الوعي بأخطار الكوارث الطبيعية مسؤولية الجميع
في أعقاب اجتماع باريس لمجموعة الخبراء حول تطور المناخ، الأمم المتحدة تدعو الى تطبيق بنود اتفاق "هيوغو" التي تهدف الى الحد من أخطار الكوارث الطبيعية
مدير استراتيجية الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث سالفانو بريسينو، شدد على أن توعية الجميع لكيفية مواجهة الكوارث الطبيعية أصبح في فائدة الجميع ولكن البعض لم يدرك ذلك بعد.
بعد أيام قليلة من إصدار توصيات مجموعة الخبراء حول تطور المناخ المعروفة باختصار ” GIEC” ناشد مدير استراتيجة الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث الطبيعية سالفانو بريسينو في ندوة صحفية عقدها في قصر الأمم في جنيف يوم الأربعاء 7 فبراير 2007 ، المجموعة الدولية وأصحاب القرار بضرورة التعجيل بتطبيق توصيات اتفاق “هيوغو” الرامية الى الحد من تأثيرات الكوارث الطبيعية.
تحذيرات الخبير الأممي تكتسي أهمية خصوصا بعد تأكيد الخبراء لمخاطر ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية مع نهاية القرن بما بين 1،8 الى 4 درجات، واحتمال ارتفاع مستوى البحار بما بين 18 الى 59 ستنميترا.
التأثيرات المترتبة
ما يقرأه الخبير الأممي في هذه التأكيدات للعلماء يتمثل في تعاظم المخاطر والكوارث الطبيعية. إذ يعتبر سالفانو بريسينو أن ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية ستكون له تأثيرات كبرى على ظواهر مناخية مثل موجات المد البحري والأعاصير وما إلى ذلك. كما سيكون من تأثيراتها تهاطل الأمطار الغزيرة وما يترتب عنها من مآسي مثلما هو حاصل اليوم في أندونيسيا. او موجات الجفاف الكبرى التي لا تمس فقط القارة الافريقية بل عدة أقسام من الكرة الأرضية ولكنها تخلف في القارة السمراء العديد من الضحايا على خلاف المناطق الأخرى.
وبخلاصة يقول السيد سالفانو ” أن الرسالة الهامة التي يمكن استخلاصها من التقرير الأول الذي صدر عن لجنة الخبراء حول التغيرات المناخية الأسبوع الماضي، ينبئ بتعاظم أخطار الكوارث الطبيعية”.
الحل في تطبيق توصيات ” هيوغو”
إذا كنا قد تعودنا على إثارة اتفاقية ” كيوطو” كلما تحدثنا عن اضرار التغيرات المناخية، فإن مدير استراتيجة الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث، سالفانو بريسينو يرى أن الحل “يكمن في إسراع المجموعة الدولية بتطبيق بنود اتفاق “هيوغو ” الذي تم إبرامه عقب مؤتمر كوبي باليابان في عام 2005 والذي يعد واضع أسس الوقاية والتوعية لكيفية مواجهة أخطار الكوارث الطبيعية.
ويرى الخبير الأممي أن خطة عمل إتفاق “هيوغو ” حددت من بين ما حددته كأولويات لمواجهة أخطار الكوارث الطبيعية : ضرورة توسيع التوعية لمخاطر الكوارث الطبيعية لدى الجميع للعمل على الحد من الأضرار. وفي هذا الإطار يرى السيد سالفانو “أن التوعية لأخطار المد البحري او تسونامي اليوم سوف لن تعمل على تفادي وقوع كوارث من هذا القبيل في المستقبل، ولكن التوعية التي طرأت بعد أحداث جنوب شرق آسيا ستقلل من الأضرار البشرية المترتبة عن كارثة من هذا النوع.
وعن ضرورة توسيع رقعة التوعية لهذه المخاطر الطبيعية يرى السيد سالفانو” أن بلدانا مثل البلدان الاسكندنافية أصبحت اليوم أكثر وعيا بمخاطر تسونامي على الرغم من كونها بعيدة عن تلك المخاطر بسبب تواجد أعداد من موطنيها من بين ضحايا كارثة تسونامي في آسيا.
ومن الأولويات أيضا التي نص عليها اتفاق وخطة عمل ” هيوغو “، ضرورة تطوير وسائل إنذار مبكر وتطوير شبكات إنقاذ اجتماعية بتكوين إطارات الإنقاذ وتدريبها على كيفية التصرف في حال وقوع كارثة طبيعية.
وهذا بالطبع الى جانب توفير الأموال الضرورية لتلك الحملات وتفادي تعمير المناطق القريبة من المجاري المائية ومراعاة أساليب البناء المقاوم للزلازل.
أمثلة ناجحة
يرى مدير استراتيجة الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث الطبيعية أن بعض المناطق طبقت بعضا من توصيات اتفاق هيوغو وسجلت نتائج إيجابية مثل منطقة الكاريبي وبعض المناطق الإفريقية التي مارست مبدأ التداول في زراعة المحاصيل لتفادي تأثيرات الجفاف أو لإنتاج محاصيل مقاومة لتأثيرات الأعاصير. أو الصين التي انتهجت مبدا تفادي بناء المساكن بالقرب من المجاري المائية لتفادي أضرار الفيضانات.أو اليابان التي قامت ببناء ملاجئ للصياديين. وهناك ما استخدم المعرفة التقليدية لبناء المساكن مثل استخدام قصب البامبو لمقاومة أضرار الأعاصير. او تربية البط بدل تربية الدجاج لمقاومة بعض الأمراض مثلما يتم في بنغلاديش.
وإذا كان مدير استراتيجية الأمم المتحدة قد اشاد بالمعارف التقليدية في تفادي اخطار اكوارث الطبيعية فإنه يرى أن الخطر اليوم يداهم كبريات التجمعات السكانية الحضرية التي عليها أن تشرع في اتخاذ إجراءات تثقيفية لتفادي اخطار الكوارث الطبيعية.
ويرى أن بعض المدن الكبرى مثل مكسيكو وبوغوطا واسطمبول شرعت في تكوين وحدات متخصصة في كيفية مواجهة أخطار الكوارث الطبيعية. كما أن مناهج التعليم في العديد من المدن بدأت تدرج دروسا في كيفية التصرف أثناء حدوث الكوارث الطبيعية.
فتح مكتب في القاهرة
وفيما يتعلق بالمنطقة العربية يرى السيد سالفانو بريسينو، مدير استرايتجية الأمم المتحدة لمواجهة أخطار الكوارث الطبيعية، أن دولا مثل الجزائر والمغرب ومصر التي عرفت زلازل مدمرة شرعت في اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة تلك الأخطار. ويرى” أن الأخطار بالمنطقة كبيرة وأن السلطات في دول المنطقة بدأت تعي لتلك المشاكل ولكن قد يتطلب الأمر بعض الوقت”.ويضيف السيد سالفانو ” بأن بحكم التجربة التي مرت بها كل من الجزائر والمغرب فإن دول المنطقة بدأت في تطبيق المعايير المتبعة في باقي أنحاء العالم في مجال التوعية لمخاطر الكوارث الطبيعية”.
وعن الجديد في مجال الوقاية من الزلازل أوضح السيد سالفانو بأن الأبحاث الجارية في اليابان تهدف الى التوصل الى إمكانية اصدار إنذار قبل 3 دقائق من وقوع الهزة الأرضية”. ويعتبر أن توفير إنذار قبل 3 دقائق مكن وقوع الهزة كاف لتجنب الكثير من الأضرار بحيث يسمح بقص التيار الكهربائي الذي يتسبب في الكثير من الحرائق والأضرار في مكان الهزة”.
وستفتح الأمم المتحدة قريبا مكتبا تابعا لإستراتيجية مواجهة أخطار الكوارث الطبيعية بالعاصمة المصرية القاهرة لمواكبة جهود المنطقة العربية في هذا المجال.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
اتفاق ” هيوغو” تم اعتماده في عام 2005
صادقت عليه 168 دولة
يشتمل الإتفاق على التوصيات التي تمخضت عن مؤتمر كوبي باليابان لمواجهة أخطار الكوارث الطبيعية
ينص بالخصوص على ضرورة تعميم الإنذار المبكر، وضرورة التوعية والتثقيف حول كيفية التصرف أثناء وقوع الكوارث الطبيعية، وتفادي بناء التجمعات السكنية في المناطق القريبة من السواحل ومن مجاري المياه، واعتماد اساليب بناء المساكن المقاومة للزلازل، واعتماد اساليب زراعية مقاومة للظواهر المناخية مثل الجفاف او الاعاصير وغيرها.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.