انتقادات لاذعة لقمة جوهانسبورغ
أجمعت مُعظم الصحف السويسرية والأوربية الصادرة يوم الخميس 5 سبتمبر على انتقاد النتائج الهزيلة لقمة جوهانسبورغ
وذهب بعضها الى التساؤل عن جدوى الاستمرار في عقد مثل هذه الاجتماعات المُكلفة
من روما مرورا بجنيف ووصولا إلى برلين، لم تبخل الصحافة الأوربية على نتائج قمة جوهانسبورغ بانتقادات لاذعة، فلم تتردد في وصفها بالـ”هزيلة” وحتى “الفاشلة”. يومية Sueddeutsche Zeitung الألمانية كتبت “اكتشف العالم في ريو دي جينيرو قمة ضخمة كانت تهدف إلى إنقاذ الأرض لا أقل ولا أكثر، وبعد عشرة أعوام اختفت هذه الروح ولم تتمكن قمة جوهانسبورغ الضخمة من إنعاشها.”
أما صحيفة El Pais الإسبانية فشددت على افتقار قمة الأرض الثانية للطموح فيما كتبت صحيفة Diario Economico البرتغالية أن “خيبة الأمل” كانت الحصيلة الأساسية لقمة جوهانسبورغ. وأضافت الصحيفة أن أفكار القمة لم تُترجم بأي قرار ملموس من طرف الدول الغنية التي “وضعت تصور التنمية المُستديمة بين أيدي الشركات.”
“انهم أعطوا الفتات للفقراء”. كان هذا العنوان الذي اختارته الصحيفة البرتغالية المستقلة Jornal de Noticias للتعليق على أعمال القمة.
وفي سويسرا، وصفت صحيفة Le Temps الرصينة نتائج القمة بـ”نهاية حُلم”. وتقول اليومية في افتتاحيتها إن “خطة العمل” التي تبتنها قمة جوهانسبورغ بُُترت من أبرز طموحاتها الملموسة، فهي “لم ترفع من حجم المُساعدات التنموية التي اتفق عليها في قمة ريو ولم تشمل أهدافا مصحوبة بأرقام فيما يتعلق بالطاقات المُتجددة ولم تتضمن برنامج عمل للحد من الانقراض المُتسارع لبعض أصناف الكائنات الحية…”
أما صحيفة “24 ساعة” الصادرة في لوزان، فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك مُتسائلة عن جدوى الإصرار على عقد قمم ضخمة بصفة مُنتظمة إن كانت لا تُقدم ولا تُؤخر. في حين تساءلت صحيفة Corriere delle Sera الواسعة الانتشار في ايطاليا عما اذا كانت قمة جوهانسبورغ ستسجل نهاية “حقبة القمم الضخمة.”
وفي لندن، قالت صحيفة Times المحافظة ان قمة الأرض انتهت في أجواء امتزج فيها “التهريج بالخجل”. نفس الانطباع عكسته صحيفة Rzeczpospolita، احدى ابرز صحيفتين بولونيتين. وكتبت الصحيفة “كنا نعلم منذ البداية أن المؤتمر لن يخدم شيئا آخر سوى الدعاية.”
من جهتها، أعربت يومية Financial Times عن اعتقادها أن القمة أثارت في المقابل شعورا قويا بالضرورة الملحة للتعامل مع قضية تلوث الكوكب الأزرق ومصير الشعوب الأكثر فقرا.
أما صحيفة Le Soir البلجيكية الصادرة في بروكسل، فقد هاجمت الولايات المتحدة التي قالت إنها “جاءت الى جوهانسبورغ والعراق يسيطر على تفكيرها أكثر من شؤون البيئة. ولم يسلم الزعماء الأوروبيون من انتقاد الصحيفة البلجيكية التي وصفتهم بأنهم غير قادرين على تحمل مسؤولية قيادة مشروع دافعوا عنه بشدة.”
غير أن الصحف الأمريكية التزمت الصمت يوم الخميس 5 سبتمبر حيال نتائج قمة جوهانسبورغ مكتفية في تغطيتها للحدث بالأجواء الاحتجاجية التي ألقى فيها وزير الخارجية الأمريكي كلمته.
اصلاح بخات – سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.