تعريف بمنظمة بـدر
منظمة بدر لإعادة الاعمار، وهي منظمة مدنية حلّـت محل فيلق بدر،الذي كان يُـعرف بالذراع العسكري سابقا للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والذي أصبح اليوم أحد أبرز أركان الحكومة العراقية.
لكن المجلس الذي أسس على أنه يجمع القوى والمنظمات السياسية، ينفي ذلك ويقول: “إن فيلق بدر كان مستقلا رغم ارتباط قادته الروحي بزعيم المجلس ومؤسسه محمد باقر الحكيم”، الذي اغتيل في أغسطس 2003.
تأسست منظمة بدر باسم لواء 9 بدر والذي تحوّل فيما بعد إلى فيلق بدر في عام 1982 في إيران بمبادرة من قيادات الحرس الثوري الإيراني وبمعاونة بعض العراقيين المهجّـرين أو المهاجرين إلى إيران.
وقد حمل المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين، أبرز هيئة دينية سُـنية في العراق، منظمة بدر مؤخرا مسؤولية مقتل عراقيين سنّـة في بغداد.
وكانت عناصر منظمة بدر، التي حلت محل فيلق بدر في صيف 2004 بعد قرار من الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة بحل الميليشيات، قد وصلوا إلى العراق قادمين من إيران بعد سقوط نظام صدام حسين في ابريل 2003.
واشترطت واشنطن حل فيلق بدر وأن لا يدخل بأسلحته إلى العراق، قبل الشروع بعملية إسقاط النظام السابق.
وتراوح عدد هذه القوة قبل سقوط نظام صدام، ما بين عشرة و15 ألف مقاتل مدرّب على كافة أنواع القتال والأسلحة الثقيلة، وعلى قيادة الدبابات والطائرات، ولا يمكن لأحد أن يؤكد تماما ما إذا كان سلاح هذه القوة قد نزع أم لا.
وصل عدد عناصر منظمة بدر بعد انضمام أعداد كبيرة من العراقيين الشيعة لها إلى أكثر من 100 ألف مقاتل، أعلنوا استعدادهم لحفظ الأمن خلال الانتخابات التي جرت أواخر يناير الماضي، والتي أسفرت عن فوز قائمة الائتلاف العراقي الموحّـد، وبدر من بينها.
وحققت منظمة بدر انتصارات في مجالس المحافظات، ولها في بغداد وحدها 700 ألف صوت، وحصلت على 28 مقعدا من مقاعد المجلس المكوّن من مجموع 51. ويقول هادي العامري، أمين عام المنظمة إن آلاف العناصر في منظمته لم يعودوا مزوّدين بأسلحة ثقيلة، وهم لا يملكون إلا أسلحة فردية مسجلة لدى الائتلاف.
وخلال سنوات النفي في إيران، حيث كان مقر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي يتزعمه حاليا عبد العزيز الحكيم، شن عناصر فيلق بدر عمليات عسكرية في العراق عن طريق شبكة سرية، شاركت بفعالية في الانتفاضة الشيعية غَـداة حرب الخليج الأولى عام 1991، والتي قمعها صدام حسين بقوة.
وقبل تشكيل الحكومة العراقية مطلع مايو الماضي، برئاسة إبراهيم الجعفري، أحد أبرز قادة حزب الدعوة الإسلامية، أحد الأحزاب الشيعية الكبرى، طالب العامري الذي كان يطمح بتسلم وزارة الداخلية، بدمج رجاله بالأجهزة الأمنية.
وتقول المنظمات السُـنية الرئيسية، ومن بينها هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي، إن أجهزة وزارة الداخلية، وخصوصا إحدى كتائب المغاوير فيها التي يطلَـق عليها اسم “الذئب” مؤلفة من عناصر سابقة من منظمة بدر.
ومن جهتها، تحدثت وزارة الداخلية العراقية خلال توقيف فلسطينيين متهمين بتنفيذ اعتداء في 12 مايو الماضي في سوق ببغداد، عن تعاون استخباراتي بين رجالها وبين فيلق بدر السابق.
أما رئيس جهاز المخابرات العراقية، اللواء محمد الشهواني فقد تحدث عن تواطؤ بين عناصره في ظل الحكومة السابقة برئاسة أياد علاوي، وبين الجمهورية الإسلامية في إيران.
وقد اتهم الشهواني منظمة بدر علنا أمام المجلس الوطني، لكن هادي العامري طالب في وقتها بتشكيل لجنة من قِـبل رئيس الوزراء السابق أياد علاوي، متهما في الوقت ذاته عناصر مخابرات نظام صدام السابقين بالتسلل إلى جهاز المخابرات الحالية، وأنهم يقفون ضد منظمة بدر التي أكّـد أنها بريئة من كل الاتهامات.
تزعم المنظمة أن مقاتليها لم يدخلوا العراق بالسلاح، وكانت لديهم الدبابات ومقاومات الطائرات وغيرها من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ولم يدخلوا بغير السلاح الشخصي المرخّـص من وزارة الداخلية العراقية، ويقول العامري إن السلاح تُـرك في مكانه في إيران.
وقد حصلت “بدر” على السلاح من الحكومة الإيرانية، ومن غنائم الحرب العراقية ـ الإيرانية، وتحصل على الأموال من الدعم الذي كان يصل إلى محمد باقر الحكيم من دول العالم، خصوصا من إيران.
ويشكل أسرى الحرب العراقية الإيرانية العمود الفقري لفيلق بدر (سابقا)، وأن الكثير من الأسرى التحقوا بالفيلق بعد خروجهم من الأسر، أو وِفق صفقة تتمثل بخروجهم من الأسر مقابل الانضمام إلى “بدر”، وقد أطلقوا على أنفسهم تسمية التوابين، وهؤلاء شكلوا عناصر مهمة في منظمة بدر.
وتؤمن المنظمة بقوة بنظرية اجتثاث البعث، لكنها تنفي أنها عمدت الى تصفية عناصره، وتصر على حل حزب البعث مع فتح باب التوبة للذين لم تتلطخ أياديهم بالقتل في النظام السابق.
وكان الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر دعا إلى الحذر من الفتنة بعد القبض على بعض الجواسيس زعموا أنهم من فيلق بدر. وقال الصدر في إحدى خُـطب الجمعة من مسجد الكوفة: “أخص بالفتنة فيلق بدر الذي كان أكبر مساند للسيد الوالد في زمن الطاغية، فماذا حدث؟ لا أعلم ما الذي قلب الموازين، الله العالم”. وأضاف: “أخصهم بالالتفات إلى مثل هذه الأمور، خصوصا وأن العدو الآن يبعث ببعض الجواسيس بين صفوف جيشنا المنصور، ثم ما أن كشفناهم حتى ادّعوا أنهم من فيلق بدر”، التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. وتابع الصدر، “إنني لا أصدق هذا. فإن هذا إشعال للفتنة بيننا ليس إلا، فالتفتوا إلى ذلك”.
أخيرا، كشفت منظمة بدر أسماء 40 ضابطا، قالت إنهم كانوا يخدمون في أجهزة الأمن للنظام السابق في مختلف المحافظات العراقية، وهم الآن ضباط في وزارة الداخلية وتتراوح رُتبهم بين لواء ونقيب. وقالت مصادر المنظمة إنهم كانوا مسؤولين أمنيين في مديريات أمن بغداد وعدد من المحافظات الأخرى، وفي جهاز المخابرات السابق، وقد تم توظيفهم في لواء المغاوير الأول من قوات وزارة الداخلية في حكومة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي.
نجاح محمد علي – دبي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.