انتقادات للجيش إثر حادثة انهيار ثلجية أليمة
على إثر مقتل ستة من المجندين الشبان في انهيار ثلجي جدَّ في جبال الألب يوم 12 يوليو، تعرّض الجيش السويسري لبعض الانتقادات.
فقد أدى هذا الحادث، الأسوأ من نوعه منذ 15 عاما، إلى طرح تساؤلات حول سوء تقدير المخاطر، لكن الجيش يقول، إن العسكريين الذين لقوا حتفهم، كانوا يعملون ضمن فرقة جبلية مختصّـة وأنهم كانوا مدرّبين ومجهّـزين بشكل جيد.
الحادث الأليم جدّ على الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي يوم الخميس 12 يوليو، فيما كان المجندون يشاركون في مناورة عسكرية في السفح الجنوبي، غربي لجبل “يونغفراو” الشهير في سلسلة جبال الألب في كانتون برن، وقد تمكّـنت فرق الإنقاذ من نجدة ثمانية جنود آخرين، لم يصابوا بأذى.
أما الضحايا، الذين يتحدرون جميعا من الأنحاء المتحدثة بالفرنسية من البلاد، فقد أوشك خمسة منهم على اختتام فترتهم التدريبية وحصُـل أحدهم على رُتبة عريف، وهم ينتمون جميعا إلى جيش الميليشيات السويسري، وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و23 عاما.
وفيما يتواصل التحقيق لتحديد أسباب الحادث، لا يُـتوقّـع أن يُـعلن عن نتائجه قبل شهر أكتوبر القادم، في المقابل، أثار خبراء في تسلّـق الجبال، شكوكا حول صواب القرار، الذي اتُّـخذ بإجراء هذه المهمة في الظروف الحالية.
وقال هانس موهل، المسؤول عن مأوى جبلي يوجد قرب موقع الحادث، إنه لا يفهم سبب تواجُـد الجنود على جبل يونغفراو المماثل لجهة الخطر لجبل Eiger، وأضاف أن الظروف كانت عسيرة وأن عددا من الحوادث قد جدّت في نفس الموقع، حيث توفي فيه العام الماضي ثلاثة من متسلقي الجبال.
من جهتها، تساءلت صحيفة لوتون، الصادرة في جنيف، عن سبب السماح للجنود بإجراء مناورات في مثل هذه الظروف المناخية السيئة. أما المعهد الفدرالي للأبحاث حول الثلج والانهيارات الثلجية في دافوس، فقد أكّـد أن خطر حدوث انهيارات ثلجية في المنطقة، كان مرتفعا.
خطر الانهيارات
من جانبه، صرّح رئيس مركز محلي لأدلاّء الجبل لسويس انفو، بأن الثلج قد تساقط خلال الأيام القليلة الماضية وأن ارتفاع كميات الثلج الجديدة، يتراوح ما بين 40 و60 سنتمترا.
وقال يوهان كوفمان، رئيس نادي الرياضات الجبلية في غريندلفالد “صبيحة الخميس، قررت (مع ضيوفي) أن لا نصعد إلى جبل يونغفراو بسبب الظروف الثلجية. بطبيعة الحال، لابد أن يأخذ المرء بعين الاعتبار مستوى تجربة المتسلقين”.
أما أورس فيلاّور، نائب الرابطة السويسرية لأدلاء الجبل، فقد صرح لصحيفة برنرتسايتونغ، الصادرة في برن، أن الوقع كان متأخرا بالنسبة للمجموعة للصعود إلى الجبل وأنه كان يُـفترض أن يبدؤوا رحلة النزول في الساعة العشرة صباحا.
وكان كريستوف هوبر، قاضي التحقيق في الحادثة، قد صرح لوكالة الأنباء السويسرية أن “على السلطات القضائية العسكرية أن تحدد ما إذا كان خطر حدوث انهيار ثلجي، قد تم أخذه بعين الاعتبار كما ينبغي”.
وقد بدأت شرطة كانتون برن بعدُ في استنطاق أدلاء الجبل، الذين كانوا مشاركين في التدريب، فيما يتلقى الناجون من الحادثة نصائح ودعما معنويا.
لا وجود لخطــر
نائب القائد العام للجيش السويسري، فريد هير، دافع من جهته عن القرار بالصعود إلى الجبل، وقال “إنها لم تكن مهمة محفوفة بالمخاطر”، وأشار إلى أن الجنود قد قاموا “بما يقوم به آلاف آخرون في جبالنا”.
أما المتحدثة باسم الجيش، كيرستن هامريخ، فقد صرحت للتلفزيون السويسري بأن “الأشخاص كانوا مجهّـزين بشكل ممتاز لمثل هذه الجولة الجبلية وأنهم دُرِّبوا جيّـدا على مدى الـ 17 أسبوعا الماضية في مدرستهم”، وأشارت إلى أن أدلاء الجبل، الذين كانوا يسيِّـرون القافلة في عملية تدريب روتينية، أصحاب تجربة كبيرة.
وكان المتسلقون متجهين إلى قمة جبل يونغفراو، التي يبلغ علوها 4158 مترا، وكانوا مقسّـمين إلى مجموعتين، تضم كل واحدة ثلاثة أشخاص مربوطين بالحبال مع بعضهم البعض، وعندما وصلوا إلى ارتفاع 3800 مترا، انهار الغشاء الثلجي الجديد، ما أدى إلى سقوطهم أسفل الجبل.
وكان وزير الدفاع، سامويل شميت، قد عبّـر باسم الحكومة الفدرالية عن تعازيه لعائلات الضحايا وأصدقائهم، وقال “إن هؤلاء الرجال قد ماتوا في خدمة بلدنا”. وقد تم تنكيس الأعلام في مقر قيادة الجيش السويسري في العاصمة برن.
سويس انفو مع الوكالات
ينتمي جميع الضحايا إلى وحدة جبلية مختصة، تابعة لجيش المليشيات السويسري.
للانضمام إلى مدرسة تدريب هذه الوحدة، التي توجد في أندرمات، يجب توفر شرطين في المترشحين: استكمال دورة خاصة في قيادة المجموعات، إما في التزلّـج على الجليد أو في تسلّـق الجبال والحصول على علامات، تتراوح بين جيد وجيد جدا، في امتحانات الرياضة، التي يخضع لها جميع المجنّـدين قبل بدء التدريبات الأساسية.
يجب على هذه الوحدة الجبلية الخاصة، أن تكون جاهزة للانتشار والمشاركة في العمليات في ظرف لا يتجاوز 9 ساعات.
أكد المعهد الفدرالي لأبحاث الثلج والانهيارات الثلجية، الذي يوجد مقره في دافوس، أن حوادث الانهيارات المماثلة لما جدّ يوم الخميس 12 يوليو، نادرة الحدوث في شهر يوليو.
الحادث الأخير هو الأسوأ من نوعه منذ فبراير 1999، عندما لقي 12 شخصا حتفهم في فال ديران في كانتون فالي.
منذ شتاء 1997 – 1998، لقي 225 شخصا حتفهم بسبب الانهيارات الثلجية في جبال الألب، أما في عام 2006، فقد كان عددهم 15 شخصا.
في عام 2006، تدخّـل خبراء الإنقاذ في جبال الألب السويسرية، 477 مرة، ومع أنهم تمكنوا من نجدة 695 شخصا، إلا أن 71 شخصا منهم كانوا قد قضوا نحبهم.
في 149 حالة، تعلّـق الأمر بحوادث جدّت خلال جولات عبر جبال الألب، وفي 124 حالة، تعلّـق الأمر بمسابقات في المناطق المرتفعة جدا من الجبال.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.