مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تشديد على الحياد وإقرار بوساطة في الشرق الأوسط

Keystone

أكدت رئيسة الكنفدرالية وجود مفاوضات سرية سورية إسرائيلية بوساطة سويسرية، كما شددت على التزام سويسرا الحياد في صراع الشرق الأوسط مع إدانة الانتهاكات ايا كان مصدرها.

وفي أول لقاء لها مع الصحافة الدولية في بداية سنتها على رأس الكنفدرالية، عددت السيدة ميشلين كالمي ري المواضيع والملفات التي ستوليها اهتماما خاصا خلال عام 2007.

في أول لقاء لها مع الصحافة الدولية منذ توليها رئاسة الكنفدرالية السويسرية في مفتتح العام الجاري، تطرقت السيدة ميشلين كالمي ري صباح الاثنين 22 يناير في النادي السويسري للصحافة بجنيف، للمواضيع التي ستمنحها الأولوية خلال فترة رئاستها.

هذه المواضيع تمتد من القضايا الداخلية إلى الملفات الإقليمية مرورا بكبريات المشاكل العالمية.

تأكيد وساطة سويسرية

إذا كانت الرئيسة السويسرية عادة ما تنتهز مثل هذا اللقاء في بداية السنة لتذكير الصحافة الدولية بالمبادئ والقيم التي تحكم الدبلوماسية السويسرية، فإن الأحداث، وبالأخص ما تم تداوله الأسبوع الماضي عبر وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود مفاوضات سرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة سويسرية، أرغم رئيسة الكنفدرالية على تأكيد ذلك.

فقد أوضحت الرئيسة السويسرية في رد على سؤال أحد الصحفيين العرب، بأن “المفاوضات السرية التي لم تعد سرية بعد نشر وسائل الإعلام لخبر وقوعها الأسبوع الماضي، تمت بالفعل وأن الوسيط فيها كان سويسريا”.

وأضافت السيدة كالمي ري أن “هذه الشخصية السويسرية توجد حاليا في سوريا، وأن كاتب الدولة للخارجية السويسرية سيتوجه الى هناك الأسبوع القادم”.

وجدير بالتذكير أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية كانت قد سربت الأسبوع الماضي بأن “اتفاقات غير رسمية تمت بين الطرفين بشكل سري في اوروبا، بهدف التوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا”.

وكان البيت البيض قد كذب في 17 يناير “أن يكون إسرائيليون وسوريون قد توصلوا في مفاوضات سرية إلى اتفاق بخصوص مرتفعات الجولان”.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد أوردت تفاصيل عن هذا الاتفاق المحتمل بحيث كتبت بأنه ينص على “انسحاب إسرائيل تدريجيا من مرتفعا الجولان الى ما وراء حدود 4 حزيران 1967”. ومقابل ذلك ودائما حسب الصحيفة الإسرائيلية “تتعهد دمشق بوقف دعمها لحزب الله ولحركة حماس الفلسطينية وتبتعد قليلا عن إيران”.

وقد حاولت سويس إنفو الحصول من الرئيسة السويسرية على تأكيد او نفي لما جاء من تفاصيل حول هذا الاتفاق المحتمل بين السوريين والإسرائيليين، غير انها رفضت التعليق على ذلك.

حياد مع إدانة الانتهاكات

وفي ردها على سؤال طرحته صحفية إسرائيلية عما إذا كانت سويسرا تنوي الانحراف عن حيادها في صراع الشرق الأوسط، شددت السيدة كالمي ري على أن لسويسرا دورا خاصا في صراع الشرق الأوسط “نظرا لتكليفها من قبل الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بتقديم تقرير حول مشكلة الجدار الفاصل، كما ان خصوصية دورها تنبع من كونها البلد الراعي لمعاهدات جنيف، ومن هذا المنطلق هي مطالبة كبقية البلدان الموقعة على تلك المعاهدات بالحرص على تطبيق تلك المعاهدات وبالأخص في مناطق الصراعات مثل منطقة الشرق الأوسط”.

وبما أن سويسرا بلد محايد، أوحت رئيسة الكنفدرالية بأنها “من هذا المنطلق، تتحادث مع كل الأطراف بما في ذلك حركة حماس وحزب الله”.

وعما إذا كانت قد حادت عن هذا الحياد أجابت الرئيسة بوضوح “بأن سويسرا لم تنحز في يوم من الأيام لطرف من الأطراف، ولكنها أدانت عدم احترام بنود معاهدات جنيف سواء من قبل حزب الله أو من قبل إسرائيل، فهي إذن أدانت الانتهاكات من الطرفين ولو كانت قد أدانت ذلك من طرف واحد لكانت قد انحرفت عن حيادها وهذا ما لم يقع بالفعل”.

وخلصت رئيسة الكنفدرالية الى التأكيد على “إننا سنواصل التمسك بموقفنا كبلد محايد، وكبلد لا يمارس الازدواجية في المواقف، وكبلد ليست له أجندة خفية أو نوايا خفية والذي يحاول القيام بدور الوسيط او الجسر عندما يكون ذلك ممكنا”.

وأكدت الرئيسة السويسرية إمكانية مقابلتها لكل من الرئيس الفلسطيني ووزيرة الخارجية الإسرائيلية أثناء مشاركتهما في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي سيفتتح أشغاله في منتجع دافوس شرق سويسرا يوم الأربعاء 24 يناير الجاري.

مبادرة جنيف

وفي معرض الرد عن سؤال عما إذا كانت مبادرة جنيف (التي كانت السيدة ميشلين كالمي ري بوصفها وزيرة الخارجية من أبرز الشخصيات التي تجندت لصالحها أثناء إطلاقها في عام 2001) قد تحولت الى مجرد حبر على ورق، أوضحت رئيسة الكنفدرالية بأن “مبادرة جنيف هي بمثابة اتفاق افتراضي، وقد كررت مرارا بأنني متيقنة ومقتنعة من أن أي اتفاق نهائي قد يتم التوصل إليه، وهذا ما نتمناه من كل الأعماق، سيشتمل على أكثر من 90 % من الحلول الواردة في مبادرة جنيف”.

ولكن الرئيسة السويسرية شددت على أن “المشكلة اليوم تكمن في كيفية التوصل الى المفاوضات الفعلية” بين الطرفين.

عام حوار

ولدى استعراضها للأولويات خلال عام توليها رئاسة الكنفدرالية، شددت السيدة ميشلين كالمي ري على ضرورة تعميق الحوار سواء فيما يتعلق بالانشغالات الداخلية أو في علاقات سويسرا مع باقي دول العالم وبالأخص مع دول الاتحاد الأوروبي.

فعلى المستوى الداخلي، ترغب السيدة كالمي ري في تعميق الحوار مع المواطنين وبالأخص في المناطق التي تعرف مشاكل وهو ما سيتم عبر خمس لقاءات يتم تنظيمها في مختلف أنحاء سويسرا.

كما تسعى الرئيسة إلى تعزيز “اندماج” الأجانب، حيث أشارت الى “أن من يتحدثون اللغة الصربية الكرواتية اليوم في سويسرا اكثر عددا ممن يتحدثون اللغة الوطنية الرابعة الرومانش”، الأمر الذي يدعو إلى المطالبة “بمراعاة ما يجمعنا أكثر من مراعاة ما يفرقنا”.

أما فيما يتعلق بعلاقات سويسرا مع باقي أنحاء العالم فقد شددت الرئيسة السويسرية على ضرورة الحوار مع الجميع. لكن هذا الحوار لا يعني التفريط في المصالح السويسرية حيث لم تتردد في مهاجمة “ربط الاتحاد الأوروبي بين اتفاقية التبادل التجاري الحر المبرم مع سويسرا في عام 1972 وبين نظام الضرائب الذي تعتمده الكانتونات السويسرية”، واعتبرت “أن سويسرا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، ولا تتمتع بنفس المزايا التي تتمتع بها البلدان الأعضاء وبالتالي لا يمكن إخضاع نظامها الضريبي لنقاش أوروبي”.

وباعتبارها سيدة، رحبت كالمي ري بترشيح سيدتين لتولي منصب الرئاسة في دولتين من كبريات دول العالم وهما سيغولان روايال في فرنسا، وهيلاري كلينتون في الولايات المتحدة.

أما عن وفاة الأب بيار، رجل الدين الفرنسي، المدافع عن حقوق الفقراء والمشردين منذ أكثر من نصف قرن، فقد وصفته الرئيسة السويسرية “بالإنسان الخارق للعادة” مبدية إعجابها بـ “ثبات مواقفه في الدفاع عن المحتاجين طوال هذه العقود”.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

أوضحت وزارة الخارجية السويسرية في بيان صدر بعد ظهر الاثنين 22 يناير في برن أن كاتب الدولة للخارجية السويسرية ميكائيل أمبول يوجد في زيارة لمنطقة الشرق الأوسط ما بين 22 و 24 يناير الحالي.

وأوضحت الخارجية في البيان الصادر عنها بأن السيد أمبول “يوجد في زيارة عمل لكل من لبنان وسوريا”.

كما أشارت إلى أن المحادثات التي سيجريها في جولته سوف “تتناول القضايا الثنائية وتدخل في إطار اللقاءات الدورية والثنائية مع بلدان الشرق الأوسط”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية