تحذير من أزمة غذاء كبرى!
حذر برنامج الغذاء العالمي من مخاطر انهيار برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق في حين لم توف الدول المانحة بتعهداتها المالية لتخزين مواد الاغاثة.
وأشاد مدير البرنامج بالدور الذي قامت به سويسرا للتعريف بالمخاطر الإنسانية الناجمة عن حرب محتملة من خلال تنظيم ندوة دولية حول التأثيرات الإنسانية للحرب.
قد يواجه برنامج الغذاء العالمي أكبر أزمة في تاريخه لو انهار برنامج النفط مقابل الغذاء واضطر إلى تقديم المساعدة للشعب العراقي بأكمله. هذا ما يستخلص من التحذير الصادر عن المنظمة الإنسانية الأممية صباح الجمعة في جنيف.
فقد صرحت الناطقة باسم البرنامج كريستيان بيرتيوم بان “تردد الدول المانحة في تمويل التحضيرات الجارية لتخزين مواد الإغاثة بالمنطقة لا تنبئ بخير فيما يتعلق بمواجهة أزمة محتملة قد تترتب عنها أزمة إنسانية كبرى”.
ويرى برنامج الغذاء العالمي أن شعبا عانى من 12 عشر عاما من الحصار، ويعتمد أكثر من60 % من أفراده على المساعدات المقدمة، قد يواجه أزمة إنسانية كبرى لو أدت الحرب إلى توقيف برنامج النفط مقابل الغذاء.
وعلى الرغم من تكثيف البرنامج خلال الأشهر الأخيرة لعمليات توزيع مواد الإغاثة التي تم جلبها من مناطق مجاورة، فإن الاحتياطي الغذائي لعامة العائلات العراقية لا يكفي لأكثر من ستة أسابيع.
وفي حال توقف برنامج النفط مقابل الغذاء، فان الأمر سيتطلب جلب أكثر من 430 ألف طن من المواد الغذائية شهريا (وهي الكمية التي توزع اليوم في العراق من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء ) من أجل تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.
تردد المجموعة الدولية
وفي الوقت الذي يتحدث فيه برنامج الغذاء العالمي عن احتمال مواجهة أكبر أزمة إنسانية في تاريخه في حال الاضطرار إلى إطعام كامل الشعب العراقي، يجد نفسه أمام شح الموارد المالية وتردد الدول المانحة في الإدلاء صراحة بتعهداتها للمساعدة في الأزمة العراقية المحتملة.
فقد طلب البرنامج، في سياق استعداداته، من الدول والجهات المانحة تقديم 23،5 مليون دولار لتخزين حوالي 32 ألف طن من مواد الإغاثة في المنطقة تحسبا لاندلاع حرب ضد العراق. إلا أن البرنامج لم يتوصل لحد الآن سوى بـ 7،5 مليون دولار، دفعت الولايات المتحدة الأمريكية منها خمسة ملايين.
إشادة بسويسرا
من ضمن النشاطات المكثفة التي يقوم بها مدير برنامج الغذاء العالمي جيمس موريس لحث الدول المانحة على تمويل الاستعدادات الجارية، لقاؤه بوزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي في برن قبل اجتماعه بممثلي الدول المانحة في جنيف يوم الخميس.
وفيما لم تتسرب معلومات عن تعهدات مالية سويسرية جديدة لدعم جهود البرنامج في العراق، فإن البرنامج الأممي يستفيد سنويا بحوالي 35 مليون فرنك من المساعدات الإنسانية التي تقدمها سويسرا.
وأشاد مدير برنامج الغذاء العالمي بالدور القيادي الذي قامت به سويسرا في الميدان الإنساني بدعوتها لتنظيم اجتماع دولي حول التأثيرات الإنسانية لحرب محتملة ضد العراق في منتصف الشهر الماضي بجنيف. وصرح جيمس موريس لسويس إنفو أن “سويسرا قامت بخطوة هامة بتنظيم الاجتماع الإنساني الذي سلط الأضواء على التأثيرات الإنسانية المحتملة وعلى معاناة المدنيين”.
وعبر مدير برنامج الغذاء العالمي عن أمله في أن تساهم سويسرا ماليا في المجهودات المبذولة لمواجهة الأزمة المحتملة في العراق، وأشار إلى أنه يؤمل أن تفوض سويسرا المزيد من الموظفين لمساعدة البرنامج في توزيع مواد الإغاثة على السكان العراقيين.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
يعتمد 60% من الشعب العراقي كلية على مساعدات برنامج النفط مقابل الغذاء
لا يتجاوز المخزون الغذائي للعائلات احتياجات 6 أسابيع
430 ألف طن من المواد الغذائية هي احتياجات الشعب العراقي شهريا
لم تحصل المنظمة إلا على 7،5 مليون من بين 23 مليون دولار تحتاج إليها
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.