تطويرُ لقاح للكفّ عن التدخين!
هدفَ الاحتفال يوم السبت بـ"اليوم العالمي بدون تدخين" إلى تشجيع من لا يقوون على ترك هذه العادة المُضرة على بذل المزيد من الجهود. ورُبما يساعدهم على ذلك لقاحٌ جديد ضد التدخين.
وتُطور هذا اللقاح شركةُ “Cytos” السويسرية المتخصصةُ في الأبحاث البيوتكنولوجية. وقد جُربَ التطعيم الجديد على عدد من المُتطوعين…
يهدفُ اللقاحُ الجديد إلى منع مادة النيكوتين- وهي العنصر المُتسبب في الإدمان في التبغ- من الوصول إلى المُخ، حيث تحدثُ النيكوتين “النشوة” التي يشعر بها المُدخنون. ويعمل التطعيم على تحفيز نظام المناعة على إنتاج مضادات حيوية أو مضادات أجسام تمتزج بالنيكوتين وتمنعها من الوصول إلى المخ.
وبما أن عنصرَ النيكوتين صغيرٌ جدا للتمكن من الالتحام مع مضادات الأجسام، قام الباحثون بتزويده بمادة بروتينية تفوقه حجما، وبذلك يستطيع نظامُ المناعة التعرفّ عليه. وبعد تجربة هذا التطعيم في مرحلة أولى، اتضحت فعالية المضادات الحيوية التي نجحت في الحيلولة دون وصول النيكوتين إلى المخ.
الوقاية من “عودة ريما الى عادتها القديمة”!
وفي تصريح، لـ”سويس انفو”، أوضح المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “Cytos” وُلفغانغ رينير أن اللقاح ابتُُكر من أجل تفادي عودة الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين إلى عادتهم القديمة، علما أن سيجارة واحدة تكفي لإيقاظ الرغبة الشديدة في التدخين مُجددا.
ويضيفُ السيد رينير: “غالبا ما يُقرِّرُ المُدَخّنون ترك السجائر، وينجحون في ذلك لبضعة أيام، لكنهم يجدون نفسهم فجأة في مواقف اعتادوا على التدخين فيها. ثم يحْصُلون على سيجارة. هذه السيجارة تحتوي على جرعة من النكوتين تكفي للقضاء على كافة المجهودات المبذولة. وهذا ما نريد علاجه”.
وتتم حاليا تجربة اللقاح الجديد على 40 متطوعا من غير المدخنين في بريطانيا. ويُرجى من هذه التجارب التي أوشكت على النهاية تحديدُ الجرعة الأدنى التي يتطلبها التطعيم.
وستبدأ في سويسرا خلال الخريف المُقبل تجاربُ على نطاق أوسع، حيث ستشمل 360 مُدخنا. وسيتلقى المتطوعون ثلاث أو أربع حقن من اللقاح الجديد لمعرفة مدى فعالية التطعيم. وستتواصل هذه الدراسة إلى منتصف عام 2004.
قد يتحول اللقاح الى ثورة…
وتشتمل الأساليب المُتوفرة للكف عن التدخين العلاج البديل للنيكوتين الذي يعتمد على مواد تحتوي على النيكوتين الصناعي مثل الضمادات اللاصقة التي توضع على الجسم أو اللثة أو الرشاشات. وهنالك أيضا أقراص مضادة للإكتئاب تحمل اسم “Zyban” من صنع “غلاكسُوسميثكلاين”. وتحقق هذه الأساليب البديلة نسبة نجاح تتراوح بين 17 و20%.
ويقول جون فرانسوا إيتر من معهد الطب الاجتماعي والوقائي في جامعة جنيف: “إن نجح اللقاح، فسوف تكون له انعكاسات هائلة على الصحة العامة. سيحدث ثورة حقيقية في مجال الوقاية من التدخين ومعالجة الإدمان على التبغ”.
وتعمل شركتا “نابي” بفلوريدا و”غزينوفا” ببريطانيا جاهدتين من أجل إنتاج لقاح مماثل. أما شركة “Cytos” السويسرية التي تثير هذه المنافسة فتقول إن منتوجها قد ينزل إلى السوق في غضون أربعة أعوام.
إغراءات السينما والأزياء
وبالإضافة إلى معالجة الأشخاص المُدمنين على النيكوتين، قد يصلح اللقاح للأطفال قبل اكتسابهم عادة التدخين. ويذكر أن زهاء 80% من المدخنين يهوون السجائر في مرحلة المراهقة. وقد يسمح تطعيم المراهقين غير المدخنين أيضا بالحيلولة دون إدمانهم على النيكوتين.
وجديرٌ بالإشارة إلى أن احتفالات هذه السنة باليوم العالمي دون تدخين تتم تحت شعار “موضة وسينما خاليتان من التدخين” في إشارة إلى لجوء أكبر منتجي التبغ لشهرة المُمثلين وعارضي الأزياء للترويج لمنتجاتهم. وتسعى منظمة الصحة العالمية من خلال هذا الشعار لفت انتباه الجمهور إلى دوره في حث الشباب على التدخين. وقد قررت المنظمة هذا العام مخاطبة هوليود في اليوم العالمي بدون تدخين.
وتشير الجمعية السويسرية للوقاية من التدخين إلى أن أربعة من خمسة أفلام أمريكية ناجحة تتضمن لقطات يدخن فيها الممثلون. وأظهرت دراسة أمريكية شملت قرابة خمسة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و15 عاما، أن الأطفال الذين يشاهدون هذه الأفلام معرضون أكثر من غيرهم لإغراءات التدخين المبكر.
سويس انفو مع الوكالات
يقدر عدد المدخنين في سويسرا بمليوني شخص علما أن عدد سكان الكنفدرالية يقل عن 8 ملايين نسمة.
هذا المعدل يجعل سويسرا تحتل المرتبة الثالثة في أروبا بعد هنغاريا واليونان.
يعتقد الأخصائيون ان التدخين يقتل سنويا 8000 شخص في سويسرا.
أظهرت دراسة أن الأمراض المرتبطة بالتدخين كلفت الاقتصاد السويسري 10 مليار فرنك في عام 1995 فقط.
ارتفعت نسبة المدخنين في أوساط الشباب خلال السنوات القليلة الماضية.
56% من المدخنين يعربون عن أملهم في التوقف عن التدخين.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.