اهتمام سويسري مُـسـتـجـدّ بمكافحة الضجيج
للمرة الأولى تهتم سويسرا باليوم العالمي لمكافحة الضجيج، بإقامة فعاليات في كبريات المدن، لتوعية الرأي العام بمخاطر إهمال التعامل مع الضجيج وأثاره الجانبية التي تؤثر سلبيا على الصحة.
ويأتي الإهتمام السويسري بهذا الملف بعد أكثر من 45 عاما على بدء التنبه لها، في ظل ارتفاع نسبة ضحايا التلوث السمعي في الكنفدرالية.
حاول خبراء المكتب الفدرالي للصحة ومكتب حماية البيئة شرح مشكلة التلوث السمعي للرأي العام بشكل مبسط، من خلال أجهزة لقياس شدة الضجيج في الشوارع والميادين الكبرى ومقارنتها مع الحد الأقصى المسموح به، مع توضيح الاضرار الناجمة على الجهاز السمعي وتأثيره على الجهاز العصبي، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الضوضاء والذي يواكب 20 أبريل من كل عام.
ويرجع السبب في الاهتمام الرسمي المفاجئ بهذا اليوم، إلى ارتفاع نسبة المواطنين المتضررين من التلوث السمعي والضجيج والصخب، حيث أعرب 64% من السويسريين عن انزعاجهم من الضجيج في الحياة اليومية.
ويرى المكتب الفدرالي لمكافحة الضجيج، أن هذه النسبة من المواطنين المفتقدين للهدوء تشكل عنصر قلق للمجتمع، الذي يعتمد على المواصلات بشكل أساسي، سواء داخل المدن أو للتواصل بالقطارات أو من القاطنين بجوار المطارات.
تجارب عملية ميدانية
وفي إطار الفعاليات التي شهدتها اليوم كبريات المدن السويسرية مثل زيورخ و برن وجنيف وبادن اعد خبراء في الصحة والبيئة أجهزة لقياس نسبة الضوضاء في الطريق العام، وفي ا:ثر الأماكن ازدحاما، مع توضيح النسب التي توضحها المواصلات العامة، فمرور الترام مثلا أقل ضجيجا من الحافلة التي قد تصدر صوتا مزعجا أثناء الإقلاع أن عند الوقوف في المحطة.
وشرح الخبراء السويسريون للمارة أن شعور المرء بالضجيج حوله يؤدي تلقائيا إلى ارتفاع صوته أثناء الحديث، فيتأثر جهازه السمعي سلبيا مرتين؛ الأول بسبب ارتفاع الضوضاء في الشارع، والثاني من المجهود العصبي المبذول للتكيف مع مستوى ذبذبات والمجهود الذي يبذله المتحدث.
ويحدد الخبراء السويسريون مصادر الضجيج في مجالات معنية، من أهمها أزيز الطائرات وقت الإقلاع أو الهبوط ويعاني منها حوالي 50000 نسمة من سكان ضاحية كلوتن بالقرب من زيورخ، وكوانتران بالقرب من جنيف، وبازل ولوغانو وإن كانتا بشكل أقل من المدينتين السابقتين.
أما المواصلات العامة، فتبلغ نسبة المتعرضين يوميا لانبعاث الضجيج من حركة القطارات أكثر من نصف مليون مواطن، ويقول خبراء المكتب الفدرالي للصحة أن التعرض المتواصل للضوضاء يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والتوتر العصبي والنفسي ويؤثر على وظائف الأعضاء وحتى نسبة الهرمونات، وينعكس سلبيا على الأداء الوظيفي والتعليمي.
آثار سلبية متعددة الأبعاد
وعلى الصعيد الشخصي يعتقد الخبراء السويسريون أن تعايش المواطن العادي مع الضوضاء المحيطة به تختلف من شخص إلى آخر، فهي إما تكون منفرة له من كل ما هو مرتفع الصوت، أو تحوله بشكل تلقائي إلى مصدر من مصادر الإزعاج للآخرين.
ومن أكثر ما يحذر منه الخبراء السويسريون هو تأثير الضوضاء على الأطفال، فهو يصيبهم بعدم التركيز والقدرة على الانتباه، مما يقلل من عمليات الإدراك الحسي والقدرة على التفاعل بشكل سريع مع البيئة المحيطة بهم، سواء في القاعات الدراسية أو في أوقات الفراغ.
اجتماعيا رأى المكتب الفدرالي للصحة ظهور التأثير السلبي للضوضاء على نسبة غير قليلة من المواطنين على التجاوب مع الآخرين، فأغلب من يعاني من الضجيج في حياته اليومية، سواء بسبب المواصلات العامة أو الزحام أو الإزعاج في أماكن العمل، أغلبهم يميلون إلى العزلة بعد انتهاء الدوام، فتتأثر الروابط الاجتماعية بين الأسرة أو حتى مع محيطها، وفي كثير من الأحيان يلجأ المتضررون إلى السكن في مناطق أكثر هدوءا أو يتكبدون مصاريف باهظة لشراء أجهزة عازلة للصوت، للتمتع بالراحة الذهنية بعد إزعاج اليوم.
ويقدر الخبراء أن التلوث السمعي في سويسرا يؤدي إلى إنفاق ما لا يقل عن 870 مليون فرنك، ما بين أدوية وعلاج للإمراض الناجمة عنه أو تكاليف إصلاح أو شراء معدات عازلة للصوت في بعض وسائل المواصلات، أو حول المدن والقرى المطلة على الطرق السريعة.
توصيات سويسرية
ويعتقد الخبراء السويسريون أن تعايش المواطن العادي مع الضوضاء المحيطة به تختلف من شخص إلى آخر، فهي إما تكون منفرة له من كل ما هو مرتفع الصوت، أو تحوله بشكل تلقائي إلى مصدر من مصادر الإزعاج للآخرين.
ومن أكثر ما يحذر منه الخبراء السويسريون هو تأثير الضوضاء على الأطفال، فهي تصيبهم بعدم التركيز والقدرة على الانتباه، مما يقلل من عمليات الإدراك الحسي والقدرة على التفاعل بشكل سريع مع البيئة المحيطة بهم، سواء في القاعات الدراسية أو في أوقات الفراغ.
اجتماعيا رأى المكتب الفدرالي للصحة ظهور التأثير السلبي للضوضاء على نسبة غير قليلة من المواطنين على التجاوب مع الآخرين، فأغلب من يعاني من الضجيج في حياته اليومية، سواء بسبب المواصلات العامة أو الزحام أو الإزعاج في أماكن العمل، أغلبهم يميلون إلى العزلة بعد انتهاء الدوام، فتتأثر الروابط الاجتماعية بين الأسرة أو حتى مع محيطها، وفي كثير من الأحيان يلجأ المتضررون إلى السكن في مناطق أكثر هدوءا أو يتكبدون مصاريف باهظة لشراء أجهزة عازلة للصوت، للتمتع بالراحة الذهنية بعد إزعاج اليوم.
ويقدر الخبراء أن التلوث السمعي في سويسرا يؤدي إلى إنفاق ما لا يقل عن 870 مليون فرنك، ما بين أدوية وعلاج للأمراض الناجمة عنه أو تكاليف إصلاح أو شراء معدات عازلة للصوت في بعض وسائل المواصلات، أو حول المدن والقرى المطلة على الطرق السريعة.
قد يكون الاهتمام السويسري المستجد بإحياء اليوم العالمي لمكافحة الضجيج عائدا – بنظر البعض – إلى ما يحظى به الفرد عموما من رعاية باعتباره طاقة إنتاجية تحرص جميع الأطراف على توفير الأجواء المناسبة له للعمل والإبتكار، لكن هذا لا يمنع من استفادة بقية سكان الكنفدرالية والبيئة عموما من التطبيق العملي لهذه الإجراءات التي تحتل بها سويسرا مكانة متقدمة على الصعيد الأوروبي والدولي أيضا.
تامر أبو العينين – سويس انفو
الضوضاء هى الترددات المزعجة لجهاز السمع البشري وتتمثل مصادرها فى الأصوات الصادرة من وسائل النقل والمواصلات، والأجهزة الكهربائية ومكبرات الصوت وآلات التنبيه.
حددت منظمة الصحة العالمية الحد الأقصى للضوضاء أثناء النهار بـ 45 ديسيبل نهارا و35 ديسيبل ليلا.
يبلغ متوسط الضجيج في سويسرا 60 ديسيبل.
بدأ الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة الضجيج في عام 1956.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.