The Swiss voice in the world since 1935

بعد مئة يوم من عودته: ترامب يستمتع بوقته رغم تراجع شعبيته

afp_tickers

بعد مئة يوم من الفوضى والغضب اللذين انعكسا في انخفاض التأييد لدونالد ترامب في استطلاعات الرأي، يأمل الرئيس الأميركي أن يظفر بإعجاب أنصاره المطلق خلال تجمّع حاشد الثلاثاء.

ولهذه المناسبة الرمزية خلال فترة ولايته الثانية، يعود الرئيس الجمهوري إلى موقع شهد أحد آخر تجمّعاته الانتخابية، في وارن في ولاية ميشيغان الشمالية التي كانت من الولايات الحاسمة في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال ترامب لصحافيين في مجلة “ذي أتلانتك”، “في الولاية الأولى، كان علي القيام بأمرَين: إدارة البلاد والنجاة بنفسي، وكان كلّ هؤلاء المحتالين حولي”، في إشارة إلى تشكيلة الوزراء والمستشارين خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021).

وأضاف متباهيا، “في الولاية الثانية، أقود البلاد والعالم … واستمتع كثيرا بوقتي”.

ما زال العديد من ناخبي قطب العقارات السابق موالين له. وقالت كارن ماينر التي تدير متجرا للنبيذ في رينو بنيفادا، لوكالة فرانس برس، “إنّه يدرك ما يفعله”. 

– “لا مثيل له” –

من جانبه، قال فرانك تيوتي وهو عامل متقاعد من نيوهامشير، “حتى الآن، أنا سعيد جدا بما يفعله”، معربا في الوقت ذاته عن “بعض القلق بشأن الاقتصاد”. 

وسيكون الاقتصاد على قائمة المؤتمر الصحافي الذي تعقده المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء، بعدما خصّصت إحاطتها الصحافية الإثنين لسياسة الهجرة.

وقال توم هومان الذي ينفّذ برنامج الترحيل الجماعي الضخم في إدارة ترامب أمام الصحافيين، إنّ الرئيس الأميركي “لا مثيل له، لا يجاريه أحد”.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، وإحاطة نفسه بالمخلصين له، يتصرف ترامب بحرية تامة ساء في مجال الرسوم الجمركية والسياسة الخارجية أو للانتقام من خصومه السياسيين.

في قاعة الشرف في البيت الأبيض، استبدل صورة الرئيس السابق باراك أوباما بلوحة مستوحاة من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها.

أما في المكتب البيضوي، فأحاط الملياردير المعروف بذوقه المتكلّف الباذخ، نفسه بمقتنيات مذهبة.

وقام بتوسيع حدود سلطته الرئاسية، ووقّع حتى الآن أكثر من 140 مرسوما.

– مواجهات –

من بينها مرسوم يلغي الحق الذي يضمنه الدستور بالحصول على المواطنة بالولادة، وهاجم جامعات ومكاتب محاماة وألغى سياسات بيئية، وكلّف حليفه إيلون ماسك بتفكيك مؤسسات فدرالية بذريعة محاربة البيروقراطية، كما أطلق سياسة حمائية شرسة، قبل أن يتراجع جزئيا عنها.

وعندما أمر قضاةً بتعليق بعض المراسيم التي أصدرها، وجدوا أنفسهم في خضم مواجهة غير مسبوقة مع السلطة التنفيذية.

ولا يمكن لدونالد ترامب الذي قامت مسيرته السياسية على إثارة الانقسام وتعميقه، أن يدّعي الاستفادة من شهر العسل السياسي الذي عادةً ما يُرافق المئة يوم الأولى لأي رئيس، فهو شخصية تثير مشاعر متناقضة لدى الأميركيين الذين يوجد عدد ثابت منهم إما يكرهونه بشدة أو يعشقونه بإفراط.

وعلى العكس من ذلك، تتفق استطلاعات الرأي على تسجيل تراجع حاد في شعبيته، الأمر الذي يساهم فيه القلق بشأن سياسة الرسوم الجمركية التي يعتمدها وهجماته على المؤسسات الفدرالية.

وبيَّن استطلاع نشرته صحيفة واشنطن بوست مع شبكة “اي بي سي نيوز” الأحد، أنّ 39 في المئة من الأميركيين فقط “يوافقون” على الطريقة التي يدير بها دونالد ترامب الأمور.

– “بعيدا جدا” –

ورأى 64 في المئة من المستطلعين أنّه يذهب “بعيدا جدا” في محاولته توسيع صلاحيات الرئيس.

ولكن يبقى من المستحيل التنبؤ بمدى قدرة دونالد ترامب وهو في سنّ 78 عاما، على الحفاظ على هذه الوتيرة المحمومة لولايته الثانية.

فقد بدأ الرئيس الجمهوري يبدي علامات على نفاد الصبر، خصوصا في ما يتعلّق بالقضايا الدبلوماسية، بعدما شدّد خلال حملته الانتخابية على إبرام صفقات سريعة.

مثال على ذلك، الحرب في أوكرانيا حيث من الواضح أنّه فشل في الوفاء بوعده الانتخابي بإنهاء الصراع خلال 24 ساعة من عودته للسلطة.

وردا على سؤال مجلة “تايم”، قال “الناس يعرفون أنّني عندما قلت ذلك، كان بنبرة مازحة”. 

اوا/ناش/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية