تصاميم متميزة وصراع على المشترين
تحاول مصانع السيارات لفت أنظار المستهلكين إليها بتقديم الجديد والطريف من منتوجها، وذلك من خلال صالون السيارات الدولي في جنيف في دورته الرابعة والسبعين.
وقد افتتح الرئيس السويسري ووزير الاقتصاد جوزيف دايس فعاليات الصالون يوم 4 مارس الجاري، وسط ترقب يسود أجوائه حول ردود فعل الجمهور.
ربط الرئيس السويسري دايس بين دفع عجلة الاقتصاد المحلي وحركة البيع وتصنيع السيارات، وذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح صالون السيارات الدولي في جنيف.
في المقابل، رأى رئيس الصالون أن الهدف من هذه الفعالية السنوية الدولية، ليس اقتصاديا بحت، إلا أنه من الممكن الربط بين تقديم الجديد والحديث في عالم السيارات مع محاولة تحريك الركود في حركة المبيعات.
ولا تأتي هذه التصريحات من فراغ، إذ لم تتمكن شركات السيارات في جميع أنحاء أوروبا في العام الماضي من الوصول إلى الحد الأدنى من المبيعات التي تعودت عليها وبقى في مخازنها 800 ألف سيارة لم تجد مشترين لها، أما في سويسرا فقد تراجعت المبيعات بنسبة 8% في نفس الفترة.
ترقب مشوب بالحذر
من جهتهم يعتقد خبراء السوق أن فترة شهرين (أي منذ بداية العام حتى الآن) لا يمكن أن تشكل رأيا قاطعا حول كيفية سير المبيعات أثناء هذه السنة، كما أنه من الصعب اعتبار آراء الجمهور أثناء الصالون مقياسا على توجهات المستهلكين، في الفترة المقبلة.
في المقابل، رأى بعض مدراء شركات السيارات أن هناك اتجاها فعليا داخل أروقة الصالون لتقديم أسعار متهاودة وخصومات أو تسهيلات في السداد، وذلك للتغلب على الركود الذي شهدته مبيعات العام المنقضي، وخوفا من استمرار هذه الحالة.
ومن الطبيعي أن تكون الشركات قد استعدت لذلك بشكل أو بآخر، إلا أن الظاهرة العامة التي يمكن رصدها في صالون هذا العام، تتمثل في لجوء أغلب الشركات إلى تخفيض تكاليف الانتاج، حتى تتمكن من تقديم أسعار منخفضة، وبالتالي جذب العملاء المترددين.
عودة إلى التصاميم المتنوعة
ولا شك في أن شركات صناعة السيارات من جميع أنحاء العام تحاول انتهاز هذه الصالون الدولي في جنيف، لتقديم آخر ما توصل إليه المصممون من ابتكارات تقنية أو تصميمات جذابة، أو ما يجمع بين الاثنين معا، على مساحة تفوق 11 ألف متر مربع، ليتمكن الزائر من رؤية أحدث ما أنتجته جميع الماركات المعروفة منها والمغمورة، أو تلك التي تُصَنِّع موديلاتها حسب الطلب.
وتعول مصانع السيارات هذا العام على الربط بين الراحة في القيادة، والمزيد من الاحتياطات الأمنية، مثل أجهزة الانذار المبكر التي تعطي بيانات عن حالة السيارة وإن كانت بحاجة ماسة إلى صيانة في جانب ما، أو التعليمات المتواصلة أثناء القيادة، مثل درجة الحرارة أو أحوال الطقس أو التحذير من السرعة الزائدة، وبالطبع لم يغفل المصممون الناحية الجمالية، التي تلعب دورا أساسيا في لفت الأنظار.
ويمكن القول بأن صالون هذا العام يشهد تنوعا كبيرا في التصاميم بعدما كادت تكون متشابهة في السنوات الأخيرة الماضية، وعادت كبريات الماركات إلى البحث عن التصميم المتميز الذي يرتبط باسمها، وابتعدت الأسماء اللامعة عن تقليد بعضها لا سيما في الشكل الخارجي.
ويضع خبراء المبيعات ثقلا كبيرا على التصميم الخارجي، حيث يعتبرون أن النظرة الأولى إلى السيارة هي التي تحدد مدى إعجاب المستهلك بها، ومن ثم يبدأ الحديث عن استهلاك الوقود وإجراءات السلامة فيها أو ما إذا كانت للاستعمال العائلي أو الفردي.
كما أحسنت بعض الشركات المنتجة للسيارات الشعبية في تحسين تصميماتها وتطويرها خاصة في الإعدادات الداخلية وتوفير حيز أكبر، أملا في كسب ثقة عملاء جدد، لا سيما أولئك الذين ليس لديهم إمكانيات مادية كبيرة لشراء ماركات شهيرة.أما من يبحث عن الماركة أولا سواء من خلال التجربة أو بسبب الإعجاب بها، فسيجد بلا شك ضالته في هذا الصالون الدولي.
القرار بيد المستهلك
على مدى عشرة أيام كاملة سيتمكن زوار الصالون الدولي للسيارات في جنيف من رؤية مزيج متنوع من جميع الأنواع، تلك التي تتميز بقوة الأداء مع حسن التصميم والماركة الشهيرة، أو الأخرى التي تكتفي بأداء متواضع ولكنها في الوقت نفسه حرصت هذا العام على تقديم تصميم أنيق، ليبقى المستهلك هو الحكم، وفوق كل هذا الإمكانيات المادية، لا سيما مع المخاوف من انتشار نسبة البطالة، وعدم الثقة في أسواق العمل هذا العام.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.