انتقادات لسويسرا بسبب الحرب على العراق
وجهت منظمتان سويسريتان غير حكوميتين، هما العفو الدولية ومركز أوروبا العالم الثالث، انتقادات حادة للحكومة السويسرية بسبب موقفها من الحرب على العراق.
وطالبت المنظمتان برن بوقف مبيعاتها من الأسلحة للأطراف المشاركة في الحرب وإرسال مراقبين دوليين إلى العراق.
في ندوة صحفية مُشتركة انعقدت في العاصمة الفدرالية برن يوم الخميس 05 يونيو، أعرب الفرعان السويسريان لمنظمتي “العفو الدولية” و”مركز أوروبا – العالم الثالث” عن إستيائهما من اكتفاء الحكومة السويسرية بالتعبير عن بعض “الأسف” بعد اندلاع الحرب الأخيرة على العراق، بينما “ضُرب بالقانون الدولي عرض الحائط”.
واتهم الأمينُ العام للفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية دانييل بولومي قوات التحالف الأمريكي البريطاني بارتكاب جرائم حرب مختلفة في العراق، خاصة بعد شنها غارات بالقنابل العنقودية على بعض المدن.
وأوضح السيد بولومي أن هنالك عددا من التقارير التي تؤكد قتل أو تعذيب جنود عراقيين بعد اعتقالهم من قبل قوات التحالف، وأن منظمة العفو الدولية موجودة في عين المكان للتحقق من هذه الإتهامات.
ثلاثة مطالب أساسية
وسلمت المنظمة النشيطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان عريضة للبرلمان والحكومة السويسرية يوم الخميس. وتتضمن العريضة التي حملت أكثر من 2800 توقيع ثلاثة مطالب أساسية:
أولا، دعم سويسرا في إطار عضويتها في الأمم المتحدة لفكرة إرسال مراقبين دوليين إلى العراق بهدف ضمان احترام حقوق الإنسان، والسماح بإعادة بناء البلاد لخدمة مصالح الشعب العراقي.
ثانيا، إحالة مجرمي الحرب المزعومين، المتورطين في الحرب على العراق أمام محكمة سويسرية، وذلك بغض النظر عن جنسيتهم. كما تطالب المنظمة بالتعاون مع محكمة الجزاء الدولية للنظر في هذه القضايا.
ثالثا، وقفٌ فوري لمبيعات وشحنات سويسرا من الأسلحة لكافة الأطراف المشاركة في الحرب على العراق.
على صعيد آخر، شدد الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية على أن العراق مازال يعيش في جو من عدم الاستقرار، ودعا الدول الأوروبية إلى عدم الإسراع في حث اللاجئين العراقيين على العودة إلى بلادهم. وتعتقد المنظمة أن استتباب الأمن والاستقرار في العراق قد يتطلب عدة أشهر وربما عدة سنوات.
هجوم على برن
من جهته، تساءل مدير “مركز أوروبا – العالم الثالث” فلوريون روشا عن النهاية الفعلية للحرب على العراق في الوقت الذي مازالت الولايات المتحدة وبريطانيا تحتلان البلاد. واتهم السيد روشا قوات التحالف بالعودة إلى حقبة الاستعمار.
وقد وجه المركز نداء للحكومة الفدرالية والنواب ووسائل الإعلام تحت عنوان “جريمة اعتداء على الشعب العراقي. على سويسرا أن تتحرك!” . ودعم هذا النداء عدد كبير من النقابيين والمنظمات غير الحكومية والبرلمانيين وحزب الخضر، وخاصة النائبة فرانسيسكا تويشر.
وقد انتقدت هذه النائبة، التي تمثل حزب الخضر في كانتون برن، قرار الحكومة السويسرية بإعلان نهاية الحرب على العراق يوم 16 أبريل، وذلك قبل أن تعلن قوات التحالف الأمريكي البريطاني نهاية العمليات العسكرية.
وتعتقد السيدة تويشر أن تسرُّع برن يمكن تبريره بالآجال المُحددة في صفقة بيع سويسرا 32 طائرة من طراز Tiger للولايات المتحدة. وكان يتعين تسليم الطائرة الأولى لواشنطن قبل نهاية شهر أبريل. وبالتالي، فإن استمرار الحرب كان سيؤدي إلى تجاوز الأجل بسبب قرار حظر بيع المعدات الحربية للأطراف المشاركة في الحرب، والذي طُبق في سويسرا أثناء الحرب الأخيرة على العراق.
وقد عبَّر “مركز أوروبا – العالم الثالث” عن استيائه العميق من اكتفاء سويسرا بالتعبير عن مجرد “الأسف” أثناء الأزمة العراقية في وقت تعرض فيه القانون الدولي لـ”انتهاكات فاضحة”. وطالبت المنظمة الحكومة السويسرية بالتصريح رسميا بأن “الاعتداء على العراق يعد جريمة من منظور القانون الدولي”، وبالتحرك داخل الأمم المتحدة لضمان احترام القانون الدولي في العراق.
ولم تسْلم المنظمة الأممية من انتقاد مدير مركز “أوروبا – العالم الثالث” الذي وصف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483 بـ “العار” لأنه يصادق على احتلال العراق إلى أجل غير مسمى.
سويس انفو مع الوكالات
انتقدت منظمتان سويسريتان غير حكوميتين سياسة الحكومة الفدرالية أثناء الأزمة العراقية
طالبت هاتان المنظمتان السلطات بضمان احترام القانون الدولي وبوقف مبيعاتها من الأسلحة للولايات المتحدة وبريطانيا طالما تحتلان العراق.
اتهم الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية التحالف الأمريكي البريطاني بارتكاب جرائم حرب
تطالب هذه المنظمة أيضا بارسال مراقبين دوليين للعراق وإحالة مجربي الحرب أمام محكمة سويسرية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.