مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

برن ترفض استقبال المزيد من اللاجئين العراقيين

النزوح إلى الداخل أو الهجرة إلى الخارج، خيارمأساوي يواجهه يوميا ملايين العراقيين Keystone

قررت الحكومة السويسرية عدم استقبال المزيد من اللاجئين القادمين من العراق على عكس الرغبة التي عبرت عنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي تتخذ من جنيف مقرا لها.

وقال أوزفالد سيك، المتحدث باسم الحكومة إن برن “ترفض استقبال لاجئين عراقيين جدد”، وتفضل مساعدة العراقيين النازحين على عين المكان.

هذا القرار أثار غضب النائب الاشتراكي عن جنيف كارلو سوماروغا، الذي قال معقبا في تصريح للإذاعة السويسرية الناطقة بالفرنسية “إنه أمر مثير للصدمة أن نرى الحكومة الفدرالية تغلق الأبواب بوجه أزمة بمثل هذه الضخامة”.

وحسب تصريحات سوماروغا، فإن وزير العدل والشرطة كريستوف بلوخر، (الذي أشار مؤخرا إلى أن سويسرا هي ثاني بلد في أوروبا، الذي يستقبل أكبر عدد من العراقيين) قد لوّح بالتهديد المتمثل في تدفّـق عدد كبير من اللاجئين العراقيين على سويسرا، في حين أن الأمر يتعلق فقط بالرد على طلبات محدودة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بخصوص “أقليات” لم تتمكّـن من الدخول إلى مخيمات للاجئين.

مساعدة على عين المكان

في الواقع، كانت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي – ري الجهة الحكومة التي عبّـرت عن الرغبة في القيام بهذه الخطوة، لكن الفكرة قوبلت بالرفض من طرف أغلبية زملائها في الحكومة الفدرالية.

وفي معرض التأييد للقرار الحكومي، أشار كريستوف بلوخر إلى أنه يوجد حاليا في سويسرا حوالي 5 آلاف عراقي، وهو ما يضع “بلدنا في المرتبة الثانية في أوروبا”، في هذا المجال، على حد قول بلوخر.

وفي تصريح آخر لإذاعة سويسرا الروماندية، صرح وزير العدل والشرطة بأن جميع البلدان الأوروبية الأخرى قالت أيضا بأن “نظام الحِـصص (المعتمد من طرف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين) ليس حلا”، نظرا لما ينجم عنه من تحول أوروبا إلى منطقة اجتذاب للاجئين العراقيين وأنه “من الأفضل مساعدة الناس في المنطقة”.

وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قد عبرت أثناء المؤتمر الدولي، الذي عقد في جنيف الشهر الماضي وخصص لمأساة اللاجئين والمرحلين العراقيين، عن الأمل في أن تستقبل البلدان الغنية هذا العام 20 ألف عراقي، يتّـسم وضعهم بهشاشة كبيرة، وقد قصدت المفوضية الأشخاص الذين يعانون من مخلّـفات أعمال العنف أو الذين تعرضوا للتعذيب أو النساء أو الأطفال المهملين.

وقد أقرّ المؤتمر بالحاجة المستعجلة لمساعدة حوالي أربع ملايين شخص أجبِـروا على الفرار إلى البلدان المجاورة (حيث لجأ حوالي مليوني شخص إلى سوريا والأردن) أو اضطروا للنزوح إلى أماكن أخرى داخل العراق. وطِـبقا للإحصائيات المتوفرة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يفِـر حوالي 50 ألف شخص من بيوتهم في العراق في كل شهر.

وكانت برن قد أعلنت في نفس المؤتمر، عن مضاعفة ميزانيتها المخصصة لمساعدة العراقيين المرحلين، لتصل إلى 4 ملايين فرنك.

برنامج إنساني

على صعيد آخر، دعت المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين، السلطات السويسرية إلى تجديد العمل ببرنامج إنساني، للمساعدة على التخفيف من الأزمة.

وقالت المنظمة في بيان صادر عنها، “ندعو الحكومة السويسرية إلى الموافقة على استقبال حصّـة من اللاجئين العراقيين من البلدان المجاورة للعراق بشكل دوري”، وأضافت المنظمة “أن سويسرا تتوفر على القدرات الضرورية لاستقبال المزيد من الأشخاص المرحلين من العراق، نظرا لأن عدد طالبي اللجوء من بلدان منطقة البلقان قد تراجعت بشكل ملموس”.

يُـشار إلى أن سويسرا قد استقبلت في الأعوام التي سبقت عام 1995 بانتظام، بضعة مئات من اللاجئين العراقيين، استجابة لطلب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، لكن هذه الممارسة توقفت فيما بعد بسبب منح الأولوية لطالبي اللجوء الوافدين من جمهوريات يوغسلافيا السابقة، بعد اندلاع الحرب فيها.

سويس انفو مع الوكالات

يوم 3 مايو، أعلنت برن أنه أصبح بالإمكان إعادة طالبي اللجوء العراقيين القادمين من المحافظات الشمالية الثلاث في البلاد، الخاضعة للإدارة الكردية.

يرى المكتب الفدرالي للهجرة أنه من المعقول أن تتم المطالبة بعمليات الطرد هذه، نظرا لأن “هذه المحافظات الثلاث لا تشهد وضعا يتّـسم بعنف شامل”.

يوم 9 مايو، أدى انفجار شاحنة مفخخة إلى مقتل 15 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح في أربيل، عاصمة كردستان العراق.

يوم 13 مايو، شهدت مدينة مخمور، ذات الأغلبية الكردية، والواقعة على بعد 50 كلم، جنوب أربيل (لكنها خارج منطقة الحكم الذاتي الكردي) انفجار سيارة أخرى مفخخة ما أدى إلى مقتل 45 شخصا وإصابة 115 آخرين بجروح.

يمكن لطالبي اللجوء العراقيين في سويسرا، الذين يختارون المغادرة من تلقاء أنفسهم، الاستفادة منم برنامج المساعدة على العودة، الذي ينص بالخصوص على تقديم مساعدة بألفي دولار للشخص الواحد. ومن بين 550 شخصا سجلوا أسماءهم في هذا البرنامج إلى حد هذا اليوم، غادر 470 منهم سويسرا بعد.

طِـبقا لأرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يغادر العراق كل شهر حوالي 50 ألف شخص.
تشير التقديرات إلى أن عدد العراقيين الذين نزحوا إلى أماكن أخرى داخل البلاد، يصل إلى مليون و900 ألف شخص.
يبلغ عدد الذين فروا إلى البلدان المجاورة، وخاصة سوريا والأردن، إلى حوالي مليوني شخص.
تستقبل سويسرا حاليا أكثر من 5000 لاجئ عراقي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية