مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تطمينات حول حالات الشلل في السعودية

إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال Keystone Archive

قدمت منظمة الصحة العالمية بعض الإشارات المطمئنة بعد ظهور مخاوف من انتشار مرض الشلل من جديد في السعودية وبعض البلدان الإسلامية بسبب حالات أطفال أصيبوا في الحج.

وأوضح خبراء المنظمة بأن المجهودات المبذولة من قبل المملكة كافية، ولكن خطر الانتشار يبقى قائما في كل مكان ما لم يتم القضاء على الشلل أينما وُجد.

في رد على أنباء صحفية حول اكتشاف حالات شلل أطفال خلال موسم الحج لهذا العام، قدمت منظمة الصحة العالمية في جنيف يوم 11 يناير الجاري عرضا مطمئنا للأوضاع وضع حدا للتخوفات من انتشار محتمل للمرض في السعودية وبعض الدول الإسلامية عبر أفواج الحجاج.

وجاءت تلك التطمينات على لسان الدكتور دايفيد هيمان، رئيس قسم الأمراض المعدية، وبروس إيلوارد، منسق حملة محاربة مرض الشلل بمنظمة الصحة العالمية.

حالات إصابة رغم الاحتياطات

الدكتور هيمان أوضح بأن الحالة التي أثارت هذا التخوف هي لطفل نيجيري يعيش مع أهله بالقرب من مكة لم يغادر المنطقة منذ عامين تقريبا. ومن المحتمل أن يكون قد أصيب بمرض الشلل بعد استقبال زائرين في بيته كانوا مرفوقين بأطفال. وكانت السلطات السعودية قد أعلنت عن ثلاث حالات إصابة بالشلل خلال موسم حج هذا العام.

وعن حالة الطفل النيجيري المصاب الذي قيل إنه تعافى تماما الآن، صرح الدكتور هيمان بأنه “كانت في حوزته عدة حقن تطعيم ضد الشلل، وهو ما يظهر جليا بأنه تلقى تطعيما ضد الشلل”. وعن سبب عدم نجاعة التطعيم في الوقاية، يقول خبير منظمة الصحة العالمية “إن هناك عدة عوامل مثل نوعية التطعيم، أو مناخ المنطقة الموجه إليها- بلدان حارة او معتدلة- وكذلك نوعية الغذاء الذي يتناوله الشخص”.

المخاوف لا تنحصر في الحج

يتجدد كل عام اهتمام منظمة الصحة العالمية بالأمراض المحتمل ظهورها أثناء مناسك الحج، مما يؤدي إلى تقديم بعض التوصيات قبل بداية الموسم. ويقول الدكتور ديفيد هيمان بِشان هذه التوصيات إن المملكة العربية السعودية “تقوم بتطبيقها بطريقة فعالة”.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت في شهر يوليو من العام الماضي عن بعض القلق بخصوص موسم الحج إُثر ظهور حالات انتشار لمرض الشلل في مناطق من نيجيريا. ويشار إلى أن خمسة من البلدان الستة المصنفة عالميا في خانة أوكار مرض الشلل هي أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وهي: باكستان وأفغانستان ومصر والنيجر ونيجيريا.

القضاء على الشلل في نهاية 2005؟

من المواعيد الطموحة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، ضرورة القضاء النهائي على انتشار مرض الشلل في نهاية عام 2005. ومع عودة ظهور هذه الحالات ولو بشكل يمكن التحكم فيه، بدأت بعض الأصوات ترتفع متسائلة عن إمكانية القضاء نهائيا على انتشار المرض في الموعد المحدد؟

الدكتور هيمان يجيب عن هذا التساؤل بطريقة غير مباشرة إذ يقول: “إن الجهود التي بذلتها آسيا للقضاء على انتشار الشلل سمحت بتخفيض نسبة الانتشار بالنصف خلال العام الأخير”. وأضاف أن وزير الصحة الهندي، التي تحتل بلاده المرتبة السادسة على لائحة البلدان التي ينتشر فيها مرض الشلل في العالم، “تعهد خلال اجتماع الأسبوع الماضي بوضع جميع الإمكانيات رهن الإشارة من أجل القضاء النهائي على انتشار الشلل خلال الأربعة أشهر القادمة”.

غير أن منسق حملة محاربة انتشار مرض الشلل بمنظمة الصحة العالمية بروس إيلوارد لخص مخاطر وتحديات القضاء على انتشار مرض الشلل بالقول: “إن هذا المرض قد ينتشر في أي مكان ما لم يتم القضاء عليه في كل مكان”. وهذا ما حدث من خلال ثلاث حالات إصابة مستوردة إلى بلد يعرف حملات تطعيم ورقابة متواصلة بالنسبة لمواطنيه ولملايين الحجيج المتوافدين لآداء مناسك الحج.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية