مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بزشكيان يتهم ترامب بالسعي لإرضاخ إيران

afp_tickers

اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان  الإثنين نظيره الأميركي دونالد ترامب بالسعي إلى “إرضاخ” بلاده، في كلمة ألقاها في الذكرى السادسة والأربعين للثورة الإسلامية التي أطاحت نظام الشاه.

وأطاحت الثورة الحكومة الموالية للولايات المتحدة في إيران، وأدى احتجاز دبلوماسيين أميركيين في طهران لاحقا إلى عقود من العداء بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

وهذا العام، تكتسي الاحتفالات طابعا خاصا بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض. فخلال فترة ولايته الأولى، اتبع الرئيس الأميركي سياسة “الضغوط القصوى” ضد الجمهورية الإسلامية.

وفي الصباح، تجمعت الحشود في أماكن عامة في كل أنحاء إيران، على وقع أغان شعبية وأناشيد وطنية للاحتفال بذكرى إطاحة الشاه محمد رضا بهلوي.

من جهتهم، توجّه سكان طهران إلى مكان التجمع الرئيسي حول برج آزادي (“الحرية” بالفارسية) في غرب العاصمة، للاستماع إلى كلمة الرئيس.

وقال بزشكيان “يقول ترامب: نريد التباحث (مع إيران) … ويوقّع في مذكرة على كل المؤامرات لإرضاخ ثورتنا”، في إشارة إلى إعلان واشنطن الأسبوع الماضي فرض عقوبات جديدة على طهران.

وأكد الرئيس الإيراني “نحن لا نسعى إلى الحرب” وإيران “لن ترضخ أبدا للأجانب”.

وخرجت الحشود إلى الشوارع في شيراز وبندر عباس (جنوب) ورشت (شمال) ومشهد (شرق) وكرمانشاه وسنادج (غرب) مرددين شعارات معادية لأميركا وإسرائيل، بحسب صور تلفزيونية.

ورفع المشاركون في المسيرات، وبينهم الكثير من العائلات، أعلام إيران ورايات الفصائل الموالية لها، بما في ذلك حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى صور المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

كذلك، عُرضت نسخ طبق الأصل من صواريخ ومعدات عسكرية إيرانية الصنع.

– “لا يمكنكم الوثوق بأميركا!” –

وتسلق أطفال لفّوا أنفسهم بالعلم الإيراني، نظام دفاع جوي، فيما حمل البعض صورا لخامنئي.

وقالت بارفانه سماخاني، وهي مدرّسة تبلغ 52 عاما، إن “التفاوض مع الولايات المتحدة بلا جدوى لأنهم (الأميركيون) يكذبون”.

خلال ولايته الأولى التي انتهت عام 2021، انتهج ترامب سياسة “الضغوط القصوى” على إيران، وهو نهج استعاده منذ عودته إلى البيت الأبيض.

وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، ناسفا صفقة كانت تقضي بتخفيف العقوبات على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

ومع توقيعه الأمر التنفيذي الذي يطلب من الإدارات الأميركية إعداد عقوبات جديدة ضد إيران في 4 شباط/فبراير، أعرب ترامب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى “اتفاق مع إيران وبعدها يمكن الجميع العيش معا”.

لكن الرئيس الأميركي حذر من “محو إيران من الوجود” إذا اغتالته.

وأضافت سماخاني “قدمت إيران العديد من التنازلات، لكن بعد ذلك جاء ترامب ومزق الاتفاق”.

وتابعت “لا يمكنكم الوثوق بأميركا!” فيما لوّح البعض برسوم كاريكاتورية لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

بدوره، قال مهدي سجادفار، وهو صاحب متجر يبلغ 24 عاما، إنه مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض “التاريخ يعيد نفسه … كل شيء يكون كذبا” عندما يتعلق بالولايات المتحدة، فيما هتف متظاهرون “الموت لأميركا”.

وأكد بزشكيان في خطابه الاثنين “أميركا تعتقد أنها قادرة على إرضاخ إيران من خلال زرع الانقسام” بين مكونات الأمة الإيرانية. وأضاف “إذا وقفنا يدا بيد فإننا سنكون قادرين على حل كل مشكلات البلاد”. 

ويحيي الإيرانيون في هذا اليوم ذكرى سقوط الحكومة الأخيرة في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، بعد أيام من عودة الإمام آية الله روح الله الخميني الى البلاد في الأول من شباط/فبراير 1979. وكان الشاه غادر في كانون الثاني/يناير بعد أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه.

وفي الأيام الأخيرة، دعا العديد من المسؤولين الشعب إلى المشاركة بأعداد كبيرة في الاحتفالات بعد إعلان ترامب العقوبات الجديدة على إيران.

اب/الح/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية