انتقاد سويسري يهودي للمؤتمر اليهودي العالمي!
اصطدم اتحاد الجاليات اليهودية السويسرية مع المؤتمر اليهودي العالمي حول مزاعم تتعلق بمخالفات مالية.
يتمحور الخلاف بين الجانبين حول حساب بنكي في مصرف بجنيف خاص بإٍسرائيل سينغر، الأمين العام السابق للمؤتمر اليهودي العالمي.
دعا اتحاد الجاليات اليهودية السويسرية إلى إجراء عملية تدقيق رسمية خارجية ومستقلة لحسابات مكتب المؤتمر اليهودي العالمي في جنيف.
وتأتي دعوة الاتحاد بعد الكشف عن وجود حساب خاص بالأمين العام السابق للمؤتمر إسرائيل سينغر دون علم من إدارة مكتب جنيف.
السيد سينغر يشغل اليوم منصب عضو شرف في مجلس إدارة المؤتمر، وكان خلال فترة ما عُـرف بأزمة ودائع اليهود في البنوك السويسرية في منتصف التسعينات واحداً من أشد منتقدي سويسرا.
يشار إلى أنه قد تم إغلاق مكتب المؤتمر في جنيف بصورة مفاجئة وبدون الإعلان عن أية أسباب في شهر أبريل الماضي.
مطالبة بتدقيق شديد للحسابات
وكان الخلاف قد اندلع بين الجانبين منذ عدة أشهر عندما تم الكشف عن وجود حساب مصرفي في بنك اتحاد البنوك السويسرية UBS في جنيف، يتبع مكتب المؤتمر في جنيف، رغم عدم معرفة المسؤولين في المكتب بوجوده.
وقد اتضح أن السيد سينغر أودع في فترة لا تزيد عن بضعة أشهر مبلغ 1.2 مليون دولار أمريكي في الحساب. وفي شهر يوليو 2003 حول الأمين العام السابق للمؤتمر المبلغ إلى حساب باسم صديق له، وهو المحامي الإسرائيلي زيفي باراك.
وحسبما ورد في تقرير نشر في مجلة tachles اليهودية السويسرية الأسبوعية فإن المبلغ انتقل بعد ذلك إلى حساب بنكي في لندن.
وعلى إثر التدخل الذي قام به مكتب المؤتمر في جنيف تم استرجاع المبلغ، ولكن هذه المرة إلى حساب مصرفي تابع للمؤتمر اليهودي العالمي في نيويورك. وبعد ذلك الموقف من مكتب جنيف، قرر المؤتمر إغلاقه بدون إبداء أي مبرر.
ولذلك، وكما أكد رئيس اتحاد الجاليات اليهودية الفريد دونات لوكالة اسوشييتد برس للأنباء، طالبت منظمته بإجراء “تحقيق مستقل وتفسير أسباب إغلاق المكتب”.
كما هدد الاتحاد في حال عدم الاستجابة لمطالبه بالانسحاب من عضوية المؤتمر اليهودي الأوروبي والمؤتمر اليهودي العالمي.
تهديد بالفصل من عضوية المؤتمرين
المؤتمر اليهودي العالمي رفض مطالب الاتحاد، واعتبر أن التحقيق الداخلي الذي أجُري أظهر بأن الشبهات التي أثيرت حول ذلك الحساب لا أساس لها من الصحة، وأن مبلغ الـ 1.2 مليار يخص تحويلات متفق عليها، وتتعلق بصندوق التقاعد الخاص بالسيد سينغر.
إلا أن الموقف بين الجانبين اتخذ منحى متصاعداً يوم الثلاثاء 9 نوفمبر الماضي بعد أن أيد المؤتمر اليهودي الأوروبي موقف المؤتمر اليهودي العالمي، وهدد السيد دونات بحرمانه من عضوية مكتب رئاسته إذا ما أصر على مطالبه.
ولم يقف الاتحاد مكتوف الأيدي، بل جاء رده سريعاً يوم الاثنين 15 نوفمبر في رسالتين وجههما إلى المؤتمر اليهودي الأوروبي والمؤتمر اليهودي العالمي، وذلك حسب تصريح المتحدث باسم الاتحاد توماس ليسي.
أظهر الاتحاد في رسالته الموجهة إلى المؤتمر اليهودي الأوروبي استعداده للحوار، بيد أنه كرر في خطابه إلى المؤتمر اليهودي العالمي مطالبه بإجراء التحقيق المستقل، داعياً من جديد إلى تقديم تفسير لأسباب إغلاق مكتب جنيف.
الجدير بالذكر أن بعض الأصوات داخل الاتحاد حذرت من تشتيت الصف اليهودي. فقد شدد السيد ميخائيل كوهين، وهو رئيس سابق للاتحاد، في حديث مع صحيفة NZZ الأسبوعية، على أهمية وحدة الصف قائلاً: “الوحدة (ضمن المنظمات اليهودية)، وهي هامة للغاية في هذه الفترة التي تشهد نمواً متصاعداً لمشاعر المعاداة ضد السامية، قد تتعرض إلى الضعف (بسبب هذا الخلاف)”.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.