ترامب يعطي موظفي التنوع الاجتماعي إجازة مدفوعة ويتشدّد إزاء الهجرة

afp_tickers

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعطاء الموظفين الفدراليين في مكاتب التنوع الاجتماعي إجازة مدفوعة بحلول مساء الأربعاء، كما شدّد سياسات الهجرة، مع استعداده لعرض تفاصيل أجندته في مقابلة في المكتب البيضوي.

وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفت أن العاملين في مكاتب التنوع الاجتماعي في الحكومة الأميركية سيكونون في إجازة مدفوعة اعتبارا من الخامسة بعد ظهر الأربعاء مع تحرك الإدارة الجديدة منذ اليوم الأول لإلغاء برامج تهدف لدعم الأقليات الجنسية.

في الأثناء لوّحت وزارة العدل الأميركية بملاحقة المسؤولين المحليين وسلطات الولايات إذا لم يتعاونوا مع سياسات ترامب المتّصلة بملف الهجرة والتي تتضمن التعهّد بترحيل ملايين من المهاجرين غير النظاميين.

وعملا بأمر تنفيذي وقعه الاثنين بعد ساعات من تنصيبه، تم وقف دخول اللاجئين إلى البلاد. وقالت وزارة الخارجية في رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها إلى مجموعات تعمل مع الوافدين الجدد إنه “تم إلغاء جميع الرحلات المنظمة مسبقا للاجئين للمجيء إلى الولايات المتحدة”.

وطلبت المذكرة من المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عدم نقل اللاجئين إلى مراكز العبور وقالت إن جميع عمليات معالجة الحالات قد تم تعليقها أيضا. 

وقالت إن اللاجئين الذين دخلوا الولايات المتحدة سيستمرون في تلقي الخدمات وفق البرنامج المعتمد.

تعهّد ترامب (78 عاما) وهو الشخص الأكبر سنا الذي يتم تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة بـ”عصر ذهبي جديد” للبلاد، موقعا مجموعة من الأوامر التنفيذية خلال ساعاته الـ24 الأولى في المنصب تتعلق بالهجرة والنوع الاجتماعي والمناخ تلغي الكثير من سياسات الديموقراطي جو بايدن.

وأثناء حملته الانتخابية، انتقد سياسات الحكومة الفدرالية وأوساط الشركات بشأن التنوع والمساواة والإدماج DEI، قائلا إنها تميّز ضد البيض، لا سيما الرجال.

وقالت ليفت في بيان نشرته شبكة “إن بي سي نيوز” إن “الرئيس ترامب عمل على وضع حد لبلاء DEI في حكومتنا الفدرالية وإعادة أميركا إلى مجتمع يقوم على أساس الجدارة حيث يتم توظيف الناس بناء على مهاراتهم، لا لون بشرتهم”.

ويقول محافظون إن خطط بايدن للتنوع والمساواة والإدماج تنطوي على تمييز ضد البيض، خصوصا الرجال.

– جنون –

أصدر ترامب أمرا تنفيذيا في وقت متأخر الثلاثاء ينهي العمل بمبدأ منح أفضلية في منح عقود فدرالية، ليلغي بذلك أمرا تنفيذيا يعود تاريخه إلى عهد الرئيس الديموقراطي ليندون جونسون في ستينيات القرن الماضي.

كذلك وقّع أمرا بوضع حد لـ”جنون” الـDEI في التوظيف لحساب الهيئة الفدرالية للطيران، ملغيا بذلك أمرا تنفيذيا آخر لبايدن.

ويجري الصحافي في شبكة فوكس نيوز شون هانيتي الأربعاء مقابلة مع ترامب في المكتب البيضوي، ستبث الساعة 21,00.

ونهج ترامب المتشدد بدأ ينسحب على كل أجهزة الإدارة الفدرالية.

وجاء في مذكّرة لإميل بوف، مساعد وزير العدل بالإنابة، أن “القانون الفدرالي يمنع السلطات المحلية وسلطات الولايات من مقاومة أو عرقلة وبالتالي عدم الامتثال لأوامر قانونية تتّصل بالهجرة”، مشيرا إلى بند في الدستور بهذا الشأن.

وأعلن ترامب حال طوارئ وطنية عند الحدود مع المكسيك الإثنين، وقرر الأربعاء نشر 1500 عسكري إضافيين هناك، كما تعهّد ترحيل “ملايين” المهاجرين غير النظاميين.

وقال وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو الأربعاء إنه سيعفي وزارته من العمل في قضايا المناخ والقضايا “الثقافية”، في تغيير جذري مقارنة بعهد بايدن الذي عين أول مبعوث أميركي خاص على الإطلاق لحقوق مجتمع الميم.

وأصدر ترامب عفوا عن ألف من مناصريه، بعضهم شارك في اقتحام مقر الكونغرس في السادس من كانون الثاني/يناير.

إلا أن بعض التباعد ظهر بينه وبين أغنى أغنياء العالم إيلون ماسك الذي عيّن لقيادة وكالة فدرالية تعنى بخفض التكاليف.

وانتقد ماسك الأربعاء خطة الاستثمارات الخاصة الضخمة في الذكاء الاصطناعي التي قدمها ترامب قبل يوم، مؤكدا أن الشركاء في هذا المشروع المشترك الجديد “لا يملكون المال” لتمويله.

وكان الرئيس الأميركي كشف النقاب عن شركة مشتركة باسم “ستارغيت” تخطط لتخصيص “500 مليار دولار على الأقل” للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

– “تحلى بالرحمة” –

واجه الرئيس الجديد أيضا تحديات إذ تعرض لهجوم علني نادر من نوعه الثلاثاء من أسقف أثناء القداس التقليدي خلال مراسم تنصيبه.

وقالت ماريان إدغار بود أسقف كاتدرائية واشنطن الوطنية لترامب بينما جلس في الصف الأمامي إلى جانب زوجته ميلانيا “أطلب منك أن تتحلى بالرحمة، السيد الرئيس على تلك المجتمعات التي يخشى الأطفال فيها من أن يتم اقتياد والديهم”.

وأضافت “أطلب منك بأن ترحم الناس في بلدنا الذين يشعرون بالخوف الآن”.

وصباح الأربعاء، ندد ترامب على منصته “تروث سوشال” ببود واصفا إياها بأنها “سيئة” ومطالبا باعتذار.

وكتب ترامب “تلك المدعوة أسقفا التي تحدثت أثناء القداس الوطني صباح الثلاثاء كانت من اليسار الراديكالي المتشدد وكارهة لترامب” من دون أن يذكر اسم بود.

وأضاف “أقحمت كنيستها بعالم السياسة بشكل يفتقر تماما إلى الامتنان. كانت نبرتها سيئة وغير مقنعة ولا ذكية”.

في الأثناء، بدأ ترامب سعيه لتحقيق انتصارات سريعة على الساحة الدولية حيث يثير نهجه ردود فعل عند الحلفاء والخصوم على حد سواء.

وحضّ الرئيس الأميركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء على التوصل لاتفاق يضع حدا للحرب الطاحنة الدائرة في أوكرانيا “على الفور” وإلا فستواجه موسكو رسوما جمركية وعقوبات.

وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال “إذا لم نعقد صفقة، قريبا، لا خيار آخر لدي سوى فرض ضرائب باهظة ورسوم جمركية وعقوبات على كل ما تبيعه روسيا للولايات المتحدة ولدول أخرى”.

دك/لين-ود/ص ك