تجميد نشاط الصليب الأحمر في بغداد
جمدت قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نشاطها في العاصمة العراقية يوم الأربعاء إلى أن تتضح الأوضاع الأمنية
وجاء قرار اللجنة الدولية بعد وفاة أحد مبعوثيها عقب تعرضه لإطلاق نار يوم الثلاثاء
جمدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نشاطها في العاصمة العراقية بغداد يوم الأربعاء في انتظار أن تتضح الأوضاع الأمنية. وفي حديث لسويس إنفو، أوضحت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف ندى دوماني “بأن الفوضى السائدة في العاصمة العراقية، التي تفاقمت اليوم، حالت دون خروج موظفي اللجنة الدولية من مكاتبهم”.
وتعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر المنظمة الإنسانية الدولية الوحيدة التي كان لها تواجد طوال هذه الحرب في العراق، ليس فقط في بغداد بل أيضا في البصرة وفي الشمال العراقي.
وترى الناطقة باسم اللجنة الدولية أن حالة الفوضى السائدة في بغداد “لا تسمح بالخروج خارج مكاتبها”.
فقدان مبعوث كندي
وقد أعلنت اللجنة الدولية في وقت سابق عن فقدان أحد مبعوثيها العاملين في بغداد وهو الكندي واتش أرسلانيان البالغ من العمر ثمانية وأربعين عاما.
وكما أوضحت الناطقة باسم اللجنة الدولية في جنيف، كان أرسلانيان يقوم بزيارة المستشفيات في العاصمة العراقية بغداد وتوزيع الأدوية والمعدات عليها برفقة موظفين محليين تابعين للجنة الدولية.
وقد تعرض في حدود الخامسة والنصف من يوم الثلاثاء لعمليات إطلاق نار، لم تحدد اللجنة الدولية ما إذا كانت تستهدفه مباشرة ام بشكل عرضي. ولم يتمكن مرافقاه من إسعافه نتيجة لتواصل إطلاق النار.
ولئن استبعدت الناطقة باسم اللجنة أن يكون هذا الحادث هو الباعث على تجميد عمل اللجنة الدولية، فإنها تعتبر “أنه خير مثال عن حجم الفوضى السائدة في العاصمة بغداد”
هو وضع المدنيين؟
وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها اللجنة الدولية منذ أكثر من 20 ساعة، لم تتمكن من الوصول إلى مبعوثها الجريح والمتواجد في سيارته في احد أحياء بغداد.
وإذا كان موظفو اللجنة الدولية يتعرضون لإطلاق النار ولا يستطيع أحد إنقاذهم، فكيف هي أوضاع المدنيين في بغداد اليوم؟ تقول الناطقة باسم اللجنة الدولية “إن اللجنة تشعر بالقلق تجاه هذا الوضع الذي يعيشه المدنيون”، مشيرة إلى تكثيف اللجنة الدولية نداءات موجهة لجميع الأطراف المتحاربة من أجل السماح بإجلاء الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات”.
وجدير بالذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت قد أطلقت قبل يومين جرس الإنذار بخصوص وضع المستشفيات التي قالت إنها لم تعد قادرة على استيعاب الجرحى. كما أن منظمة الصحة العالمية أشارت يوم الثلاثاء إلى أن المستشفيات بدأت تفتقر لبعض الأدوية والمعدات الجراحية، وأن بعض وسائل الإعلام نقلت عن أن الأطباء بدأوا يقومون بعمليات جراحية بدون تخدير.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.