انشغال سويسري بالأوضاع في دارفور
تصل اليوم وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي إلى السودان في زيارة تهدف إلى التعرف على حجم الأزمة الإنسانية القائمة في إقليمه الغربي.
وهذه هي الزيارة الأولى للسيدة كالمي-راي إلى السودان، الذي يعاني من حرب أهلية مزمنة منذ 21 عاماً.
وفقاً لمصادر وزارة الخارجية السويسرية، ستنطلق رحلة السيدة كالمي-راي من إقليم دارفور غرب البلاد، حيث من المتوقع أن تؤدي زيارة إلى مخيمات للاجئين المرحلين من المنطقة.
وتشير التقديرات إلى أن نحو مليون شخص اضطروا إلى مغادرة منازلهم في دارفور منذ العام الماضي، بعد اندلاع القتال بين الجماعات المتمردة والقوات الحكومية.
وقد صرحت السيدة كارين كاري العضوة في الوفد المرافق للسيدة كالمي-راي في حديث مع سويس إنفو بالقول “الأزمة الإنسانية في دارفور حادة للغاية، ووزيرة الخارجية ترغب في أن ترى بنفسها الوضع كما هو عليه”.
وتردف “كما أنها أرادت أن تتمكن من زيارة المخيمات وتقابل السلطات المحلية وممثلي المنظمات الدولية الإنسانية العاملين على أرض الواقع”.
كالمي – راي .. وسيط سلام؟
هذا وقد لعبت سويسرا دوراً رئيسياً في مفاوضات الوساطة التي أثمرت عن إقامة هدنة بين الحكومة السودانية ذات التوجهات الإسلامية والجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يقاتل في الجنوب.
لكن وبالرغم من التطورات المشجعة على مسار السلام في الجنوب، اندلع الصراع مستعراً وبشكل مستقل في إقليم دارفور منذ بداية عام 2003.
ووفقا للسيدة كاري، فإنه من المتوقع أن تبحث السيدة كالمي-راي خلال زيارتها مع المسؤولين السودانيين مسار السلام والعلاقات الثنائية بين سويسرا والسودان.
لكن وزارة الخارجية لم تؤكد الأنباء القائلة إن الهدف من رحلة السيدة كالمي-راي يتمثل في التوسط من أجل إيجاد حل للنزاع في إقليم دارفور.
وتقول السيدة كاري: “الاتجاه الذي ستتحرك فيه المباحثات في الخرطوم سيركز على نزاع دارفور والأزمة الإنسانية في الإقليم”، مضيفة “لكنني لا أستطيع سوى أن اكرر بأنها ستقابل ممثلين عن الحكومة السودانية”.
دعوة عاجلة لدعم الضحايا
وكانت السيدة كالمي-راي قد دعت المجتمع الدولي في مؤتمر أممي للدول المانحة عقد في بداية الشهر، إلى بذل المزيد لمساعدة ضحايا النزاع في دارفور.
وناشدت السيدة كالمي-راي آنذاك الوفود الحاضرة بالقول: “هذه الأزمة تتطلب استجابة إنسانية كبيرة وعاجلة”.
وقد دعا إلى عقد ذلك المؤتمر منسق الأمم المتحدة للإغاثة العاجلة يان إيجيلاند، الذي أتهم ميليشيات الجنجاويد العربية المدعومة من الحكومة المركزية في الخرطوم بممارسة ما أسماها بـ “التصفية العرقية” لسكان غرب السودان من الأفارقة السود.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو مليوني شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة في دارفور، كما أن أكثر من 150 آلف شخص اضطروا إلى الفرار من الإقليم إلى جمهورية تشاد المجاورة.
“الأسوأ لم يأت بعد”!
على الصعيد ذاته، حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية من أن “عمليات الإغاثة لا تستطيع أن تتعامل مع الاحتياجات الهائلة للناس في دارفور”.
وشددت المنظمة بقوة على أنه “بدون تظافر الجهود وتزايدها، فإنه لن يكون من الممكن تفادي مجاعة ستتسبب في قتل الآلاف”.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت هي الأخرى من أن بداية موسم الأمطار سيؤدي على الأرجح إلى عرقلة إيصال المعونات، وهو ما سيهيئ المجال لتزايد الأوبئة والأمراض في صفوف اللاجئين.
سويس إنفو
اندلعت الحرب الأهلية السودانية في عام 1983 بين الحكومة المركزية في السودان، والجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب.
يقدر عدد الضحايا الذين قتلوا نتيجة للحرب بمليوني شخص.
من المنتظر أن يتم التوقيع على اتفاقية لتوزيع السلطة بين الحكومة والجيش الشعبي لتحرير السودان في شهر أغسطس القادم.
بالرغم من التطورات الإيجابية على الجبهة الجنوبية، اندلعت المواجهات بين المجموعات المتمردة والقوات الحكومية في إقليم دارفور الغربي منذ بداية عام 2003.
تشير التقديرات إلى أن آلاف القتلى سقطوا نتيجة للنزاع في دارفور، كما أن مليون شخص فقدوا ديارهم جراء ذلك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.