انضمام في وقت صعب
تحيي سويسرا يوم 10 سبتمبر الذكرى الأولى لانضمامها رسميا لمنظمة الأمم المتحدة.
ويقول السفير السويسري لدى المنظمة الدولية إن حصيلة هذا العام إيجابية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الأمم المتحدة
انضمت سويسرا رمسيا إلى الأمم المتحدة يوم 10 سبتمبر 2002 بعد أن كانت طوال اكثر من 50 عاما تكتفي بدور مراقب إلى جانب كل من دولة الفاتيكان ومنظمة التحرير الفلسطينية.
واليوم، بعد مرور عام على حملة تكهن فيها كل من أنصار الانضمام ومناهضيه بكل السناريوهات الممكنة، يحين أوان تقديم حصيلة عام من التكيف والتأقلم مع طريقة جديدة للعمل الدبلوماسي متعدد الأطراف.
ويقدّر ممثل سويسرا لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير يينو شتيلين بأن “الحصيلة إيجابية”. فسويسرا أصبحت عضوا كاملا في الأمم المتحدة، وهو ما ترتب عنه خروج سويسرا من دور المراقب والمشاركة المباشرة في صياغة واتخاذ القرارات بدل المرور عبر وفود أخرى.
وهذا الوضع الجديد جعل سويسرا تقوم بدورها على أحسن وجه، حسب أقوال السفير يينو شتيلين، بحيث “حظيت باعتراف الدول الأخرى وبمحاولة التقرب منها ومناقشة مشاريع القرارات معها قبل أي تصويت”.
الحصيلة الثانية، تتعلق بذريعة كثيرا ما رددها مناهضو الانضمام، وهي أن الالتحاق بالأمم المتحدة قد يمس بحياد سويسرا. حول هذه النقطة يرى السفير السويسري في نيويورك “أن كل الدول الأعضاء تعرف أن انضمامنا كان على أساس أننا بلد محايد. وبالتالي، فإن نشاطنا طوال هذا العام لم نواجه فيه أية مشكلة من هذه الناحية وهو ما يدفعني إلى الاعتقاد بأن بعض المخاوف لم تكن لها مبررات”. وقد تمسكت سويسرا بالفعل بموقف محايد أثناء حرب الحلفاء في العراق.
كما حاولت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي، ضمن ما عرف بالدبلوماسية العلنية، ومن خلال تنظيم مؤتمر إنساني حول العراق، تحريك الملفات الإنسانية وملفات القانون الإنساني الدولي، في وقت التزمت فيه الأمم المتحدة الصمت لعدم إثارة غضب واشنطن الراغبة في إعطاء صورة إيجابية عن حربها ضد العراق.
اعتراف بأنه “وقت صعب”
لكن الذريعة التي كثيرا ما رددها أنصار الانضمام إلى الأمم المتحدة، وفي مقدمتهم وزير الخارجية آنذاك جوزيف دايس “هو أن عملية الانضمام ستسمح لسويسرا بإعطاء دفع لملفات تولي لها أهمية بالغة مثل حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”.
ولسوء حظ سويسرا أن الانضمام إلى الأمم المتحدة تزامن مع تبعات أحداث 11 سبتمبر، حيث تعرضت المنظمة الدولية إلى ضغوط لم يسبق لها مثيل من قبل القوة العظمى في العالم، أي الولايات المتحدة، وهو ما وصفه السفير يينو شتيلين بالقول “إننا نمر بمرحلة صعبة للغاية”، مرحلة تتميز من جهة، “بكون القوى العظمى لم تعد تقبل التشكيك في سلطتها وقوتها، ولا يمكن من جهة أخرى الاستمرار في تجاهل مطالب ومواقف بقية دول العالم”.
وأمام وضعية مماثلة، ليس أمام دول صغيرة مثل سويسرا، سواء كانت عضوا ام مجرد مراقب إلا أن تنتظر نهاية المخاض، على أمل أن تبرهن الأحداث على حد قول السفير السويسري “بأن العالم في حاجة إلى منظمة مثل الأمم المتحدة”.
وفيما يتعلق بالترشح لعضوية مجلس الأمن الدولي، يعتبر السفير ينو شتيلين أنه من السابق لأوانه التفكير في ترشيح سويسرا لعضويته، نظرا لأن قائمة الانتظار طويلة. وهناك من يتوقع أن يأتي دور سويسرا لعضوية مجلس الأمن في حدود عام 2014.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
في شهر مارس 2002 صوتت غالبية الناخبين السويسرين لصالح انضمام بلدهم الى الأمم المتحدة
في 10 سبتمبر 2002، إنضمت سويسرا رسميا الى الأمم المتحدة
كانت الكنفدرالية منذ تأسيس الأمم المتحدة تحظى بوضع عضو مراقب
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.