مسابقة المهارات العالمية تعرض مواهب المستقبل

يتدرب أصحاب المواهب الصغار على طرق التعامل مع الذهب، أو السكر، والخشب، والمعادن.. لكن الأهم هو معارفهم وخبراتهم، كما أظهرت مسابقة المهارات العالمية (WorldSkills)، التي التي استضافتها سويسرا إلى جانب نخبة من البلدان الأخرى.

يمكن مقارنة المسابقة، التي اختتمت نشاطاتها رسميًا في مدينة سالزبورغ النمساوية يوم الأحد 27 نوفمبر الماضي، بـ “الألعاب الأولمبية” للمهارات التجارية. خلال الفترة الممتدة من سبتمبر إلى نوفمبر، استضافت هذه التظاهرة 15 دولة حول العالم، بعد تخلي الصين عن تنظيمها بسبب القيود المتعلقة بكوفيد-19، وعاد شرف تنظيم  13 من أصل 62 مسابقة، إلى الكنفدرالية السويسرية.

مساء الأحد 27 نوفمبر، أُعلن إحراز السويسريات والسويسريين على 19 ميدالية في مسابقة المهارات العالمية، بما في ذلك خمس ميداليات ذهبية. 

في العديد من البلدان، لا يعتبر تعلم المهن في نفس المستوى من التقدير والاحترام مثل التعليم الجامعي، وقد تأسست الرابطة الدولية للمهارات العالمية غير الهادفة لتحقيق أرباح في عام 1946 للمساعدة في رفع مستوى المهارات التجارية بين الشباب، ويتمثل هدفها الأساسي في تنظيم مسابقات المهارات المهنية.

وتقام هذه المسابقات، التي تشارك فيها أكثر من 70 مهنة، كل عامين، وتؤخذ على محمل الجد، حيث يستغرق بعض المشاركين والمشاركات عامين للتحضير لها.

المعيار السويسري

في سويسرا، يختار الشباب السويسريون في سنّ مبكر (14 إلى 15 عاماً) مجال تدريبهم المهني، أو التعليم الثانوي الأكاديمي، ويختار حوالي ثلثيْهم التدريب المهني.

ويتمتع نظام التلمذة المهنية السويسري مزدوج المسار، الذي يجمع فيه المتعلم بين التدريب أثناء العمل في المؤسسات الصناعية او التجارية والدروس في المدارس المهنية، بسمعة طيبة على المستوى الدولي أيضًا. وهذا هو السبب في أن المراهقات والمراهقين السويسريين يفوزون دائمًا بعشرات الميداليات في هذه المسابقات.

ومع ذلك، فإن مسابقة هذا العام التي تمت بدون مشاركة روسيا، التي نظمت آخر مسابقة للمهارات العالمية على أراضيها في قازان في عام 2019، أي مباشرة قبل تفشي الوباء. ولكنها سحبت مشاركتها هذا العام وبقيت عضويتها في “مسابقة المهارات العالمية” معلقة مؤقتًا. 

الرقمنة تغزو كل القطاعات

SWI swissinfo.ch  سألت رولان هيرسبرونر رئيس التسويق والاتصال في مسابقة المهارات العالمية عن المهن الممثلة في المسابقة والتي لها مستقبل واعد؟”.

فكان رد هيرسبرونر: “ستكون جميع المهن الممثلة مطلوبة في المستقبل المنظور. وسيكون البناء دائمًا مهمًا، كما ستصبح السيارات أكثر تطوراً، لكن لا يزال يتعين عليك إصلاحها. ولن يتخلى الناس في المستقبل عن متعة الذهاب إلى المطاعم”.

وأردف قائلا: “بالإضافة إلى أن المهن والمهارات نفسها من المحتمل أن تتغير وتتطور”. “مجتمعنا كله أصبح أكثر رقمية. وإذا كان الشباب المنافسون في فئات مثل التصميم الغرافيكي أو تقنيات الوسائط المطبوعة قد انتقلوا إلى الرقمنة بالفعل، فإن المهن الأخرى ستتحول أيضًا. وسيظل الطلب على فن المجوهرات، لكن صائغي المجوهرات سيستخدمون الكمبيوتر لإنشاء تصميماتهم”.

ترجمة: ثائر السعدي