بعض معتقلي غوانتانامو غير مرحب بهم في سويسرا!
عبرت لجنة برلمانية سويسرية عن رفض استقبال معتقلين صينييْن سابقين في غوانتانامو من الأقلية الإيغورية، بدافع الأسباب الأمنية وأيضا لعدم إغضاب الصين التي هددت بأن ذلك قد يعكر صفو العلاقات بين البلدين.
بأغلبية 15 صوتا مقابل 10، وجهت لجنة الشؤون الأمنية التابعة لمجلس النواب السويسري توصية للحكومة الفدرالية مفادها أنه لا ينبغي أن تستقبل سويسرا سجينين سابقين في معتقل غوانتانامو إضافة الى السجين السابق من أوزباكستان.
ويتعلق الأمر بشقيقين صينيين من أقلية الإيغور المسلمة كانت دويلة الجورا السويسرية قد أعلنت عن استعدادها لاستقبالهما استجابة للنداء الذي وجهته الحكومة الفدرالية .
لكن لجنة الأمن التابعة لمجلس النواب السويسري، وكما أوضح رئيسها جاكوب بوخلر أمام الصحافة، أكتفت بتقديم توصية، تاركة الأمر بين ايدي الحكومة الفدرالية لاتخاذ القرار النهائي بخصوص استقبال الصينيين. تعليل اللجنة لهذا التحفظ بخصوص استقبال السجينين الصينيين يتمثل في اعتبارات أمنية وفي عدم الرغبة في تعكير العلاقات مع الصين.
وكانت الصين قد أوضحت في خطاب وجهه سفيرها لدى سويسرا لوزيرة العدل والشرطة السويسرية السيدة إيفلين فيدمر-شلومبف، تطالبها فيه بـ “عدم استقبال الشقيقين الأيغوريين المعتقلين حاليا في غوانتانامو” منتهية الى التحذير من “أن العلاقات الصينية السويسرية قد تتضرر”.
حملة تضليل
لكن أنصار استقبال السجناء السابقين في غوانتانامو، ومن بينهم أعضاء المجموعة البرلمانية من أجل حقوق الإنسان، يرون في ذلك “حملة تضليل تقوم بها السلطات الصينية بإدعائها أن الشقيقين الأيغوريين من الإرهابيين الخطرين”.
وقد أوضحت هذه المجموعة التي ينتمي إليها عضو مجلس الشيوخ ديك مارتي الذي كشف عن فضحية السجون السرية في المجلس الأوربي، بأن “الشقيقين لا يوجدان على اية قائمة دولية للإرهاب، وبالتالي يمكن لسويسرا أن تستقبلهما لأسباب إنسانية وأن تمنحهما فرصة إعادة تنظيم حياتهما في كرامة وآمان”.
وتناصر هذا الموقف منظمة العفو الدولية التي ذكّرت بأن “إعادة الشقيقين الايغوريين الى الصين قد يعرضهما للمضايقات”.
وقد بلغ عدد الأيغور المعتقلين في غوانتانامو 22 سجينا تمت تبرئتهم جميعا وتم نقل 5 منهم الى ألبانيا و4 الى جزر البيرمود و6 الى جزر بالاو في المحيط الهادئ.
وستتقابل وزيرة العدل والشرطة في نهاية شهر يناير مع سلطات دويلة الجورا لمناقشة هذا الموضوع. لكن وزير العدل والشرطة في دويلة الجور شارل جوييار أوضح في حديث إذاعي بأن ” الحكومة الفدرالية بإمكانها أن تتخذ قرارها بدون مقابلة مسؤولي دويلة الجورا … كما انها لا يجب أن تحتمي وراء قرار الكانتونات من أجل تحديد معالم السياسة الخارجية”.
ونذكر بأن سويسرا كانت أول بلد أعلن على لسان وزيرة الخارجية ميشلين كالمي-ري عن الاستعداد لاستقبال سجناء سابقين في سجن غوانتانامو تتم تبرئتهم. لكن السلطات لم تكن تتوقع ظهور هذه المعارضة الداخلية، او التهديد الصيني.
swissinfo.ch مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.