مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بلينكن يحض في ختام جولة شرق أوسطية على التوصل لاتفاق هدنة في غزة

afp_tickers

شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء في الدوحة على أن “الوقت داهم” للتوصل إلى هدنة في غزة، وذلك في ختام جولة شرق أوسطية سعى خلالها لإقناع كل من إسرائيل وحركة حماس بالموافقة على “خطة تسوية” طرحتها واشنطن.

وفي محطّة بلينكن المقتضبة جداً في الدوحة في ختام هذه الجولة التاسعة له في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة، لم يلتق الوزير الأميركي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وفي تصريح أدلى به على مدرج مطار الدوحة قبيل مغادرته عائدا إلى واشنطن، جدّد بلينكن دعوته حماس للموافقة على “خطة التسوية” الجديدة التي طرحتها واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة والتي أكّد أنّ إسرائيل وافقت عليها.

وأضاف “هذا الأمر يجب أن يُنجز، ويجب أن يُنجز في الأيام المقبلة، وسنفعل كل ما أمكن لإنجازه”.

وتتبادل الدولة العبرية وحماس الاتهامات بتعطيل التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في القطاع المحاصر والمدمر والذي خلفت فيه الردود الانتقامية الاسرائيلية عشرات آلاف القتلى وتسببت بكارثة صحية وانسانية.

ميدانيا، أسفر القصف الإسرائيلي الثلاثاء عن مقتل أكثر من 24 فلسطينيا في القطاع، بحسب الدفاع المدني المحلي.

من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه عثر في القطاع على جثث ست رهائن احتجزوا خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر.

ووصل بلينكن إلى الدوحة آتياً من العلمين على ساحل مصر الشمالي حيث شدّد إثر لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي على “أهمية مواصلة العمل لتجنب تصعيد اقليمي”، بينما دعا السيسي من جانبه الى “إنهاء الحرب” في غزة.

وكان مقرراً أن يلتقي بلينكن في الدوحة أمير قطر، لكنّ مسؤولا أميركيا قال إن الشيخ تميم بن حمد شعر بتوعك وسيستعاض عن اللقاء بمحادثة هاتفية ستجرى قريبا.

وأجرى بلينكن محادثات مع وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي.

وأشارت الوكالة القطرية إلى أنه جرى خلال الاجتماع استعراض “مستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب”.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية (قنا) فجر الأربعاء أنّ رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية أجرى من كانبيرا حيث يقوم بزيارة رسمية اتصالا هاتفيا بالوزير الأميركي استعرض خلاله الرجلان “آخر تطورات جهود الوساطة المشتركة” حول وقف النار في غزة.

وقالت قنا إنّ المسؤول القطري شدّد على أهمية التوصل لاتفاق “يؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين ويجنّب المنطقة تبعات التصعيد الإقليمي”، مؤكّداً “التزام دولة قطر دورها في الوساطة إلى جوار الشركاء” في مصر والولايات المتحدة و”استمرار جهودها واتصالاتها سعيا نحو إنهاء الحرب وإرساء السلام في المنطقة”.

وكان بلينكن أجرى محادثات في تل أبيب الاثنين، وأعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “أكّد له أن إسرائيل توافق على خطة التسوية” التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، مشدّدا على أن “من واجب” حركة حماس “أن تفعل الشيء نفسه”.

– “ادعاءات مضللة” –

في واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أن حركة حماس “تتراجع” عن خطة الاتفاق المطروحة. وأوضح أن التسوية  “ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهّن بأي شيء”، مضيفا “إسرائيل تقول أن بإمكانها التوصل إلى نتيجة… حماس تتراجع الآن”.

لكنّ حماس اعتبرت أن تصريحات بايدن التي اتهم فيها الحركة بأنها “تتراجع” عن خطة التسوية في غزة، هي “ادعاءات مضلّلة”.

وقالت الحركة الفلسطينية في بيان “تابعنا… باستغرابٍ واستهجان شديدين، التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي جو بايدن والتي ادعى فيها أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من دعوة وزير خارجيته بلينكن للحركة للقبول بالمقترح الأخير”.

واضافت أنّ “تصريحات بايدن وبلينكن هي ادعاءات مضلّلة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقفٍ للعدوان”.

وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية أيار/مايو، ودعت الوسطاء إلى “إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.

وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.

والثلاثاء، انتقد مسؤول أميركي يرافق بلينكن في جولته تصريحات “متشددة” نسبت الى نتانياهو حول استمرار سيطرة إسرائيل على محور “فيلادلفيا” بين قطاع غزة ومصر، مؤكدا أنها لا تساعد في التوصل الى وقف لإطلاق النار مع حماس.

وقبيل مغادرته الدوحة شدّد بلينكن على أن “الوقت داهم” للتوصل إلى هدنة في غزة، ولفت إلى أن الولايات المتحدة ترفض احتلالا إسرائيليا “طويل الأمد” للقطاع.

– جثث رهائن –

وفي وقت تتعرض فيه الحكومة الاسرائيلية لضغوط متزايدة بشأن قضية الرهائن مع تواصل التظاهرات داخل إسرائيل المطالبة باتفاق يتيح الإفراج عنهم، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء العثور على جثث ست رهائن خلال عملية في غزة هم خمسة ذكور سبق أن أعلن مقتلهم خلال الأشهر الماضية. 

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لجماس على إسرائيل أسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى آخر الأرقام الإسرائيلية الرسمية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40173 شخصا على الأقل، وفق الأرقام الأخيرة لوزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين.

– 17 قتيلا  –

على الأرض في قطاع غزة، نزح مزيد من السكان بسبب أوامر بالإخلاء خلال الأيام الماضية وبسبب عمليات عسكرية إسرائيلية. وقلّصت الأوامر والعمليات “المنطقة الإنسانية” في المواصي التي كانت إسرائيل طلبت في السابق من الفلسطينيين اللجوء اليها.

وإضافة الى الضربة التي استهدفت المدرسة، قتل ستة فلسطينيين في رفح (جنوب)، بحسب مصدر طبي، فيما تحدث مصدر طبي آخر عن أربعة قتلى بنيران إسرائيلية في شرق خان يونس.

كذلك، أكد الدفاع المدني أن سبعة اشخاص قتلوا في قصف اسرائيلي لدير البلح (وسط).

وتشهد حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان منذ اندلاع الحرب في غزة تبادل قصف شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط خمسة قتلى بغارات إسرائيلية طالت عصر الثلاثاء وفجر الأربعاء جنوبي لبنان وشرقه، في حين نعى حزب الله أربعة من مقاتليه وأعلن إطلاق “صليات مكثفة من الصواريخ” ومسيّرات انقضاضية على مواقع للجيش الإسرائيلي.

شت/ب ق-ود/بم

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية