مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

برلمان وطني للشباب في سويسرا

في ربيع 2016، صوتت جمعية المندوبين للفدرالية السويسرية لبرلمانات الشباب المجتمعة في لوتسرن لصالح إنشاء برلمان وطني للشباب. Colin Bieri

في الوقت الراهن، هناك 66 برلمانا للشباب مُوزعا على البلديات والكانتونات السويسرية. وبالرغم من أن هذه البرلمانات الشبابية قد تختلف في تشكيلتها، لكن قاسمها المشترك يتمثل بانخراط الشباب المُلتزم للعمل من أجل إهتمامات اليافعين والشباب السويسريين والتعبير عن آرائهم في القضايا السياسية.ومع انتشار هذه المؤسسات الشبابية في أنحاء الكنفدرالية، إلّا أن المستوى الوطني يفتقر إلى شكل مؤسسي مُشابه لهذه لمشاركة السياسية، يتكامل بشكل جيد في العمليات السياسية، ويتيح للعديد من الشبان فرصة المشاركة المباشرة على حد سواء. وهذا ما تَعتَزم الفدرالية السويسرية لبرلمانات الشباب تغييره من خلال تأسيس برلمان شباب وطني.

محتويات خارجية

بقلم: يوناس هيرشي، مدير المؤسسات في الفدرالية السويسرية لبرلمانات الشباب

وبالرغم من نظام الديمقراطية المباشرة والميليشيا التي عُرِفَت بها، لكن سويسرا بالذات بحاجة إلى دعم سياسي لليافعين والشباب. وعلى مستوى البلديات والكانتونات، تتمتع برلمانات الشباب اليوم بشعبية كبيرة. وهكذا، نلاحظ تأسيس ستة برلمانات شبابية جديدة في المتوسط كل عام. وعمّا قريب، ستكون هناك برلمانات جهوية (أي كانتونية) للشباب في جميع الكانتونات الـست والعشرين المكونة لسويسرا. وينخرط الشباب في هذه البرلمانات في العمل من أجل أقرانهم الشباب، إما من خلال المسار السياسي، أو عن طريق تنفيذ بعض المشاريع الخاصة.

وبهذه الطريقة، تمكنت برلمانات الشباب من تحقيق العديد من النجاحات. ففي “كونيتس” (Köniz) على سبيل المثال، وهي إحدى بلديات المناطق الوسطى لكانتون برن، تُسيَّر اليوم حافلة ليلية تتوجه إلى العاصمة بفضل برلمان الشباب. وفي كانتون فو، تم إدراج إهتمامات وشواغل برلمان الشباب في قانون التعليم الجديد. وفي منطقة “فراوَنبرونَّن” (Fraubrunnen ) في كانتون برن أيضا، تُفتَح صالات الرياضة لاستقبال الشباب في فصل الشتاء – أيضاً بفضل الجهود المبذولة من قبل برلمان الشباب في هذه المنطقة.

وهكذا يتضح أن بمقدور هذه المؤسسات الشبابية تحسين حياة الشباب بشكل ملحوظ. لكنها تحتاج لتحقيق ذلك إلى كفاءات مُلزمة، حتى وأن لم تتوفر هذه إلّا في إطار محدود.

العروض القائمة على المستوى الوطني

في الوقت الراهن، يمكن العثور بالفعل على مشاريع ومنظمات تروج للمشاركة السياسية للشباب على المستوى الوطني. وأشهر هذه المشاريع هي الدورة الفدرالية للشبابرابط خارجي، التي تُعقَد مرّة في السنة تحت قبة القصر الفدرالي.

“برلمانات شباب” وطنية أخرى في أوروبا

تعتبر البرلمانات الوطنية للشباب ظاهرة مألوفة بالفعل في العديد من الدول الأوروبية. وفي إمارة ليختنشتاين المجاورة، هناك مجلس للشباب هو عضو في المنظمة المظلة لبرلمانات الشباب أيضاً. أما أكثر هذه البرلمانات نشاطاً فهو برلمان الشباب في المملكة المتحدة.

يعمل الأعضاء المنتخبون ديمقراطياً في برلمان الشباب البريطاني في إعداد برنامج إنتخابي سيتم عرضه على الحكومة، كما ينظمون أحداثاُ تجمع السياسيين مع جماعات الضغط، وينفذون حملات تتعلق بالشواغل السياسية.

أما برلمانات الشباب الوطنية الأخرى في أوروبا، فهي عبارة عن منصات مناقشة غير مُلزمة، ويمكن مقارنتها بالتالي بالدورة الفدرالية للشباب. ولو أننا أخذنا الدور الرائد لسويسرا في مجال المشاركة الديمقراطية بنظر الإعتبار، لرأينا بانها لا تزال بحاجة إلى اللحاق بالركب في مجال المشاركة السياسية للشباب. فهنا، لا ياتي تصنيف الكنفدرالية إلا ضمن المتوسط الأوروبي.

وفي هذه الدورة، يحتل 200 شاب وشابة مقاعد أعضاء مجلس النواب في العاصمة برن لمدة أربعة أيام، يقومون خلالها بمناقشة القضايا السياسية وإعداد المطالب، التي يتم تقديمها لاحقاً لبرلمان “الكبار” كالتماس غير مُلزم.

وإلى جانب الدورة الفدرالية للشباب، تبرز مشاريع أخرى مثل “مدارس لِبرنرابط خارجي“، التي تلتزم بالعمل من أجل تثقيف ووعي سياسي أفضل، وكذلك مشروع “إيزي فوترابط خارجي” أو “التصويت المُيسّر” (easyVote)، الذي أطلقته المنظمة المظلة لبرلمانات الشباب، والذي يدعم الشباب في عمليات التصويت والإنتخاب.

علاوة على ما سبق، هناك منظمات مثل اللجنة الفدرالية لشؤون الأطفال والشبابرابط خارجي، التي تسعى إلى منح صوت سياسي للشباب دون مشاركة مباشرة منهم. واللافت للنظر، عدم وجود أي عرض على المستوى الوطني، يمنح الشباب حق المشاركة وإتخاذ القرارات السياسية.

الحاجة إلى عرض جديد

بالإضافة إلى تحليل فُرَص المشاركة السياسية الحالية للشباب ودراسة المنظمات المماثلة في أوروبا، قامت المنظمة المظلة لبرلمانات الشباب في تحليلها بتقصي الحاجة إلى برلمان وطني للشباب لدى الشباب والمنظمات الشبابية. وكما إتضح من هذه العملية، لا يستأثر المستوى الوطني على اهتمام الشباب بالدرجة الأولى فحسب، لكنه يمثل الحاجة الأمسّ لتدارك ما فات هذه الفئة من مشاركة أيضاً. 

وفي مسح منفصل، أشارَت المنظمات الشبابية وأحزاب الشباب وبرلمانات الشباب في الكانتونات، إلى رؤيتها هي الأخرى للحاجة إلى شكل جديد من أشكال المشاركة السياسية على المستوى الوطني.

تأسيس فريق المشروع

على ضوء الحاجة الواضحة لبرلمان شبابي وطني، وضعت المنظمة المظلة لبرلمانات الشباب ثلاث صيغ [لهذا البرلمان] وقدمتها إلى جمعية المندوبين للعام 2016، للحصول على توصية لفريق المشروع الذي تم تشكيله حديثا لهذا الغرض.

وكانت جمعية المندوبين للمنظمة المظلة لبرلمانات الشباب قد إجتمعت في بداية شهر إبريل المنصرم في مدينة لوتسرن. وشارك في هذا الإجتماع نحو 150 عضواً من برلمانات الشباب التابعة للبلديات والكانتونات في سويسرا وإمارة ليختنشتاين. إلّا أنَّ القرار الخاص بتأسيس برلمان وطني للشباب أخفق بوضوح.

ويفضل المندوبون الصيغة التي ترتأي جهازاً جديداً كلية في شكل برلمان وطني للشباب. ومن المقرر أن يقوم فريق المشروع في الأشهر القليلة المقبلة بإعداد تصوّر لمثل هذا العرض الجديد، حتى يُمكن تأسيس البرلمان الوطني للشباب في غضون الأعوام المقبلة.


الأفكار الواردة في هذا المقال لا تعبّر سوى عن آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر swissinfo.ch.. أما العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية، فقد تمت إضافتها أو تحويرها من طرف swissinfo.ch

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية