بعيدٌ عن العين .. قريب من القلب
تحرصُ الجالية السويسرية في الخارج على مشاركة احتفاء أبناء الكنفدارالية في الداخل بالعيد الوطني في غرة أغسطس من كل عام.
فمن برلين مرورا بواشنطن ووصولا إلى بايجينغ، تُقيم الجالية السويسرية احتفالات على إيقاع موسيقى الألب ونكهة الوجبات التقليدية. الفرق الوحيد.. اختلاف ميزانية كل جالية حيث تترواح التكاليف بين 1000 و400 ألف فرنك!
بينما يُمثـل تدشينُ ساحة القصر الفدرالي الجديدة – بنافوراتها الست والعشرين – في العاصمة برن الحدث الأبرز خلال احتفالات سويسرا بعيدها الوطني هذا العام، يواصلُ أبناء الكنفدرالية في الخارج احتفالاتهم بهذه المناسبة في أجواء تقليدية محضة.
ففي برلين التي تحول فيها الاحتفال بالعيد الوطني السويسري إلى “حدث” ضخم لترويج صورة الكنفدرالية في الخارج بفضل السفير السابق ثوماس بورر وزوجته ملكة الجمال السابقة لولاية تيكساس الأمريكية شاون فيلدينغ، تُقدر تكلفة احتفالات هذا العام بـ380 ألف فرنك!
وفي محاولة لتفادي انتقادات دافعي الضرائب في سويسرا لإنفاق هذا المبلغ الهام في يوم واحد والذي يُفترض أنه يُمول من خزانة الضرائب الفدرالية، أوضحت المسؤولة عن قسم الإعلام في السفارة السويسرية في برلين أن النفقات ستغطى من طرف ممولين سويسريين.
وسيحل كانتون برن ضيف شرف على الاحتفال الشعبي الضخم الذي ينظم هذا العام وسط العاصمة الألمانية برلين في شارع “أونتر دين ليندن” المشهور. وُينتظر توافد أكثر من 10 آلاف شخص على الوليمة السويسرية لتذوق أكلات محلية مُتنوعة.
وفي المساء، تقام حفلة “انتقائية” في مبنى السفارة السويسرية ستحضرها الشخصيات الدبلوماسية ومسؤولون سامون. ومن بين ضيوف الشرف وزير الدفاع السويسري سامويل شميد.
أجواء بيكين وواشنطن
وعلى بعد آلاف الكيلومترات من برلين، يحتفل أبناء الكنفدرالية الـ340 المقيمون في العاصمة الصينية بالعيد الوطني بميزانية متواضعة لا تتجاوز 6000 فرنك. وتُنظم الحفل الجمعية السويسرية في بيكين بالتعاون مع السفارة. وأوضح رئيس الجمعية جون فويلاموز أن المدعوين يدفعون معدل 40 فرنكا للحصول على تذكرة الدخول التي تسمح لهم بتناول وجبات “الراكليت” و”الفوندو” السويسرية التقليدية المشهورة في فندق من أربع نجوم، والاستمتاع بنغمات أوركسترا من كانتون غلاروس.
وستنتهز السفارة السويسرية في بيكين المناسبة لإطلاق حملة ترويج اقتصادية. وتأتي هذه المبادرة بعد أسابيع قليلة من توقيع برن وبيكين اتفاقا يهدف إلى تسهيل إقامة السياح الصينيين في سويسرا. وسيكون الفاتح من أغسطس 2004 في الصين موعد مغادرة السفير السويسري دومينيك درير لبلاد السور العظيم لتمثيل الكنفدرالية في الهند.
أما في الولايات المتحدة، فسيقام حفل العيد الوطني السويسري في بساتين السفارة في واشنطن ببرنامج تقليدي مائة في المائة حيث سيتحف عازفو أبواق الألب المعروفة في سويسرا باسم “اليُودل” المدعويين الـسبع مائة. وأشارت روزماري موريس من النادي السويسري الذي يمول الحفل أن الميزانية المخصصة للسهرة تبلغ 6100 فرنك تم تجمعيها بفضل مساهمات أفراد الجالية السويسرية.
الاحتفال أهم من الميزانية
وبعيدا عن أبهة احتفالات برلين أو واشنطن، تقيم الجالية السويسرية حفلات بسيطة في القارة السمراء وأستراليا. فقد أعلنت السفارة السويسرية في الجزائر العاصمة عن تنظيم حفل صغير سيكلف ما بين 1000 و1500 فرنك. ولن تحيي الحفل فرقة موسيقية سويسرية بل سيتم الاكتفاء بالاستماع إلى الأغاني الفلكلورية.
وفي نفس الأجواء المتواضعة، تحيي الجالية السويسرية المقيمة في العاصمة الأسترالية كامبيرا (460 شخصا) اليوم الوطني في مزرعة يديرها سويسريون.
وفي إسرائيل، سيُحتفل بالعيد الوطني السويسري في قرية الأطفال بكفار ييريم في منطقة أبو غوش العربية الإسرائيلية. وتأوي هذه القرية الواقعة على بعد 15 كيلومترا عن القدس أطفالا ينحدرون في غالب الأحيان من أسر معوزة. أما تمويل الخدمات الأساسية بالنسبة لهؤلاء الأطفال، من مدارس ومساعدين اجتماعيين وأطباء نفسيين، فيتكفل به مانحون سويسريون.
وينظم حفلَ العيد الوطني فرعا النادي السويسري في كل من تل أبيب والقدس. وفضلا عن الوجبات التقليدية والموسيقى الفلكلورية، يقترح المنظمون قرعة تُكسب الفائز رحلة جوية من تل أبيب إلى زيوريخ على متن شركة الطيران السويسرية “سويس”. ودعي للحفل ما بين 200 و300 شخص مقابل تذكرة دخول بسعر 21 فرنكا. ويذكر هنا أن الجالية السويسرية في إسرائيل لا تقل عن 10712 شخصا، من بينهم 8338 يحملون الجنسيتين السويسرية والإسرائيلية حسب إحصائيات وزارة الخارجية السويسرية.
وعن تنظيم الجاليات السويسرية لحفلات العيد الوطني في الخارج، تقول المتحدثة باسم وزارة الخارجية كارين كاري إنه لا يوجد أي قانون خاص لتنظيم أو تمويل الاحتفال في الخارج.
فإما تتولى السفارة تنظيم حفل في مقرها بدعوة أبناء الجالية ومسؤولين من البلد المضيف – وفي مثل هذه الحفلات تتم تغطية تكاليف الوجبات من الميزانية المرصودة لكل سفارة. أو يتم اللجوء إلى الممولين في حال تنظيم حفلات ضخمة مثل تلك التي تشهدها برلين، أو تعتمد الجمعيات والنوادي السويسرية على مساهمات أفراد الجالية التي تؤدي ثمن تذكرة الدخول. وفي هذه الحالات، تقدم السفارات السويسرية دعما ماديا أو لوجستيا.
سويس انفو مع الوكالات
في نهاية عام 2003، بلغ عدد السويسريين المقيمين في الخارج المسجلون في مكاتب التمثيل الدبلوماسي 612562
يعيش نصف المغتربين السويسريين في أوروبا
تظل أعداد الجالية السويسرية مستقرة في مختلف أنحاء العالم
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.