مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بين غوانتانامو ومعاهدات جنيف

تظاهرت شعبية أمام مقر المحكمة العليا في واشنطن احتجاجا عى معاملة أسرى جوانتانامو (تاريخ الصورة: 9 فبراير 2005) Keystone

يتجه وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد إلى تحسين ظروف الاعتقال في قاعدة غوانتانامو فيما يبدو حصيلة أولية لزيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر لواشنطن.

وقد تقابل رئيس اللجنة الدولية مع كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير دفاعه رامسفيلد ووزيرة الخارجية كوندولزا رايس.

في مداخلته أمام أعضاء لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأربعاء 16 فبراير، طلب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد من الكونغرس ميزانية 42 مليون دولار من أجل “تحسين ظروف اعتقال الأسرى المحتجزين في قاعدة جوانتانامو”.

واشار رامسفيلد إلى أن “تحسين ظروف الاعتقال في قاعدة جوانتانامو المبرمجة لميزانية العام 2006، يهدف للامتثال للمعايير الواردة في معاهدات جنيف” حسب قوله.

وفي رده على تساؤل لسويس إنفو، عما إذا كان الطلب الذي تقدم به وزير الدفاع نتيجة للضغوط الممارسة مؤخرا من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اكتفى الناطق باسم اللجنة في واشنطن ، سيمون شورنو بالقول “إنه يفضل عدم إصدار أي تعليق”.

ويأتي إعلان وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد غداة الزيارة التي قام بها مؤخرا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر إلى واشنطن، وهي الأولى منذ شهر ديسمبر 2003.

زيارة على أعلى المستويات

وقد اكتست هذه الزيارة طابعا غير عادي، بحيث سمحت للسيد كيللنبيرغر بمقابلة ليس فقط وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، بل أيضا وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، والمستشار الجديد للرئيس الأمريكي في قضايا الأمن القومي ستيفان هادلي، إضافة إلى مقابلة الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه.

وقد أوضح سيمون شورنو، الناطق باسم اللجنة لسويس إنفو، بأن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر اجتمع يوم الثلاثاء 15 فبراير بوزير الدفاع الأمريكي لمدة اربعين دقيقة في مبنى البنتاغون، لمناقشة ما أطلق عليه الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبارة “الاعتقال الأمريكي”.

والمقصود بالاعتقال الأمريكي، ظروف اعتقال أسرى الحرب، سواء في “غوانتانامو، أو في العراق وأفغانستان”. وأضاف سيمون شورنو بأن “لجنة تحقيق تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر ومكونة من 14 خبيرا، أنهت يوم الأربعاء 16 فبراير عملية تفتيش في معتقل جوانتانامو”.

استئناف الحوار

من جهة أخرى، يبدو أن زيارة رئيس الجنة الدولية للصليب الأحمر إلى واشنطن كانت تهدف إلى استئناف الحوار مع إدارة الرئيس بوش بعد فترة طويلة من التوترات.

وقد بلغت تلك التوترات ذروتها في شهر ديسمبر الماضي عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز محتوى التقرير الذي أرسلته اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى البيت الأبيض والذي يصف المعاملات التي يتعرض لها معتقلو جوانتانامو بأنها “قريبة من التعذيب”.

وكان نشر تفاصيل عن هذا التقرير من قبل وسائل الإعلام، قد أرغم الإدارة الأمريكية إلى إصدار تكذيب صارم، ودفع بعض أصدقاءها إلى مهاجمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر واتهامها بـ “الخروج عن عرف الاحتفاظ بالسرية والحياد والانحياز إلى طرف من الأطراف”.

وفي صورة عودة هذه الخلافات بين واشنطن واللجنة الدولية إلى مستوى السرية التي يجب التعامل بها في مثل هذه الحالات، فإن إدارة الرئيس بوش تظل تواجه خلافات علنية مع جهات أخرى حول هذه القضية الشائكة من ضمنها مؤسسات أمريكية داخلية.

القضاء الأمريكي يتدخل

فقد اعتبرت المحكمة العليا الأمريكية في العام الماضي بأن معتقلي غوانتانامو لهم نفس الحقوق مثل المواطنين الأمريكيين خصوصا فيما يتعلق بحق الحصول على دعم المحامين والتعرف على محتوى ملف المحاكمة، وعلى الأدلة المقدمة ضدهم بوجه خاص.

ومنذ صدور هذا القرار عن المحكمة العليا، أصدرت العدالة الأمريكية عدة أحكام في صالح المعتقلين في قضايا رفعها بعضهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بين هؤلاء من لا زال محتجزا في معتقل جوانتانامو ومنهم من أفرج عنه.

وقد ذهبت القاضية الفدرالية جويس جرين، في آخر حكم صدر في 31 يناير الماضي إلى حد اعتبار أن موقف الإدارة الأمريكية “غير شرعي”. إذ اعتبرت القاضية جرين أن المحاكم العسكرية الخاصة التي تم تشكيلها من قبل وزارة الدفاع في جوانتانامو “تتعارض مع القوانين الأمريكية”، وأن على الإدارة الأمريكية معاملة الأسرى “وفقا لمعاهدات جنيف”، وأن “استمرار اعتقال هؤلاء أمر لا مبرر له”.

ماري كريستين بونزوم – واشنطن (نقله إلى العربية: محمد شريف)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية