مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تأييد واضح لا لـُـبـس فيه

swissinfo.ch

أثارت النتيجة الإيجابية للتصويت الشعبي على الإستفتاء حول توسيع حرية تنقل الأشخاص ارتياحا واسعا في وسائل الإعلام السويسرية الصادرة صبيحة الإثنين.

وفيما تنافست الصحف في كيل المديح والإطراء للشعب السويسري، سلطت الضوء على الهزيمة التي مني بها حزب الشعب السويسري (يمين متشدد) والأطراف المؤيدة له.

لوتون (تصدر في جنيف) وصفت الـ “نعم ” بالكريم وعنونت ” نادرا ما يفاجئ السويسريون، أما هذه المرة ..!!” من جهتهم تنافس كتاب الأعمدة والإفتتاحيات في انتقاء الأوصاف : “ناضجون” .. “بعيدو النظر” ..”واثقون” .. معقولون”.. “تجاوزوا المخاوف”.. إلى غير ذلك من النعوت التي حيت تصويت الناخبين.

“لاجيفي” L’Agefi (يومية اقتصادية) أضافت إلى كل ما سبق أن “صورة سويسرا تخرج متميزة من هذا الإقتراع” تجاه الإتحاد الأوروبي خصوصا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن سويسرا هي البلد الوحيد الذي يعترف بـ “أوروبا الكبرى” عبر اقتراع شعبي مثلما نوهت لوماتان (تصدر في لوزان) و بليك (تصدر في زوريخ) ولوكيتيديان جوراسيان (تصدر في دوليمون).

“واضح وبدون أي تردد”

بعد المديح، أطلقت الصحف السويسرية زفرات الإرتياح الشديد لصدور هذه الموافقة على توسيع تطبيق حرية تنقل الأشخاص ليشمل مواطني الدول العشر التي انضمت مؤخرا إلى الإتحاد الأوروبي.

الصحف الناطقة بالألمانية رأت في نتيجة التصويت تمسكا بالمسار الثنائي الذي جاء نتيجة لرفض الناخبين في ديسمبر 1992 انضمام بلادهم إلى المجال الإقتصادي الأوروبي (وتبلور خصوصا من خلال إبرام الحزمة الأولى والثانية من الإتفاقيات الثنائية بين برن وبروكسل) ورفضا للتقدم أكثر باتجاه الإنضمام إلى الإتحاد.

وقد اختلف المعلقون حول تصنيف الـ نعم الواضحة (56% من الناخبين) التي خرجت من صناديق الإقتراع يوم الأحد 25 سبتمبر. فهناك من رأى فيها علامة انفتاح وهناك من ذهب إلى اعتبارها دليلا على البراغماتية والواقعية إلا أن معظمهم أجمعوا على أن التأييد جاء “ساطعا وبدون أي التباس”. كما شددت العديد من الصحف على غياب الإنقسام التقليدي هذه المرة بين المناطق المتحدثة بالألمانية والناطقة بالفرنسية (الذي يطلق عليه تسمية الروشتيغرابن) الذي عادة ما يبرز بحدة عند أي تصويت يتعلق بالسياسة الخارجية.

صحيفة “لا تريبون دي جنيف” لم تتردد في الإعلان عن “جسر هوة الروشتيغرابن” واعتبرت أنه “بفضل سويسرا متحدثة بالألمانية أقل عداء لأوروبا وسويسرا روماندية أقل انحيازا إلى أوروبا تمت إعادة تشكيل الوحدة الوطنية بخصوص الملف الأوروبي”.

صحيفتا لاكسبريس وليمبارسيال (تصدران في نوشاتيل)، اعتبرتا أن نتيجة الأحد تؤكد بشكل نهائي أن “السويسريين تبنوا نهج الإتفاقيات الثنائية”، وفيما أيدت لوماتان بالقول: “تأييد واسع للمسار الثنائي”، ذهبت لوتون إلى الحديث عن: “تتويج لعشرة أعوام من المفاوضات الثنائية” واعتبرت أن “السياسة الأوروبية للحكومة الفدرالية تربح على طول الخط”.

علاقة عقلانية

في المقابل، بدت صحيفة “24 ساعة” الصادرة في لوزان أكثر تحفظا حيث قالت: “إنها نعم موزونة جاءت بعد نقاش مستفيض وتفكير معمق” ورأت أن موافقة الناخبين أشبه ما يكون بـ “عقد معاشرة معقول يقتصر على المسائل المادية قبل الزواج القسري”.

من جهتها، رأت صحيفة “دير بوند” الصادرة في برن أن نتيجة التصويت تعكس “شيئا من الواقعية”، في حين اعتبرت صحيفة تاغس أنتسايغر (تصدر في زيورخ) أن الأمر يتعلق بـ “براغماتية خالية من المشاعر الفياضة”.

صحيفة لو كوريير (تصدر في جنيف) أبدت توجسها من التعارض القائم بين نتيجة التصويت وبين بنود القانون الفدرالي للأجانب وقالت : “في المقابل، يستعد البرلمان لاعتماد قانون عنصري يُغلق حدودنا عمليا بوجه كل يد عاملة غير أوروبية”.

“شعارات سخيفة”

هذا لا يمنع من القول بأن كل المعلقين تقريبا اتفقوا على القول بأن حزب الشعب السويسري و”منظمة العمل من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة” قد تعرضوا إلى خيبة جديدة بعد أقل من أربعة أشهر على تصويت الناخبين لفائدة انضمام سويسرا إلى معاهدة شنغن واتفاقية دبلن.

صحيفة لوماتان استعرضت مجددا “أكاذيب” حزب الشعب السويسري، فيما اعتبرت صحيفتا ليمبارسيال و لاكسبريس أن “اللجوء إلى استعمال شعارات سخيفة عادة ما ينتهي إلى إزعاج السامعين”.

ومثلما كان متوقعا، طرحت معظم الصحف جملة من الأسئلة حول المستقبل الأوروبي لسويسرا بعد أن طُويت الآن صفحة المسار الثنائي. الصحف الناطقة بالألمانية أجمعت على أن نتيجة الخامس والعشرين من سبتمبر لا تعني إجماعا شعبيا على الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي.

صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ (تصدر في زيورخ) ترى أن الأمر لا يستحق أي استعجال وتقول: “يجب أن يدور النقاش داخل الحكومة الفدرالية وفي صفوف الأحزاب”. في المقابل، أعرب عدد من المعلقين في الصحافة الروماندية عن ارتياحهم للأسلوب السويسري في التعاطي مع ملف العلاقة مع الإتحاد الأوروبي، فيما أصر آخرون على اعتبار أن المسار الثنائي “ليس مُرضيا تماما”.

“أسلوب استنفذ أغراضه”

في هذا السياق، ورد في تحليل نشرته “لوتون” أن “المسار الثنائي حفظ مصالح سويسرا دون أن يُساهم في تطوير الإحترام أو الحب للفكرة الأوروبية فيها”، كما اعتبرت أن “هذا الطريق قد استهلك الآن” لذلك تساءلت الصحيفة: “بأي شيء سوف يُستبدل قبل أن يحل أوان ذلك اليوم البعيد (..) لإجراء النقاش الحقيقي حول الإنضمام؟”

جوابا عن هذا التساؤل، قالت لاجيفي فيما يشبه الرد: “فلنحاول الحصول من بروكسل على اتفاق شامل ينقش هذا العدد الكبير من الإتفاقيات الثنائية في الصخر”، أما “لوكيتيديان جوراسيان” فدعت من جهتها إلى إقامة “شراكة أكثر استقرار على المدى البعيد” أشبه ما تكون بـ “فضاء اقتصادي جديد”.

خلاصة القول: “على الحكومة الفدرالية أن تضع على الطاولة جميع الملفات وأن تقرر وتيرة مسيرتنا باتجاه أوروبا .. التي لن يُوقفها شيء”، حسب تكهنات لوماتان.

سويس إنفو

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية