تساؤلات ما “بعد عرفات”
فيما يشبه الإجماع، حيت الصحافة السويسرية الرمز التاريخي في شخص ياسر عرفات لكن آراء المعلقين تراوحت بين الخوف والأمل على مستقبل عملية السلام في المنطقة.
وقد اعتبرت معظم التحاليل التي أوردتها الصحف السويسرية أن “الكرة توجد الآن في الملعب الإسرائيلي”.
اعترفت الصحف السويسرية الصادرة يوم الجمعة بأن وفاة ياسر عرفات تعني رحيل لاعب بارز على الساحة السياسية الشرق أوسطية لكن ذلك لا يعني بالنسبة لها السقوط في فخ التمجيد حيث لم يتردد المعلقون في توجيه الكثير من الإنتقادات للدور الذي لعبه الزعيم الفلسطيني.
صحيفة “لاليبرتيه” الصادرة في فريبورغ ذهبت إلى أن عرفات “الذي استمر لفترة طويلة جدا، والذي أحدث الكثير من الفراغ من حوله والذي لم يتجرأ على الذهاب إلى أبعد مما ذهب إليه لن يلتحق بمدفن الأيقونات الكونية” حسب تعبيرها.
في نفس السياق، اعتبرت صحيفة لاتريبون دي جنيف أن “المراحل التي مر بها كانت شديدة الإختلاف وأن الأدوار التي لعبها والشخصيات المتتالية التي تقمصها كانت شديدة التباين بما يسمح بالتعليقات الأشد تناقضا بدءا من الثناء من جانب البعض ومرورا بالمحاكمة ووصولا إلى استنكار الفرص الضائعة من طرف البعض الآخر”.
أما صحيفة “بليك” الشعبية فقد ذهبت إلى حد الإستفزاز حيث نشرت على صفحتها الأولى صورة لزوجة ياسر عرفات متسائلة: “هل تعرف أرملته أين توجد ملياراته؟”.
آمال هشة
في المقابل، أجمع المعلقون على أن وفاة المناضل العجوز يمثل “نقطة انطلاق جديدة للسياسة في منطقة الشرق الأوسط”.
صحيفة 24 أور الصادرة بلوزان قالت: “لنترك التاريخ يقيم حصيلة عمله. أما في الوقت الحاضر فيبدو أن غياب الزعيم الفلسطيني يمثل منذ الآن منعرجا في الشرق الأوسط في ظل وجود شكوك بلا شك ولكن مع بعض الآمال الهشة أيضا”.
نفس الإستنتاج توصلت إليه صحيفة تاغس أنتسايغر التي اعتبرت أن رحيل ياسر عرفات يتيح للمنطقة الوصول إلى “ساعة الحقيقة” لكنها أضافت بأنه، “حتى يتم التوصل إلى إقرار السلام، يجب أن يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من التفاهم”، إلا أن الصحيفة استدركت مذكرة بأن الشريكين “لا يتمتعان بنفس الوزن على مائدة المفاوضات”.
الكرة في الملعب الإسرائيلي
الصحف السويسرية اعتبرت أن تقدم عملية السلام متوقف إلى حد بعيد على إسرائيل لذلك كتبت صحيفة لوماتان: “يجدر القول بأنه بعد إعادة تشكيل حكومة شرعية في رام الله فإن الكرة ستصبح في الملعب الإسرائيلي”.
وهو نفس ما ذهبت إليه صحيفة 24 أور التي أشارت إلى أن “الكرة توجد أيضا في ملعب الإسرائيليين (الذي حُـرم من تعلة عرفات) والذين لن يكون بمقدورهم الإكتفاء بمجرد انسحاب من غزة إلا إذا كانوا يرغبون في تعزيز معسكر المتطرفين الفلسطينيين” حسب قول الصحيفة.
من جهة أخرى، لم تغفل الصحف الإشارة إلى مسؤولية الفلسطينيين في تقدم عملية السلام حيث تساءلت صحيفة در بوند: “إن السؤال يتعلق أيضا بمعرفة ما إذا كان لدى الفلسطينيين القدرة على استغلال الديناميكية الناجمة عن وفاة عرفات لمصلحتهم”.
أخيرا، نوهت صحيفة برنر تسايتونغ إلى أن “عرفات لم يمت شهيدا ولكن – كآخرين- بسبب المرض والشيخوخة. لذلك من الآن فصاعدا يجب أن يطوي العمل السياسي حقبة الأبطال والأساطير” حسب رأيها.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.