما لا يمكن اغفاله في التركيبة الداخلية لاعضاء الكنفدرالية. فدولة الإمارات تعتمد في مواردها المالية على ثرواتها الطبيعية وهي التي تمول منها البنية التحتية وكل ما يحتاجه المواطن من تعليم ورعاية صحية واجتماعية، بينما تعتمد دول اخرى على جباية الضرائب التي تقوم فيما بعد بالإنفاق منها على شؤون الدولة.
الفدرالية … العربية … الموسعة؟؟؟
وبما أن التجربة الاماراتية ناجحة بالفعل، فقد يتبادر إلى الذهن امكانية توسيع نطاقها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، على اعتبار ان القواسم المشتركة التي قامت عليها دولة الامارات يمكن أن تتوفر في دول مجلس التعاون.
إلا أن الدكتور هادف العويس لا يعتقد بأن مجلس التعاون يمكن أن يتحول إلى فدرالية خليجية على المدى المنظور على الأقل. فالمجلس، مثله مثل الاتحاد الاوروبي، يمكن أن يستفيد من ايجابيات النظام الفدرالي في بعض الجوانب، ولأن النظام الفدرالي سيعمل على الغاء الشخصية القانونية للدول المشاركة فيه، لتصبح عضوا في اتحاد بدلا من أن تتمتع بصلاحيات الدولة التي من شأنها ان تحدد بمفردها سياساتها الخارجية واتفاقياتها دون الالتزام برباط الفدرالية.
وقد ترك المؤتمر انطباعا لدى وفد الامارات بأنه لا بد من الانطلاق من حيث انتهى الآخرون والاستفادة من تجاربهم والتعرف على المشاكل التي صادفتهم وكيفية التغلب عليها. فالتجربة الفدرالية ثرية بالمعطيات، والعالم يتحول بين مختلف التيارات ويتفاعل بسرعة مع المتغيرات السياسية والاقتصادية، مما يتطلب رد فعل سريع في التعامل معها.
تامر ابو العينين – سويس انفو – سانت غالن
يتكون الاتحاد الإماراتي من 7 إمارات: أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة، الفجيرة.
تأسس الاتحاد في 2 ديسمبر 1972
العاصمة : أبو ظبي
المساحة : 83.600 كم2
السكان : 2.377.453 مليون نسمة
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.