بالتوازي مع منتدى دافوس، معارضو العولمة يناقشون البدائل في جنوب البرازيل
المعارضون لنمط العولمة، الذي تبلور في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي السنوية في التسعينات، قرروا عقد منتدى اجتماعي عالمي مواز في نفس الفترة في مدينة بورتو اليغري جنوب البرازيل.
للمرة الاولى، تتوجه جهود القوى السياسية والاجتماعية والمدنية المعارضة للعولمة، بعيدا عن المواجهات العنيفة التي شهدتها جنيف وسياتل وبراغ، لتتجمع في جنوب القارة الامريكية لتبادل التجارب والتحاور حول البدائل الممكنة للعولمة في شكلها الحالي.
اختيار بورتو اليغري، لم يكن مصادفة. فهذه المدينة عاصمة لولاية برازيلية ثرية تدار شؤونها منذ بضعة اعوام من طرف حكومة محلية يسارية تخوض بنجاح ملفت، تجربة اشراك السكان في اتخاذ القرار ومراقبة اساليب التصرف في الاموال العمومية.
شعار هذا المنتدى البديل، الذي استقطب آلاف المشاركين من القارات الخمس وعددا مهما من البرلمانيين الغربيين، ومن ضمنهم عدد من النواب السويسريين، يلخص كل الامال المعلقة عليه: “هناك امكانية لقيام عالم آخر”.
قد يرى البعض ان هذه التظاهرة ليست اكثر من تعبير طفولي عن احلام ماركسيين متقاعدين ويساريين لم يتأقلموا بعد مع الوقائع الجديدة، الا ان المنظمين واثقون من انهم يساهمون في صياغة المستقبل من خلال توفير فرصة لحوار معمق ومستفيض بين انشط الحركات الاجتماعية والشعبية في العالم، التي تمارس ميدانيا مقاومة شديدة للعديد من مظاهر و آليات العولمة، مثلما يقول ميغيل روسيتو(Miguel Rosseto) ، نائب والي مقاطعة ريو غراندي دوسول، التي تقع فيها مدينة بورتو اليغري.
على غرار السويسريين، الذين يشاركون بعدد من الوفود في هذا المنتدى الاجتماعي العالمي، يتواجد العرب من خلال عدد من الشخصيات والجمعيات المعروفة بمساندتها لنضالات العالم الثالث وبمساهمتها النظرية في تجسيد مفاهيم العدالة الاجتماعية والاقتصادية، مثل الرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بلة او المفكر الاقتصادي المصري سمير امين.
قبيل انطلاق منتدى دافوس والمنتدى البديل في جنوب البرازيل، التقى مراسلنا الخاص الى بورتو اليغري، بالرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بلة الذي عبر عن امله في ان ينجح المجتمعون في هذه المدينة البرازيلية في بلورة اسس عالم جديد لا يموت فيه سنويا ملايين الاشخاص جوعا. واكد ان المنتدى الاجتماعي العالمي سيكون رمزا لانطلاق مرحلة جديدة يساهم فيها الجنوب في بلورة مستقبل العالم.
يشار الى ان ممثلي حولي تسع مائة منظمة غير حكومية وعشرات النقابيين و دعاة حماية البيئة ومناضلي احزاب يسارية وحركات نسوية وجمعيات مناهضة للعنصرية، يشاركون في اعمال المنتدى، اضافة الى حوالي اربع مائة وخمسين برلمانيا من كل بلدان العالم وعلماء اجتماع واقتصاديين وبحاثة وعددا من الوزراء يساهمون في اشغاله، التي ستتمخض عن وثيقة نهائية ترفع في شهر ابريل نيسان المقبل الى صندوق النقد الدولي و البنك العالمي في واشنطن.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.