خلال الحرب العالمية الثانية، كان برونر (1908- 1995)، الذي سافر حول العالم كمصور صحفي في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، مقيدا في تحركاته. لذلك قرّر هذا المصوّر الشغوف بتسلّق الجبال استكشاف الجبال الكائنة في كانتون غراوبوندن. ولدى مروره بالقرى الواقعة في هذه المناطق كان يلتقط صورا للأطفال فيها.
لكن برونر لم يصادف لقاؤه للأطفال هذا بالحظ، كما أنه لم يرغب في إعادة إنتاج “عالم يشبه هايدي”. وبدلا من ذلك، طلب المصوّر من الأطفال الوقوف أمام خلفيات مُحايدة، وغالبا بمفردهم، والنظر مباشرة إلى عدسة الكاميرا من مسافة قريبة. وبهذه الطريقة، أصبحت الاختلافات الدقيقة بين الأطفال أكثر وضوحا.
جاءت صور برونر مفعمة بالذكريات وغنية بالعواطف والأمل والخبرات. أما وجوه الأاطفال فكانت كاشفة للغاية وشفافة.. فهم إما متمردون أو خائفون أو سعداء أو حزينون أو فخورون،… بل يُمكن في بعض الأحيان التمييز بين الأطفال من القرى أو العائلات الجبلية المختلفة، بناءً على ملامح وجوههم أو تسريحة شعرهم أو ملابسهم.
اليوم، يُشار إلى هذه الطريقة في العمل بالتصوير الفوتوغرافي المفاهيمي، لكن ربما لم يكن برونر على علم بذلك في ذلك الوقت. لقد اختار ببساطة أن يكون عنوان مشروعه “أطفال الجبال”. لم يكتب أسماءهم ، بل اكتفى بذكر القرى التي كانوا يعيشون فيها ثم قام بتخزين أشرطة التصوير في صندوق.
تنظم ثلاث مؤسسات ثقافية حاليا معارض في سورفيلفا (الكائنة في منطقة إنغادين العليا) تستمر حتى نهاية مايو 2021 تسلط الضوء على حياة وعمل الأشخاص الذين كانوا يعيشون في الجبال في النصف الأوّل من القرن العشرين. كما يتم عرض الصور التي التقطها إميل برونر بهذه المناسبة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
الأكواخ الجبلية السويسرية تفتح أبوابها.. جزئيا
تم نشر هذا المحتوى على
الأكواخ والملاجئ الجبلية هي من بين فضاءات الاستقبال التي سمحت لها الحكومة السويسرية بإعادة فتح أبوابها اعتبارًا من يوم 11 مايو. هناك حوالي مائتان وخمسون كوخا في سويسرا، وهي جزء من شبكة تتوزع عبر سلسلة جبال الألب (التي تشق عدة بلدان أوروبية من بينها فرنسا وإيطاليا والنمسا) يبلغ عددها حوالي 1200. وهي توفّـر أسِرّة لعشرات…
تم نشر هذا المحتوى على
الكوخ الألبي (نسبة لجبال الألب) المسمى كيزيرغ ألب (Klaisereggalp)، الذي يتواجد على ارتفاع 1.799 متراً، فارغ، لا أحد في المنزل، لكن الباب مفتوح، ولا يزال الموقد يحتفظ ببعض الجمرات والضباب يتسلل من الخارج إلى المطبخ، الطقس بارد وضوء الغرفة خافت. في طريقي إلى الأعلى كنت بالكاد أرى شيئاً على بعد خمسين متر أمامي. بعد ساعتين…
تم نشر هذا المحتوى على
الجسور الشاهقة والمناظر الجبلية الخلابة وشوارع مدينة زيورخ المهجورة تقريبا... كانت صور جان أدولف براون تتمتع بشعبية واسعة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولعل السر في ذلك يكمن في أن الهاتف الذكي لم يكن قد اُخترع بعد .
تم نشر هذا المحتوى على
هذا التحقيق المصور، إذا جاز التعبير، يُمثل حصيلة سنوات من العمل الجاد، حاز بفضله صاحبه مؤخرا على تكريم بمنحه الجائزة السويسرية للتصوير الصحفي لعام 2014. ما يمكن ملاحظته من خلال هذه الصور، هو أن رومانو ريدو كان قريبا جدا من الحيوانات وعايش الأنشطة المحيطة بها ما يجعل عمله نابعا من تجربته الخاصة. وفي معرض حديثه…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.